مزج تنظيم «الدولة الاسلامية في العراق والشام» (داعش) بين الترهيب والترغيب لفرض «دولته» في المناطق الخاضعة لسيطرته في شمال شرقي سورية، وتساوي مساحتها خمسة اضعاف مساحة لبنان، في وقت واصل الطيران السوري القاء «البراميل المتفجرة» مع تجدد المواجهات بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة في حلب شمالاً.
في هذا الوقت، حذر «الائتلاف الوطني السوري» المعارض من ان مدينة حلب باتت مطوقة، مشيرا الى استعدادات القوات النظامية لاقتحامها، وقال الناطق الرسمي باسمه لؤي صافي في تصريح نشر على الموقع الالكتروني للائتلاف «ثمة تكامل واضح بين جيش الأسد وحليفه داعش اللذين يسعيان بتوقيت زمني واحد للسيطرة على المناطق المحررة دون حدوث أدنى اشتباك بين الطرفين». واضاف ان «الوضع العسكري حرج للغاية، وتطويق حلب أصبح واقعا».
وعزا تراجع مقاتلي المعارضة في عدد من المناطق السورية الى «عدم جدية المجتمع الدولي ومنظومة اصدقاء سورية والتخاذل في دعم الثورة على الصعيد العملي»، مشيرا الى ان «الولايات المتحدة حتى الآن، ما زالت تمنع وصول الأسلحة المتطورة للجيش الحر .
وارغم تنظيم «الدولة الإسلامية» أكثر من ثلاثين ألف شخص من سكان بلدة الشحيل، التي كانت تعتبر معقلاً لـ «جبهة النصرة» على مغادرة البلدة التي سيطر عليها قبل أيام. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن تنظيم «الدولة الإسلامية» الذي بات يسيطر على أجزاء واسعة من محافظة دير الزور الحدودية مع العراق، سبق أن «هجّر» حوالى ثلاثين ألف مواطن آخرين من بلدتي خشام وطابية في المحافظة نفسها.
وتابع «المرصد» ان مقاتلي «الدولة الإسلامية» مثّلوا بجثث مقاتلين من «وحدات حماية الشعب الكردي» الذين لقوا مصرعهم خلال هجوم لمقاتلي «الدولة الإسلامية» على قرية زور مغار في الريف الغربي لمدينة عين العرب (كوباني) في حلب، حيث قاموا بتعليقهم في إحدى الساحات، بعدما جالوا بجثثهم في منطقة جرابلس. كما أعدم «الدولة الإسلامية» رجلين أحدهما بتهمة «التعامل مع النظام النصيري» في إشارة إلى نظام الرئيس بشار الأسد، والآخر مقاتل بتهمة «المشاركة في القتال ضد الدولة الإسلامية واغتصاب امرأة»، حيث نفذ الإعدام في ساحة مرطو في مدينة الباب في ريف حلب.
في المقابل، وبعد سيطرة «الدولة الإسلامية» على كامل حقول النفط باستثناء آبار حقل الورد النفطي في ريف دير الزور، بدأ التنظيم بيع النفط الخام إلى التجار بأسعار اقل من اسعار السوق «في محاولة لكسب التأييد الشعبي في مناطق نفوذه، في ظل الأزمة الإنسانية التي يعيشها السوريون في المناطق كافة، وخصوصاً في مناطق سيطرة الدولة الإسلامية»، وفق «المرصد».
كذلك سيقوم التنظيم بتوزيع أسطوانات الغاز على المواطنين في مناطق سيطرته الممتدة من مدينة البوكمال الاستراتيجية الواقعة على الحدود السورية – العراقية، إلى أطراف
مصادر دبلوماسية: طهران عرضت على معاذ الخطيب تسلم رئاسة مجلس الوزراء في الحكومة المقبلة
قالت مصادر ديبلوماسية غربية لـ «الحياة» ان طهران عرضت على الرئيس السابق لـ «الائتلاف» معاذ الخطيب تسلم رئاسة مجلس الوزراء في الحكومة التي ستشكل بعد اداء الرئيس الأسد اليمين الدستورية، لكنه (الخطيب) اشترط البدء بخطوتين لـ «بناء الثقة وحسن النية» تتعلق الاولى بإطلاق سراح جميع النساء والأطفال من المعتقلات السورية، فيما تتعلق الثانية بقرار رسمي سوري بمنح جوازات سفر لجميع السوريين المقيمين في المغتربات.
وتابعت المصادر ان الخطيب طلب حصول هذين الامرين «خلال اسبوعين» قبل الانتقال الى المرحلة الثانية من التفاوض، وتتضمن «ضمانات» ايرانية وروسية بأن يتمتع رئيس الوزراء الجديد بـ «بصلاحيات حقيقية» تبدأ بالجانب التنفيذي والاقتصادي، على ان تجرى مفاوضات مسبقة ضمن حوار سوري – سوري لـ «توسيع» صلاحيات رئيس الوزراء و»تخفيف» صلاحيات رئيس الجمهورية، بناء على دستور سوري جديد.
واشارت المصادر الى ان المبعوث الدولي السابق ونائب وزير خارجية ايطاليا ستيفان دي ميسورا ابرز المرشحين لخلافة المبعوث الدولي – العربي الأخضر الإبراهيمي.
مدينة حلب الشمالية الشرقية، ومن الحدود السورية – التركية شمالاً، باستثناء المدن الكردية وذات الغالبية الكردية، في شمال محافظة الحسكة وبعض القرى العربية في شمال وشرق المحافظة ومدينة الحسكة، إضافة إلى مدينة عين العرب (كوباني) الواقعة شمال شرقي حلب، وصولاً إلى مناطق في البادية السورية، في ريفي حماة وحمص الشرقي، حيث تبلغ مساحة الأراضي التي يسيطر عليها «الدولة الإسلامية» في سورية، أكثر من 5 أضعاف مساحة جمهورية لبنان، متصلة جغرافياً مع مناطق يسيطر عليها في العراق.