اكتشف العلماء علاجاً جديداً لمرض السكري، وذلك بتحويل خلايا الجلد إلى خلايا بنكرياسية منتجة للأنسولين، وطور العلماء خلايا ليفية أخذت من الفئران مستخدمين تقنية دقيقة وحديثة، وفقاً لدراسة نشرت في صحيفة “ديلي ميل” البريطانية.
وأجريت الدراسة على حوالي 300 شخص في بريطانيا مصاب بداء السكري، والذي يعتبر من أكثر الأمراض انتشاراً.
ويقول البروفسير، شينغ دينغ، من معهد الغلادستون ومن جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو: “إن نقطة القوة في هذا العلاج أنه يوفر مصدراً غير محدود من خلايا بيتا المنتجة للأنسولين الوظيفية، والتي يمكن بعد ذلك زرعها في المريض”.
وأضاف البروفسير “أن التجارب السابقة لإنتاج خلايا سليمة ومنتجة للأنسولين لم تكن ناجحة تماماً، ولكننا اتخذنا نهجاً مختلفاً في هذه المرة”.
ويتمثل التحدي الرئيسي لتوليد كميات كبيرة من خلايا بيتا في قدرة هذه الخلايا المحدودة على التجدد بشكل سريع، مما يجعل زيادة أعداها أمراً صعباً.
وجمع الباحثون في البداية خلايا من جلد الفئران المخبرية، وبعدها استخدموا مزيجاً من المواد الكيمياوية لإعادة برمجة خلايا غير ناضجة في الأديم الباطن – وهي مرحلة تتشكل فيها الخلايا الجذعية، والتي تشكل فيما بعد الأجهزة الرئيسية في الجسم، بما في ذلك البنكرياس.
كما استخدام العلماء خليطاً كيمياوياً ثانياً لدفع الخلايا إلى مرحلة أخرى من التطور، لتأخذ خصائص خلايا تشبه خلايا البنكرياس في وقت مبكر من تشكلها.
وأثبتت التجربة أنه عند حقن الفئران بهذه المادة انخفض معدل السكر في الدم إلى المعدل الطبيعي، فبعد أسبوع، بدأت نسبة السكر في الدم عند الحيوانات تقل حتى اقتربت من المستويات العادية، عند إزالة الخلايا المزروعة لوحظ ارتفاع فوري لنسبة الجلوكوز في الدم، مما يبين وجود صلة مباشرة بين العلاج والسيطرة على معدل السكر.
وبعد مرور شهرين على حقن الخلايا وجد العلماء أن الخلايا المفرزة للأنسولين تعمل بكامل طاقتها في الفئران.
وعلق الدكتور، دينغ، على نتائج هذه الدراسة قائلا: “هذه النتائج لا تسلط الضوء فقط على قوة الجزيئات الصغيرة في إعادة برمجة الخلايا، ولكنها برهان على إمكانية استخدام هذا المبدأ في العلاج لكثير من الأمراض في المستقبل”.