رأي وصورة اجتماعية – الشيخ فائد زهر الدين

مع اطلالة كل فجر تبدا رحلة الحياة بواقعها المليء بصخبها ومتطلباتها من سراء وضراء وكل منا يحاول جاهدا ارساء سفينته في شاطىء الامان . ومن خلال نظرة عابرة على ما يدور حولنا من هموم المعيشة والهروب قدر المستطاع من خفايا الفشل ، نجد انفسنا نخطىء احيانا ونصيب احيانا اخرى وتمنى وندرك تماما ما يدور حولنا ولكن الرياح لا تجري دائما حسب ما تشتهيه السفن، فنحن امام مستجدات حضارية واقعية قسم منها لا يخدم مصالحنا ولا يتلائم مع عاداتنا وتقاليدنا الاصيلة التي ورثناها عن اباءنا واجدادنا وهي للاسف الشديد لدى الاجيال الحديثة،  الى حد معين ، محط اشمئزاز ونفور والكل يعلم ان القوانين التي نحتكم اليها في ايامنا هذه لا تخولنا التصدي لما يدور حولنا بحرية تامة حيث نقف احيانا عاجزين عن اتخاذ القرار وهذه هي الدوامة الكبرى في مجتمعنا، الدوامة التي ادت مؤخرا الى حدوث انشقاق كبير بين اطياف المجتمع ووجود شرخ كبير وعميق كفانا الله شر عواقبه . في الحقيقة ايها الاخوة والاخوات اود الدخول في التفاصيل بعد ان استميحكم عذرا وارجو الا يسيىء احدكم الظن بي لاني فرد من هذا المجتمع المعروفي ويهمني ان ترتقي الامور الى الافضل والله من وراء القصد . 

في مجتمعنا هناك شريحة واسعة من رجال الدين اختاروا شق طريقهم في سبل الكرامة والسؤدد ونظرتهم للحياة واضحة شفافة ، لا يريدون لهذا المجتمع ان ينزلق الى هاوية الفساد الاجتماعي ولا يريدون لرياح العصر الحديث بصورتها السلبية ان تعصف في سماء مجتمعهم وتهدم ما بناه الاباء والاجداد من ارث اخلاقي واجتماعي يختلف تماما عما نراه ونسمعه في مجتمعنا . 

وهناك ايضا شريحة واسعة ممن يريدون السير في ركب الحضارة والتقدم ويعتبرون ما يقوم به الجانب الاخر تدخلا غير مقبول في شؤونهم الحياتية الخاصة فالمظهر في نظرهم لا يعبر دائما عن الجوهر حتى ولو كان قاسيا او شاذاالى حد ما . ومن هنا يبدا بيت القصيد . 

مع احترامي وتقديري لجميع الاطياف والاراء ولكن الحق يقال : ان خير الامور اوسطها ” فلا يموت الذيب ولايفنى الغنم ” ولو تساءلنا ايها الاخوة والاخوات على بساط احمدي مترفعين عن كل الغايات والمقاصد : الله سبحانه وتعالى خلق الانسان وميزه بصفاة عديدة ، اهمها العقل والوعي والادراك والرشد وخلق له ايضا الغريزة وامره بان يتحكم بها وهذا مفهوم للجميع ، ولكن من جهة اخرى كلنا نعلم علم اليقين ان” النفس امارة بالسوء ” لذلك اتخذت الشعوب المؤمنة لنفسها ازياء متعددة وجلها يندرج في اطار الادب والمحافظة على الجسد الفاني واخفاء عوراته وفي ذلك قاسم مشترك بين جميع الشعوب للارتقاء بالانسان والانسانية والابتعاد عن الرذيلة والفحشاء . وانا وغيري نستغرب احيانا لبعض المظاهر لدى بعض الفتياة علما باني لا اشك ولو بلحظة باخلاقهن وطهرهن فالمظهر لا يعبر دائما عن الجوهر ، والانسان بعقله وثقله يستطيع ان يتفادى الملام والسترة مطلوبة دائما ولا يمكن ان تعتبر هذه المظاهر حرية لان حرية المرء تنتهي عندما تبدا حرية الاخرين والاخرون هم ابناء هذا المجتمع لهم الحقوق وعليهم الواجبات ومن حق المرء ان  ينعم بالامن والامان لما يدور حوله ومن واجبه ان يترفع عن اخطاء شائعة كي لا يكون عرضة للانتقاد ومن يعتبر نفسه قدوة حسنه عليه ان يبتعد عن الشبهات لان الانظارتبقى دائما مسلطة على الواعظين اذا لم يكونوا اهلا لوعظهم . 

واخيرا اتوسل الى العلي القدير ان يراف بحالنا جميعا ويديم علينا نعمه ويكتنفنا بستره ويجعل لنا في كل خطوة سلامة ويبعد عنا شر المرض والتباين في الاراء وهو على كل شيىء قدير .

تعليقات

  1. المشكلي انو الحق يقع على الجيل القديم(الاهل) مش قادرين يمونو عولادهن وللاسف الاغلب بشجعوا على حرية اللباس والنفتاح(الانفلات)

التعليقات مغلقة.

+ -
.