رحيل الشاعر اللبناني أنسي الحاج عن 77 عاماً

“لن أكون بينكم لأن ريشةً من عصفور في اللطيف الربيع ستكلّل رأسي وشجر البرد سيكويني وامرأة باقية بعيداً ستبكيني وبكاؤها كحياتي جميل…”، هذه العبارات ربما تكفي للتعريف بالشاعر والكاتب اللبناني الكبير أنسي الحاج (77 عاماً).

رحل الحاج وهو من أعلن انه “من وراء الكتابة كصوت من ينطق من وراء الموت”، وها هو الآن يطوف بين الغيوم، جامعاً الكلمات معاً، الشعر والنثر معاً، كما كان ينشد، فهو من كتب “في كل مرة رميت نفسي من أعلى الجبل ليبتلعني الوادي، كانت الغيوم الوسيطة تستلقيني”.. فها هي الآن تضمه بين ذراعيها.

بدأ العمل في الصحافة في العام 1956 في جريدة “الحياة”، ثم في “النهار” مسؤولاً عن القسم الثقافي، ابتداء من 9 آذار 1956، العدد 6209. وتولى كذلك مسؤوليات تحريرية عديدة في “النهار” وأصبح رئيس تحريرها منذ العام 1992 إلى أيلول 2003.

إعلان

إعلان

إعلان

وساهم الحاج في العام 1957 إلى جانب الشاعرين يوسف الخال وأدونيس في تأسيس مجلة “شعر” وهو يعتبر أحد رواد قصيدة النثر في الشعر العربي المعاصر.

في العام 1960 ظهرت مجموعته الشعرية الأولى، “لن” وكانت حداً فاصلاً في تاريخ الشعر العربي المعاصر، وفي العام 1963 صدرت مجموعة “الرأس المقطوع”، في العام 1965 صدرت مجموعة “ماضي الأيام الآتية” ومن ثم “ماذا صنعت بالذهب ماذا فعلت بالوردة” في العام 1970، و”الرسولة بشعرها الطويل حتى الينابيع” عام 1975، وفي العام 1983 أعاد طبع كتابيه الأولين: “لن” و”الرأس المقطوع”، ومن بعدها في العام 1994 كتب ديوان “الوليمة”.

كما للحاج كتاب مقالات في 3 أجزاء هو “كلمات كلمات كلمات”، وكتاب في التأمل الفلسفي والوجداني هو “خواتم” في جزئين، ومجموعة مؤلفات لم تنشر بعد، و”خواتم” الجزء الثالث قيد الإعداد.

ترجمت للراحل عدد من قصائده الى الفرنسية والانكليزية، واستوحى بعض المسرحيين قصائد له فأخرجوها منهم ريمون جبارة، كما استوحى بعض الموسيقيين قصائد له في أعمال موسيقية. وأيضا ً عدد من الرسامين اللبنانيين والعرب كرفيق شرف، منير نجم، جان خليفة، وضاح فارس وغيرهم اقترنت رسومهم بقصائد له.

تميّز الشاعر الكبير بعمله مع الأخوين رحباني، العام 1963، على اثر مقال كتبه عن فيروز، رافضاً مبدأ المقارنة بين صوتها وبين أصوات مطربات أخريات، معتبراً أن في صوت فيروز، “شيئاً أكثر” كما سمّاه، هو العامل الغامض الذي لا يستطيع أحد تفسيره، كما يظل كل “شيء أكثر” في الخليقة يحيّر العقل والتحليل.

والراحل، من بلدة قيتولي، قضاء جزين، جنوب لبنان. ولد في بيروت في 27 من تموز 1937. تلقى علومه في مدرسة الليسيه الفرنسية ثم في معهد الحكمة في بيروت. بدأ ينشر وهو على مقاعد الدراسة، مقالات وأبحاثاً وقصصاً قصيرة في مختلف المجلاّت الأدبية في منتصف الخمسينات، وكان على اهتمام خاص بالموسيقيين الكلاسيكيين.

+ -
.