غيّب الموت شاعر الأبجدية وهو منتصب القامة دون ان يخافه. وما كان من الشاعر الكبير إلا أن يرضى بالحق بنفس رضية مؤمنة. “انا لله وانا اليه راجعون”
إن قلتُ شعري ، ولم يرثيك أعتذرُ | |
فالشعرُ أنت ، فكيفَ الشعرُ يُحتضرُ؟ | |
هذي البلاغةُ كم تسقي فصاحتَها | |
من بحرِ حرفك هل أسرى بها القدرُ | |
فالأبجديةُ تنعي اليومَ بيرقَها | |
إذ فارق الضّادُ من في حرفه الدرر | |
إنّ الكبارَ إذا في عمرِها قِصرٌ | |
يا قامةَ القرنِ فيك الرّوحُ والكِبَرُ | |
أمليت شعراً وأنت الشعرُ موئله | |
كنت المحجةَ إذ حجّت لك البشر | |
سميحُ وجهٍ وفي الأسماع نغمته | |
طلقُ المحيّا وفي إبداعه العبر | |
خلّدت ذخراً إلى الأجيال تذكره | |
عبر الدهور فترقى فيهمُ الصور | |
ها أنت ترحل للعلياء منتصباً | |
في قامة الفخرِ حيث المجدُ يفتخر | |
ودعت أرضك كم غنيتها طرباً | |
يا ابن القصيدة في عنوانها الخبر | |
أفنيت عمرك للقرطاس تنسجه | |
حتى ازدهى ألقاً للحق ينتشر | |
مداد حبرك ما جفت مآقيه | |
يشتاقه فَطِنٌ والقلب يعتصر | |
أثريتَ قافيةَ الآدابِ من قيم ٍ | |
حتّى غدت مرجعاً للحرف تُعتبرُ | |
هذي المرابعُ والأصقاعُ شاهدةً | |
إبداع نهجك في أعطافهِ عطر | |
هذي الحروفُ التّي في طيّها عبرٌ | |
رويتَها أدباً في ريعه الثمر | |
لكم تغنّى على أوتارها نَغمٌ | |
فيض المعاني فنعم القولُ والوتر | |
في الخلقِ مبتسمٌ يسمو تواضعه | |
للحقّ مطلبهُ إبداعه زخِرُ | |
في صوته عملٌ ، في شعره أملٌ | |
في فقده مللٌ ، يرقى به الأثر | |
في يوم فقدك قد غابت لنا جسدٌ | |
لكنّ شعرك فيه الروحُ تنتصر | |
هذا سميحُ الذي في الأرض شهرتُهُ | |
ضيف السّماءِ دعتهُ الأنجمُ الزُهرُ | |
لبّى النّداءَ لأمرِ الحقِّ ممتثلاً | |
لله أنتَ ، ونعم الشّاعرُ الوقرُ |
نصر الدين موسى
قرية الغجر – الجولان
حلو جدا وفقك الله شاعرنا واتمنى ان نسمع منك المزيد
ابدعت استاذ نصر , يستحق شاعر المقاومه الرثاء والبكاء,رحيله غير وجه السماءوحزن التراب والزيتون ,وعبق الفيجن يصرخ مفجوعا على صدر القصيدة ,تحن الحروف و اليراع,ليذيب القيود ويزيل الحدود ويدحرالاعداء ولكن….. يذبل الكلام….ويذوي…
اشكر كل من يشجع اليراع ، وجزيل امتناني الى كل من يسكب عطره نقياً بكلماته الصافية ليعطي املاً للمستقبل .
وتحية عاطرة للأخت مدللة والى كل من أفاض بمعروفه وقرأ قصيدتي المتواضعة وهي لا تفي الكبير حقه
ولكن البلاغة في التلميح لا في التصريح .