قالت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، الثلاثاء، إن لديها تقارير عن استخدام مدنيين كدروع بشرية في الفلوجة وإن نحو 3700 شخص تمكنوا من الخروج من مدينة الفلوجة خلال الاسبوع الماضي، الذي شنت فيه القوات الأمنية العراقية هجومها لاستعادة المدينة من أيدي مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية.
يأتي ذلك في وقت شن فيه مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية هجوما مضادا على القوات العراقية المتقدمة من المحور الجنوبي، بحسب مصادر عسكرية في قيادة عملية الفلوجة.
وأكد الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي قائد عمليات “تحرير” الفلوجة في مقابلة مع بي بي سي، إن القوات لم تصل بعد إلى مناطق المدنيين في الفلوجة وإنها حين تفعل ذلك سوف تستعين بعناصر من الفلوجة وشيوخ العشائر لكي تقنع الأهالي بالمغادرة.
معظم من تمكنوا من الخروج جاءوا من ضواحي الفلوجة، إذ قام المسلحون لبعض الوقت بتحديد التحركات داخلها، ونعلم أن مدنيين قد منعوا من الخروج. وثمة تقارير من اناس غادروا المدينة مؤخرا أشاروا إلى أنه طلب منهم التحرك إلى جانب (مسلحي) تنظيم الدولة الإسلامية داخل المدينة.أريان روميري المتحدثة باسم مفوضية اللاجئين
وقال وليام سبيندلر المتحدث باسم المفوضية السامية للاجئين في إيجاز صحفي “لدينا تقارير عن وقوع قتلى بين سكان مركز مدينة الفلوجة جراء القصف الشديد، بينهم سبعة أشخاص من عائلة واحدة في 28 مايو/أيار.
وأضاف “لدينا أيضا عدة تقارير عن استخدام مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية بضع مئات من العوائل في مركز الفلوجة كدروع بشرية”.
وأوضحت أريان روميري المتحدثة باسم مفوضية اللاجئين أن هذه المعلومات جاءت من نازحين تحدثوا إلى الكوادر الميدانية للمفوضية.
ونقلت وكالة رويترز للأنباء عنها قولها “معظم من تمكنوا من الخروج جاءوا من ضواحي الفلوجة، إذ قام المسلحون لبعض الوقت بتحديد التحركات داخلها، ونعلم أن مدنيين قد منعوا من الخروج. وثمة تقارير من اناس غادروا المدينة مؤخرا أشاروا إلى أنه طلب منهم التحرك إلى جانب (مسلحي) تنظيم الدولة الإسلامية داخل المدينة”. وقال سبيندلر إن “السلطات العراقية تحتجز نحو 500 رجل وصبي تحت سن 12 عاما لأغراض (الفحص الأمني) بعد مغادرتهم المدينة. وعملية اخلاء سبيلهم قد تستغرق مدة تصل إلى سبعة أيام”.
لكنه أضاف “ولكن ثمة بعض الناس أخلي سبيلهم بعد هذه العملية، وعلمنا أن 27 رجلا أخلي سبيلهم أمس (الاثنين) بعد فحصهم” أمنيا.
ضمانات
وقال الساعدي إن لديه ضمانات من رئيس الحكومة بأن قوات الجيش ومكافحة الاٍرهاب وشرطة الفلوجة هي من سيقتحم المدينة في المرحلة الثانية التي بدأت الاثنين.
وتوقع الساعدي أن يبدي تنظيم الدولة مقاومة شرسة وأكد ان الوصول إلى مركز الفلوجة والأحياء السكنية فيها قد يستغرق أياما وليس ساعات كما ذكرت بعض المصادر.
وشدد الساعدي على أن قواته على اتصال بأهالي الفلوجة وتعرف أماكن وجودهم، مشيرا إلى أن محور الاقتحام الذي اختارته القوات من الجنوب يهدف لتجنب مناطق تركز المدنيين الذين يتراوح عددهم بين ثلاثين إلى خمسين ألفا.
وكانت القوات الأمنية العراقية شنت هجوما فجر الاثنين لاقتحام المدينة من ثلاثة محاور وواجهت مقاومة ضارية من مسلحي التنظيم الذي بنوا تحصيناتهم حولها.
وركزت المراحل السابقة في عملية استعادة الفلوجة، المتواصلة منذ اسبوع، على استعادة بعض القرى والمناطق الريفية المحيطة بالمدينة وتطويقها استعدادا لاقتحامها.
كانت القوات الحكومية بمساعدة قوات الحشد الشعبي بدأت في 23 من مايو/ أيار عملية لاستعادة السيطرة على المدينة التي تقع على بعد نحو 50 كيلومترا إلى الغرب من بغداد.
وتتصاعد المخاوف بشأن أوضاع المدنيين داخل المدينة، مع توارد تقارير عن نقص الامدادات الغذائية والطبية وتعرض البعض للموت جوعا أو للقتل عند رفضهم القتال إلى جانب مسلحي التنظيم.
وقد دعا الجيش العراقي المدنيين الباقين في المدينة إلى مغادرتها أو البقاء في بيوتهم وعدم الخروج منها.
وكانت الفلوجة أول مدينة يسيطر عليها مسلحو التنظيم، إذ فرضوا سيطرتهم على المدينة في يناير/ كانون الثاني 2014، أي قبيل ستة أشهر من إعلانهم ما سموه “دولة الخلافة” في المناطق التي سيطروا عليها في العراق وسوريا.