مهداة إلى روح الرفيق الحاضر فينا سيطان نمر الولي, في الذّكرى الثانية لرحيله..
على روحِكَ يا رفيقَ السَّلامْ
سأتلوْ نَشيداً كَقَطْر الغَمامْ
نشأْتَ رفيقاً غَيورَ الحِمى
تَرومُ لأوطانِكَ الانسجامْ
لِكَيْ يَحيا شَعْبٌ أحَبَّ الحياة
أحَبَّ الإلَهَ .. أحَبَّ الإمامْ
مَشَيْتَ دروبَ الهُدى والسَّنا
ورزق الحلال غَداكَ المَرامْ
سَعَيْتَ لَهُ كالدَّؤوب النشيط
وسطَّرْتَ منهُ كَكُلِّ الأنامْ
ولَكِنَّكَ.. إذ جنى الإحتلال
على ذي الرَّوابي.. وحَطَّ الرِّغامْ
هَبَبْتَ أبيّاً بِوَجْهِ العِدا
لِتشعِلَ شمعاً بقلب الظلامْ
عَلَوْتَ مع الرِّفقَة المُرْتَقى
بِوَجهِ احتلالٍ بَغيضِ الضّيامْ
ونَظَّمْتموا لِلْمُقاوَمَةِ
وقاومتموا الاحتلالَ المُرامْ
وألحَقتموهُ بَليغَ الضَّرر
ضَرَبتم حِماهُ سليل الحُسامْ
فكانَ ظَلوماً كَعَادَتِهِ
فَزَجَّ بِكُم في كهوف الظلامْ
تَوالَتْ سنونٌ ومَرَّتْ لَيال
كَبِرْتُم فصرتم أُباةً عِظامْ
غزا مَرَضٌ قدْ أذى هائلاً
فراحَ شهيدَ العواني الكِرامْ
ومِنْ بَعْدِهِ أُصِبْتَ بِهِ
خبيثاً أذِيَّاً يَعِضُّ الأنامْ
فعانَيْتَ رَدْحاً طويلاً بصبر
كنبراس قومٍ أحَبُّوا الوِئامْ
فكنتَ المُعَلِّمَ باني العُلا
تُحارِبُ ظلماً لِرَدْعِ الحِمامْ
لَكَمْ قدْ شَغِفتَ حِمى الياسَمين
لَكَمْ قد طَمحتَ تَعودَ الشّآمْ
ولَكِنَّهُ قــــد أتاكَ ذِمىً
وَلَمْ يُمْهِلَ المَوتُ – هذا الزّؤامْ
رَحَلْتَ كأشجارِ أرضٍ أبَتْ
غريباً دَخيلاً , فَكنتَ الهُمامْ
وقوفاً.. وقوفاً رَفيقَ الرُّبى
بَكَتْكَ عيوني كَقَطْرِ الرِّهامْ
بَكَتكَ المآقيْ فكنتَ العُلا
لِدار المَحَبّة أرض السّلامْ !….