«روايات الأهرام».. سلسلة جديدة تغزو الساحة الثقافية العربية

في خطوة تأخرت كثيرا عن مؤسسة الأهرام العريقة منذ أن أسسها الأخوان سليم وبشارة تقلا، وصدور أول أعدادها يوم السبت ‏5‏ أغسطس (آب) ‏1876، تصدر مؤسسة الأهرام سلسلة «روايات الأهرام» عن مركز الأهرام للنشر، لتمارس دورا جديدا في الحياة الثقافية المصرية والعربية، وربما لتنافس سلسلة روايات الهلال التي تصدر عن دار الهلال التي أسسها جورجي زيدان 1892، وصدرت أولى رواياتها عام 1894 وكانت أعمالا مترجمة.
يأتي هذا وسط منافسة كبرى بين دور النشر المصرية التي تزداد يوما بعد آخر.
وللمفارقة جاءت باكورة إصدارات السلسلة «قيس ونيللي» آخر روايات الروائي الكبير محمد ناجي، الذي رحل قبل أيام، والتي تعاقد على نشرها مع الكاتب الصحافي والروائي محمد الشاذلي، مدير مركز الأهرام للنشر.
قد يوحي العنوان الخادع للرواية بأنها تروي قصة حب رومانسية وحسب؛ إلا أنها ترصد أحوال المجتمع العربي وتشتته في متاهات الفساد والسياسة، خصوصا في فترة حرب الخليج الثانية وسقوط بغداد. وتجسد بشكل خاص، وبأسلوب سردي متميز، سقوط صدام حسين وحادثة إسقاط تمثاله. وتدور الرواية حول قصة حب معقدة بين «نيللي» التي تعمل سكرتيرة وخادمة مقيمة عند فنان تشكيلي ستيني، يدعى «بكري» أو «بيكو»، و«قيس»، الخادم لدى «بكري» وأصدقائه. تعجب نيللي بقيس لكن قصتها معه لم تنته نهاية سعيدة بسبب تباعد طموحاتهما، حيث يظل قيس مشغولا بالبحث عن أبيه الذي سافر إلى العراق ولم يعد، بينما تطمح نيللي لأن تكون ممثلة مشهورة، إلا أنها تتعرض لموقف صادم وتصاب بمرض يعجزها ويبدد أحلامها.
تطرح الرواية من خلال أحداثها، أسئلة حول الفساد والسطحية والزيف الذي نعيشه في الزمن المعاصر، حيث يقدم الروائي الإنسان كضحية عالم مخادع.
صدرت الرواية بغلاف للفنان أحمد اللباد، وواكب صدورها رحيل مؤلفها المفجع وهو في أوج عطائه الأدبي. نقرأ على ظهر الغلاف: «إن نسيج الرواية قصة حب بين فتى وفتاة، لكن الروائي لا يفرد لهما إلا مساحة صغيرة وسط حكايات الشخصيات الأخرى، بحيث يبدو لحن الغرام الذي يجمعهما مشتتًا متقطعًا وسط سيمفونية واقعية معقدة التفاصيل، وصفحة بعد صفحة، يتعرى الحب من براءته وبهجته ويختنق تحت وطأة واقع يحكمه عجائزه».
ويتسق بناء الرواية مع لغة يعلو فيها المجازي على الواقعي، بحيث تسيطر أحاديث العجائز المستعادة على الواقع، وتبدو الطبيعة وكأنها أسلمت نفسها لدوراتها المقدرة من دون رغبة حقيقية في الفعل. لقد ملت الأرض دوراتها المعتادة وشاخت الريح والشمس وكلل الشيب رؤوس الملائكة.
وتسعى روايات الأهرام في مخطط النشر، إلى تقديم أعمال الوجوه الشابة إلى الساحة الأدبية، ومنها روايات لأدهم العبودي، وصلاح عبد السيد. وسوف تصدر لاحقا، رواية «خرائط التماسيح» لمحسن يونس. ويأتي ذلك في ظل الرواج الذي تشهده الرواية في مصر كجنس أدبي يتفوق على الشعر والأجناس الأدبية الأخرى.

+ -
.