روز عويدات: بعد الثلاثين… لماذا يجب أن نهتم بعضلاتنا أكثر؟

روز عزيدات *

بعد سن الثلاثين، تبدأ كتلة العضلات في أجسامنا بالتناقص بمعدل 1% كل سنة. وهذا يعني أنه خلال عشرين عاماً، أي من سن الثلاثين إلى الخمسين، قد نفقد ما يقارب 20% من كتلتنا العضلية!

النساء تحديداً يفقدن كتلة عضلية أكثر من الرجال، لأسباب هرمونية وفسيولوجية متعددة، ما يجعل الحفاظ على العضلات لديهن أكثر أهمية.

لماذا الكتلة العضلية مهمة إلى هذا الحد؟

عندما نتحدث عن العضلات، يربطها معظم الناس فقط بمسألة “الحرق” أو خسارة الوزن، لكن الكتلة العضلية تؤدي وظائف حيوية كثيرة تتجاوز الشكل الخارجي:

تنظيم سكر الدم:
العضلات تُعدّ أحد أكبر “مخازن” السكر في الجسم إلى جانب الكبد، فكلما كانت الكتلة العضلية أكبر، زادت قدرة الجسم على امتصاص السكر من الدم إلى العضلات، مما يقلل من مقاومة الإنسولين ويخفض خطر الإصابة بمرض السكري.

تقوية العظام:
الكتلة العضلية القوية تساهم في حماية العظام من الهشاشة، لأن العضلات تشكل دعماً مباشراً لها أثناء الحركة والنشاط.

توازن الهرمونات:
كلما كانت العضلات أكبر وأكثر نشاطاً، تحسّن توازن الهرمونات في الجسم، الأمر الذي ينعكس على الصحة العامة والمزاج والطاقة.

تحسين صحة القلب:
العضلات القوية تساهم في تقوية القلب وتحسين ضغط الدم، لأنها تساعد الجسم على أداء مجهود أكبر بسهولة وفعالية.

التعافي من الأمراض:
العضلات تُعتبر مخزناً للأحماض الأمينية، وهي اللبنات الأساسية التي يحتاجها الجسم للتعافي بعد الإصابة أو المرض، لذلك من يمتلك كتلة عضلية جيدة يتعافى أسرع ويشعر بنشاط أكبر.

كيف نحافظ على عضلاتنا وننميها؟

إن الحفاظ على الكتلة العضلية مسؤولية مستمرة تبدأ في الثلاثين ولا تنتهي أبداً، وتشمل ثلاث خطوات رئيسية:

ممارسة تمارين المقاومة مرتين أسبوعياً على الأقل، مثل رفع الأوزان أو استخدام حبال المقاومة أو حتى تمارين وزن الجسم.

تناول كميات كافية من البروتين، فاحتياج كل شخص يختلف حسب وزنه ونشاطه البدني، لكن البروتين هو العنصر الأهم لبناء العضلات.

النوم الكافي، لأن قلة النوم تؤثر سلباً على عملية بناء العضلات وتجديدها.

خلاصة القول

الكتلة العضلية ليست مجرد مسألة شكل أو رشاقة، بل أساس لصحة الجسم بأكمله — من توازن السكر في الدم، إلى قوة العظام، وصحة القلب، والطاقة اليومية. ولذلك اهتموا بعضلاتكم، لأنها ستبقى معكم مدى الحياة.

• روز عويدات:
  أخصائية تغذية سريرية ومؤثرة في مجال التوعية الصحية، تركز في محتواها على تعزيز الوعي حول أهمية التغذية المتوازنة، النشاط البدني، والصحة الوقائية، بأسلوب مبسّط وسهل الفهم لعامة الناس.