ظمت القوات المسلحة الروسية عرضا عسكريا في وسط موسكو بمناسبة الذكرى الحادية والسبعين لانتصار الاتحاد السوفيتي السابق على ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية.
وعُرضت خلال الاحتفال أحدث المعدات العسكرية الروسية، ومنها الصاروخ الباليستي طويل المدى “ار اس-24 يارس” القادر على حمل رؤوس نووية.
وحلقت مقاتلات وقاذفات ثقيلة ومروحيات فوق الميدان الأحمر، بينها أنواع جُربت في القتال في سوريا حيث تساعد طائرات حربية روسية القوات الحكومية ضد مسلحي المعارضة.
وشارك في الاستعراض العسكري سلاح الحرس الوطني الجديد.
وسيجري تسليح الحرس الوطني ببنادق آلية جديدة من نوع “ايه كيه 74 ام” وستكون مهمتها محاربة الإرهاب والجريمة المنظمة. وتتولى هذه العمليات حاليا قوات “اومون” و”سوبر” الخاصة التابعة لوزارة الداخلية الروسية.
وشارك في العرض العسكري عشرة آلاف جندي، و135 مركبة مدرعة، و71 طائرة حربية.
ويعد يوم النصر (9 مايو/ أيار) مناسبة للكرملين لإثارة مشاعر الوطنية، وتحيي فيه روسيا ذكرى التضحيات التي قدمتها في الحرب العالمية الثانية.
وتضخ روسيا مليارات الدولارات لتحديث جيشها وسط توترات مع حلف شمال الأطلسي (ناتو) بسبب الصراع في أوكرانيا. لذا تستغل روسيا العرض العسكري السنوي لإظهار قوتها العسكرية أمام العالم.
“الوحدة الوطنية”
وانضمت للمرة الأولى لهذا العرض كتيبة من قوات الفضاء الروسية، والتي تشمل ضباطا وطلابا من الأكاديمية العسكرية التي تخرج منها رواد فضاء روس منهم يوري غاغارين وجيرمان تيتوف.
وشملت المركبات المدرعة الثقيلة أنظمة الصواريخ الجديدة المضادة للطائرة “اس 400″ و”بانستير” بالإضافة إلى صاروخ اسكندر متوسط المدى. ويوفر نظام اس-400 حاليا الحماية للقاعدة الجوية الروسية الموجودة بالقرب من مدينة اللاذقية السورية.
وفي كلمة للقوات المسلحة، أشاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالإنجاز الحربي للملايين من المواطنين السوفييت الذين “أظهروا القوة الحقيقية لأمتنا ووحدتها وروحها المنتصرة وإخلاصها الوطني.”
ودعا بوتين إلى “أمن دولي لا يقوم على التكتلات”، مؤكدا من جديدة معارضة روسيا للناتو دون ذكر التحالف الغربي بالاسم.
وأدت القاذفات الروسية “سوخوي اس يو-25” التي تستخدم في الهجمات ضد قوات المعارضة في سوريا استعراضا جويا، وخلفت ورائها أعمدة من الدخان بألوان العلم الروسي: الأحمر والأبيض والأزرق.
وبعد انتهاء هذا العرض، احتشدت مجموعة كبيرة من المواطنين الروس في شوارع موسكو للمشاركة في مسيرة حملت اسم “الفوج الخالد” لإحياء ذكرى أقاربهم الذين قضوا في الحرب العالمية الثانية، والتي يُطلق عليها في روسيا “الحرب الوطنية العظمى”.
وكان من بين هؤلاء الرئيس بوتين الذي حمل صورة لوالده الذي أصيب بجروح في الحرب.
وقتل أكثر من 23 مليون جندي ومدني سوفييتي خلال الحرب العالمية الثانية، وهو أكبر عدد من الضحايا من الدول التي خاضت تلك الحرب.