بحث وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي مع الرئيس بشار الأسد في دمشق أمس «الأفكار المطروحة إقليمياً ودولياً للمساعدة في ايجاد حل للأزمة السورية» قبل أيام من اجتماع في فيينا بين وزراء الخارجية الأميركي والروسي والسعودي والتركي لاستكمال مناقشة «الحل الروسي» بالتزامن مع تكثيف «ديبلوماسية الهاتف» بين وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأميركي جون كيري وجهود واشنطن وموسكو لتوسيع مشاركة دول المنطقة في التسوية.
وقالت وزارة الخارجية الروسية إن لافروف بحث في العملية السياسية السورية مع كيري في اتصال هاتفي أمس. وأضافت أن الاتصال، وهو الثالث في ثلاثة أيام بين الوزيرين، ركز على ما يمكن عمله لإشراك القوى الإقليمية الأخرى في العملية السياسية.
وكانت «وكالة الأنباء السورية» الرسمية (سانا) أفادت بأن الأسد استقبل بن علوي في أول زيارة لمسؤول خليجي الى سورية منذ بدء الانتفاضة عام 2011، وبحثا في «تطورات الأوضاع في المنطقة ولا سيما الحرب على الإرهاب في سورية والأفكار المطروحة اقليمياً ودولياً للمساعدة في ايجاد حل للأزمة في سورية» حيث «اكدا حرصهما على مواصلة التعاون والتنسيق بينهما بما يساهم في تعزيز العلاقات الأخوية بين الشعبين ويخدم أمن واستقرار المنطقة والحفاظ على مصالح شعوبها».
وأكد بن علوي وفق «سانا»، «حرص سلطنة عمان على وحدة سورية واستقرارها»، مشيراً الى ان بلاده «مستمرة في بذل كل مسعى ممكن للمساعدة في ايجاد حل ينهي الأزمة فى سورية».
ولم تقطع سلطنة عمان علاقاتها الديبلوماسية والسياسية مع دمشق كما فعلت دول أعضاء مجلس التعاون الخليجي. وتأتي زيارة بن علوي بعد زيارة مماثلة اجراها وزير الخارجية السوري وليد المعلم الى مسقط في آب (اغسطس) الماضي، علماً أن بن علوي كان استقبل قبل أيام رئيس «الائتلاف الوطني السوري» المعارض خالد خوجة في مسقط.
وجاءت زيارة الوزير العماني دمشق بعد اجتماع فيينا الجمعة الماضي الذي تضمن تقديم لافروف مقترحاً للحل لنظرائه كيري والجبير والتركي فريدون سينيرلي أوغلو.
ويعقد مساء اليوم في باريس، اجتماع وزاري بمشاركة وزراء خارجية السعودية عادل الجبير والإمارات الشيخ عبد الله بن زايد وقطر خالد العطية والأردن ناصر جودة وألمانيا فرانك والتر شتاينماير وبريطانيا فيليب هموند وممثل عن الولايات المتحدة بدلاً من كيري، اضافة الى وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس لـ «توحيد الموقف والتنسيق» استكمالاً لاجتماع سابق عقد في نيويورك. وقال مصدر فرنسي رفيع لـ «الحياة» ان اجتماع اليوم يرمي الى «التنسيق لتقويم التدخل الروسي من جهة وكيف يكون رد الفعل بالنسبة إلى هذا التدخل خصوصاً في ضوء التحرك الأميركي النشيط للتوصل الى حل سياسي ما يجبر الأوروبيين وشركاءهم العرب على التنسيق الوثيق مع اميركا» قبل اجتماع فيينا المقبل.
في موسكو، أعلن الجيش الروسي انه ضرب 94 هدفاً خلال 24 ساعة ما يشكل رقماً قياسياً للضربات في يوم واحد منذ بدئها في 30 ايلول (سبتمبر) الماضي، وشملت محافظات حماة (وسط) وإدلب (شمال غرب) واللاذقية (غرب) وحلب (شمال غرب) وفي ضواحي العاصمة دمشق. وقالت الوزارة ان الطائرات قصفت نحو 285 هدفاً في 164 طلعة خلال الأيام الثلاثة الماضية. ونقلت شبكة «السورية نت» المعارضة عن مصادر قولها إن طائرات روسية من نوع «سوخوي 24» نفّذت أربع غارات على مواقع تسيطر عليها فصائل المعارضة السورية في ريف درعا بين دمشق والأردن، بعد أيام على الاتفاق الروسي – الأردني للتنسيق العسكري. وقال عصام الريس الناطق باسم «الجبهة الجنوبية» في «الجيش الحر» امس: «لا نحتاج المساعدة الآن. ينبغي أن يكفوا عن مهاجمة قواعدنا وبعدها نتحدث عن التعاون في المستقبل»، في اشارة الى غارات روسية ضربت مواقع «الجيش الحر» في وسط سورية وشمالها، بعدما قال الوزير لافروف إن القوات الروسية ستكون على استعداد لمساعدة المعارضة «الوطنية».