تُعرف الوظائف المعتمِدة على الإنترنت بأنها «رقمية» وكان لها الفضل الكبير في السنوات الأخيرة، في تأمين مئات الآلاف من أماكن العمل حول العالم ومن ضمنها العالم العربي.
وتشهد القارة القديمة عموماً وسويسرا تحديداً ولادة وظيفة جديدة تُعرف باسم «ريل تايم بيدينغ»، وهي لم تتوغل بعد في عالمنا العربي نظراً إلى حاجتها لمدير يملك خبرة كبيرة في الاستراتيجيات التجارية وقادر في شكل سريع على العثور على مساحات ورقية وإلكترونية، ومواقع للإعلانات بهدف القيام بحملة ترويج ناجحة.
ويفيد خبراء تسويق محليون بأن المهمة الرئيسة لمديري هذه الوظيفة الجديدة تكمن في المشاركة في مزادات علنية على الإنترنت، يعرض المروجون وناشرو الصحف الورقية والإلكترونية والإعلانية عبرها مساحات إعلانية للبيع تستهدف أسواقاً تجارية معينة حول العالم. وهكذا يتحرك مديرو هذه الوظيفة الجديدة لشراء «نافذة» داخل المواقع الإلكترونية التابعة لهؤلاء المروجين. وتكون هذه النافذة عادة على شكل لوحة إعلانية أي مربع صغير في داخله نص وصورة يقود الزائر في حال النقر عليه، إلى الموقع الإلكتروني لكل مَن يريد تسويق خدماته ومنتجاته. وبالطبع لكل لوحة سعر وتُشترى عبر المزادات العلنية أيضاً. ويعتبر محللون في مجال الموارد البشرية في مدينة سان غالن السويسرية، أن هذه الوظيفة الجديدة تتطلب معرفة عميقة في التخطيط الإعلاني، فضلاً عن بنية تحتية مهنية صلبة في تقنيات إدارة المنصات الإعلانية الرقمية، وضرورة استغلال المعطيات التي يتركها زوار الإنترنت وراءهم.
وفي الولايات المتحدة تستأثر هذه الوظيفة بنحو 30 في المئة من الوظائف المتوافرة في حقل الإعلانات الرقمية «ديجيتل أدفيرتايزنغ»، فيما تستحوذ في سويسرا على نحو 3 في المئة من سوق الإعلانات الرقمية المحلية. وفي حال ثابرت الشركات المحلية على الاستثمار في التقنيات الإعلانية الإبداعية، فستقضم هذه الوظيفة حصصاً جديدة في مجالات التوظيف الرقمي.
وساعدت وظيفة «ريل تايم بيدينغ» في سويسرا ودول الاتحاد الأوروبي، على زيادة عدد الوظائف في مجالي التصدير والإنترنت التجاري «إي كوميرس» بنسبة 20 في المئة في السنوات الخمس الأخيرة، خصوصاً الوظيفة المعروفة باسم «مدير إي كوميرس» وأخرى معروفة باسم «شيف تكنولوجي أوفيسر». في الحالة الأولى يكون مدير «إي كوميرس» مسؤولاً عن قنوات المبيعات «أون لاين». وتكمن مهمته في ضمان وصول شركته إلى الأهداف المحددة الخاصة بالمبيعات، من طريق وضع لوائح المنتجات في تصرف زوار شبكات الإنترنت التقليدية والاجتماعية.
وفي الحالة الثانية أي وظيفة «شيف تكنولوجي أوفيسر»، يعمل الحائز على هذه الوظيفة على تحديد أفضل التقنيات التسويقية المؤاتية لشركته، وعلى تحسين هذه التقنيات وتفعيلها في الأسواق الدولية.
ولا يجب أن ننسى تركيز الشركات السويسرية والأوروبية أيضاً، على تجنيد خبراء متخصصين لوظيفتين متطورتين هما «لين مينيجر» و «بروبوزل اينجنيير» لتقليص هدر الأموال وتوثيق تنافسية قسم المبيعات. وتكمن مهمة «لين مينيجر» في تقليص الكلفة التشغيلية للشركة، عدا عن تنسيق تدفق المعلومات والسلع من الشركة وإليها.
أما مهمة الـ «بروبوزل اينجنيير» فهي تتمحور حول مساعدة قسم المبيعات على ترويج عروض بيع جديدة في أوقات سريعة، علماً أن الوظيفة الجديدة المعروفة باسم «ريل تايم بيدينغ»، تضمن دخلاً سنوياً أعلى 20 إلى 25 في المئة مقارنة بالوظائف الكلاسيكية الأخرى في سويسرا.