أعلنت تركيا أمس أن قرابة 60 ألف كردي سوري عبروا حدودها في الساعات الماضية هرباً من هجوم يشنه تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) على مناطقهم في ريف حلب الشمالي. وفي وقت أفادت معلومات أن مئات المقاتلين الأكراد بدأوا يتدفقون من تركيا والعراق إلى سورية للمشاركة في التصدي لهجوم «الدولة الإسلامية» التي باتت على أبواب المدينة الكردية المهمة كوباني (عين العرب)، أكد ناشطون قيام تنظيم «داعش» بإعدامات في حق الأكراد في المناطق التي سيطر عليها منذ بدء هجومه الخاطف يوم الثلثاء الماضي.
وقال صالح مسلم، رئيس الاتحاد الديموقراطي الكردي، الجماعة الكردية الأساسية في شمال سورية، إن «كوباني تواجه أعنف هجوم وأكثره بربرية في تاريخها». وأضاف في رسالة وزعها على وسائل الإعلام ونشرتها وكالة «أسوشييتد برس»: «تدعو كوباني كل الذين يدافعون عن القيم الإنسانية والديموقراطية… إلى الوقوف في جانبها وأن يدعموها فوراً. إن الساعات المقبلة حاسمة».
وتتولى وحدات حماية الشعب الكردي المحسوبة على الاتحاد الديموقراطي الكردي مهمة الدفاع عن كوباني، لكنها تبدو عاجزة عن وقف تقدم «الدولة الإسلامية» التي سيطرت حتى الآن على عشرات القرى الصغيرة الواقعة في ريفها وباتت الآن تفرض طوقاً عليها.
وصدرت مناشدة مسلم بعد يوم من صدور موقف مماثل عن رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني، الذي ناشد المجتمع الدولي التدخل لوقف سقوط المدينة في أيدي من وصفهم بـ «الإرهابيين»، قائلاً إن الهجوم على كوباني يمثّل «تهديداً لكل الأمة الكردية، ويمس بشرف شعبنا وكرامته ووجوده».
وفيما أشار «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إلى عبور «مئات» المقاتلين الأكراد من الحدود التركية إلى داخل سورية للمشاركة في معركة الدفاع عن كوباني، نقلت «أسوشييتد برس» عن مسؤول عسكري كردي في إقليم كردستان العراقي، أن 600 مقاتل عبروا الحدود من الإقليم إلى سورية متجهين إلى كوباني، وينتمي هؤلاء إلى حزب العمال الكردستاني الناشط في تركيا، لكنه يملك قواعد عسكرية في منطقة جبال قنديل في كردستان العراق. وقال المسؤول الكردي: «دخل (عناصر) حزب العمال الكردستاني في الصباح الباكر (الحدود السورية) وهم يتجهون إلى كوباني».
وفتحت تركيا ممراً حدودياً الجمعة للمدنيين الأكراد الذي فروا خشية هجوم وشيك على كوباني (عين العرب) بعدما بات تنظيم «الدولة الإسلامية» على بعد 15 كيلومتراً منها فقط، بحسب عصمت الشيخ قائد القوات الكردية التي تدافع عن كوباني. وصرح لـ «رويترز» عبر الهاتف بأن عناصر الدولة تقدموا صوب كوباني الليلة قبل الماضية مستخدمين الصواريخ والمدفعية والدبابات والمركبات المدرعة.
وقال لقمان عيسى (34 عاماً) وهو مزارع عبر الحدود إلى تركيا: «بدأت الاشتباكات في الصباح وهربنا بالسيارة. وكنا 30 أسرة في الإجمال». وذكر أن عناصر «الدولة الإسلامية» دخلوا قريته بالأسلحة الثقيلة وأن أفراد القوات الكردية التي كانت تتصدى لهم كانوا لا يحملون سوى أسلحة خفيفة. وقال لـ «رويترز» في بلدة سروج التركية: «دمروا كل مكان ذهبوا إليه. شاهدنا ما فعلوه في سنجار بالعراق وهربنا خوفاً». وقال نعمان قورتولموش نائب رئيس الوزراء التركي، إن نحو 45 ألف كردي سوري عبروا قطاعاً من الحدود يمتد لمسافة 30 كيلومتراً منذ أن فتحته تركيا الجمعة. ورفعت الحكومة لاحقاً الرقم إلى 60 ألفاً.