استضافت جمعية الجولان للتنمية / مسرح عيون ضمن فعاليات اليوم الثالث لمهرجان الجولان للثقافة والفنون السادس الفنان الفلسطيني “سليم ضو” الذي يعتبر أحد الأعمدة الرئيسية في المسرح الوطني الفلسطيني، يُعيد من جديد، حكاية الفلسطيني، بتفاصيل ذاتية، عايشها منذ صغره، ونقل إفرازاتها بسيرة أجداده الذاتية منذ العام 1948، ويستحضر بوجدانية لتخترق الصمت الذي يلف اوراق التراجيديا الفلسطينية، بدءً من تدمير البيئة الفلاحية الزراعية، مروراً بفترة الحكم العسكري، والتنكيل البشع الذي تعرض المجتمع الفلسطيني المتشبث بأرضه، وليس انتهاءً بالعنصرية ومصادرة الاراضي، ومحاولة اسئتصال الوطن الفلسطيني من عقول وصدور الفلسطينين المنسيين طوال سنوات في ما كان فلسطين الوطن التاريخي….
“ساغ سليم” عمل مسرحي يحاكي في وقتنا الراهن، نكبة وتراجيديا جديدة معاصرة، نشهدها فوق الأرض السورية، بعد أكثر من 67 عاماً على أحداث النكبة الفلسطينية… هنا تفيض القلوب بالحزن أكث..هنا يخترق الوجع أكثر كل الذكريات الجمعية والذاكرة الفردية… هنا نكبة لا تزال فصولها تتوالى ولم تنتهي بعد.. وبين النكبتين ما تزال اللوثة هي ذاتها، بنفس المشاهد والصور ، ونفس العصابات الدموية، ونفس المصالح الإقليمية والدولية ، وذاتهم تجار الحرب والدماء وسماسرة الأوطان، وان اختلفت الأسماء ، واختلفت التواريخ…
ساعتان من الزمن.. وقف سليم ضو،بمرافقة الموسيقى حبيب شحاذة حنا، أمام جمهور مشدود لكل همسة ، لكل حركة، لكل كلمة، لصوت كل وتر موسيقي، يراقب.. يبكي.. يضحك.. يتوجع بألم وأمل صامت، خلف الأوراق المعروضة طوال هذه السنوات السبع والستين عاماً، وطيلة هذه السنوات السورية الخمس العجاف… وكأنه احد ملوك مصر الذي رأى في حلمه” سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات يا أيها الملأ أفتوني في رؤياي إن كنتم للرؤيا تعبرون “…..
سليم ضو.. منح الحكاية الفلسطينية من خلال سيرته الذاتية، منظوراً أخر، وروحاً اخرى اشد قسوة من كتب التاريخ ،وصور الكاميرات وعدسات التلفزيون، واستطاع ان يعيد لفلسطين الوطن التاريخي المسلوب، من خلال قريته البعنة وشخوصها وابطالها، املا بنمو سنبلات خضراء، تغطي حقولنا العطشى للحرية.. للكرامة .. لحق شرعي في حياة كريمة على وجه هذه الارض….
“أنا اليوم بفكر إنّو إذا الواحد بعنّد وبدّو يعيش، بمُتش”، فإنه يعرف عمّا يتحدث. هذه حكمة له ولكنها حكمة حياتنا أيضًا. حكمة اللغة التي بقيت والهوية التي صمدت والبيت والشارع وموّال الحياة التي نحبّها وتحبّنا غالبًا، وتكرهنا ونكرهها أحيانًا. نحن نعيش حياة تراجيدية-كوميدية بجدارة، وسليم رواها لنا بتفاصيلها عبر تفاصيله الغنية.
امسية الليلة ” حوار موسيقى ” مع يزن ابراهيم -شادي عويدات- رامي نخلة
الساعة الثامنة مساءً -قاعة الجلاء