سيارة الرئاسة الأميركية «كاديلاك وان» فريدة من نوعها

لم تعلن شركة «كاديلاك» عن كل مواصفات السيارة الرئاسية الأميركية، ولكن تقاليد تقديم سيارة «كاديلاك» لاستخدام الرئيس الأميركي تعود إلى عهد الرئيس وودرو ويلسون في بدايات القرن العشرين. وتحل أحدث «كاديلاك» رئاسية محل طراز سابق استخدم منذ عام 2004. وهي تعرف باسم «كاديلاك وان» وتطلق عليها القوات الخاصة الأميركية اسم «الوحش» (The Beast). وتقدر قيمتها بنحو 1.5 مليون دولار.
العديد من التجهيزات في هذه الليموزين، بما في ذلك مستويات التصفيح في السيارة الرئاسية، تظل سرية، ولكنها تعتمد في التصميم العام على خطوط تصميم رأسية مستعارة من سيارات مثل «سي تي إس» و«آيسكاليد». ويعتمد تصميم الليموزين على طراز «دي تي إس» السابق، ولكن السيارة نفسها لا تنتمي إلى أي موديل معين.
وتستعير الشركة أجزاء هذه السيارة من كل موديلات «كاديلاك»؛ حيث الأضواء الأمامية والمرايا الجانبية ومقابض الأبواب مستعارة من سيارات «آيسكاليد»، والتصميم الخلفي يشبه طراز «إس تي إس» الذي كانت تنتجه الشركة.
وهي مزودة بزجاج مضاد للرصاص وبأحدث أجهزة الاتصالات والحماية، وبها مكتب خلفي خاص، كما أنها مضادة لهجمات الغاز. ويسافر الرئيس الأميركي بصحبة موكب رئاسي يضم عدة سيارات رئاسية وسيارات مصاحبة وسيارة إسعاف عسكرية، وتنقل كلها بواسطة القوات الأميركية أثناء سفر الرئيس خارج البلاد باستخدام طائرات شحن من طراز «سي17».
وتحمل «كاديلاك وان» شعار الرئاسة على بابيها الخلفيين وظهر المقاعد الخلفية، وأيضا بطانة الأبواب الخلفية. وهي سيارة فريدة من نوعها تحمل أحدث أدوات الاتصال والدفاع المضاد. ورغم أن تفاصيل التجهيزات الفنية في السيارة تظل سرية، فإن المعروف عنها أنها مصفحة بأعلى درجات التصفيح، ويشمل ذلك إطارات مضادة للانثقاب، وهي محمية من الهجمات البيولوجية والكيماوية.
وتحمل السيارة عبوات دم من فصيلة دم الرئيس وإمدادات الأكسجين الخاص بها. وهي تتسع لسبعة ركاب بمن في ذلك الرئيس نفسه. ويفصل المقصورة الخلفية عن مقصورة السائق حاجز زجاجي خاص. ويمكن التحكم في زوايا المقعدين الخلفيين كهربائيا مع إمكانات التدفئة والتبريد، وهناك منضدة يمكن طيها بين المقعدين لاستخدامها مكتبا صغيرا أثناء التنقل. كما أنها مجهزة بمركز اتصالات على اتصال دائم مع البيت الأبيض.
ويقود السيارة سائق مدرب من القوات الأميركية الخاصة، بالإضافة إلى حارس آخر يجلس في المقعد الأمامي. وفي الرحلات الداخلية تحمل السيارة العلم الأميركي وشعار الرئاسة، بينما تحمل علم الدولة المضيفة، بالإضافة إلى العلم الأميركي، في الزيارات الأجنبية.
ولا تقطع السيارة أكثر من ثمانية أميال بغالون الوقود الواحد، وهي مجهزة بكل تقنيات الفخامة والأمان المتاحة في سيارات «كاديلاك» الأخرى. وخلافا للمعهود في سيارات الليموزين الأخرى، تستخدم «كاديلاك وان» وقود الديزل بدلا من البنزين؛ والسبب يعود إلى أن الديزل لا يشتعل أو ينفجر بسهولة. وهي ليست سريعة؛ إذ تصل سرعتها إلى 60 ميلا في الساعة في 15 ثانية.
وعلى مر السنين، اختار الرؤساء الأميركيون العديد من أنواع السيارات، كسيارات رئاسية بعضها كان من صنع شركات لم يعد لها وجود اليوم، مثل شركات: «وايت موتور كومباني» و«ستانلي» و«بيرس أرو» و«باكارد»، فيما فضل بعض الرؤساء، مثل الرئيس روزفلت، استعمال سيارات «لنكولن» التي تنتجها شركة «فورد».
أما تصفيح «كاديلاك وان» فهو الأعلى بين مستويات التصفيح المعروفة عالميا. والمعلومات عنه تعد سرية بالنسبة لسيارة الرئاسة، ولكن مصادر شركات التصفيح تشير إلى أنها تعد المستوى الأعلى من التصفيح الذي يتميز بأحدث تطوير في الصناعة، وهو تحويل وسائل الدفاع إلى وسائل هجوم.
وبغض النظر عن التفاصيل الخاصة بالليموزين الرئاسية، فإن السيارات المصفحة بدرجات عليا تستخدم في الوقت الحاضر مواد خفيفة من خلائط الكربون تتميز بالمتانة الشديدة مع خفة الوزن. وأهم هذه المواد مادة «الكيفلار» التي تعد أقوى من الصلب خمسة أضعاف، وهي مادة لا تصدأ، وتتميز بخفة الوزن، وهي تستخدم أيضا في السترات الواقية من الرصاص التي يرتديها أفراد القوات الخاصة.
أما أحدث مواد الحماية، فاسمها «سبكترا شيلد»، وهي مادة أقوى من الفولاذ بعشر مرات وأخف من «الكيفلار» بنسبة 30 في المائة. وهي علاوة على ذلك مادة مرنة يسهل استعمالها لتحصين الزوايا الصعبة في أركان السيارات المصفحة. وتستخدم بعض الشركات المتخصصة أيضا الفولاذ المصقول من نوع «كليفتون ستيل»، وهو يوفر مستويات متفوقة من الحماية التي تشمل أيضا قاع السيارة.
ويتم تزويد السيارات المصفحة ببعض المعدات والتجهيزات التي تعزز من حمايتها، مثل: الهاتف الفضائي الذي يسمح بإجراء اتصالات حتى في المناطق التي لا تتوافر فيها شبكات الجوال. كما تزود هذه السيارات بخرائط طوارئ إلكترونية للهرب في حال التعرض لكمين، وبأقنعة مضادة للغاز لحماية الركاب في حالات تعرض السيارة لهجوم بالغازات. كما تشمل التجهيزات أيضا مكبرات الصوت، بالإضافة إلى أضواء براقة متقطعة، وكلها أدوات من شأنها تشتيت انتباه المهاجمين.
وتقدم الشركات المتخصصة العديد من التجهيزات الأخرى، مثل: البطاريات الإضافية للخدمة الشاقة، ونظم لنشر الدخان أو الزيت أو حتى المسامير الحادة خلف السيارة، وصدّامات مصفحة يمكن استخدامها في مهاجمة وتحطيم السيارات المعتدية، ونظام لكهربة جسم السيارة، ونظام لتزويد السيارة بغاز الأكسجين. وفي حالات خاصة، يمكن أيضا تزويد السيارة بفتحات لإطلاق الرصاص.
مما يذكر أيضا أن الأمان لا يعتمد فقط على السيارة، وإنما أيضا، وبدرجة كبيرة، على السائق المتمرس. ويتلقى سائقون محترفون دورات خاصة في فنون القيادة الخاصة بحماية الشخصيات المهمة؛ منها كيفية التعامل مع هجوم طارئ، ومعرفة إمكانات السيارة لاستخدامها في حالات الطوارئ.
وهناك العديد من سيارات الرئاسة الأخرى التي يستخدمها الرئيس الأميركي؛ حيث لا تقتصر رحلاته على «كاديلاك وان» وحدها.

+ -
.