منطقة النزاع في الشرق من دون انتظار موافقة كييف.
وقال: «انه اجتياح مباشر. هذه عربات عسكرية تحت ادعاء منافق بأنها تخضع لإشراف الصليب الأحمر» الذي أعلن أن ممثليه لن يواكبوا القافلة «لأنهم لم يتسلموا ضمانات أمنية كافية من الطرفين المتنازعين، خصوصاً أن مدينة لوغانسك معقل الانفصاليين الموالين لروسيا والتي يفترض أن تتوجه إليها قافلة المساعدات، تعرضت لقصف كثيف خلال الليل.
لكن موسكو اعتبرت أن «كل الضمانات اللازمة أعطيت، وتحقق الصليب الأحمر من وجهة القافلة». وأفادت وزارة الخارجية الروسية في بيان بأن «كل الذرائع لتأخير تسليم المساعدات إلى مناطق تواجه كارثة إنسانية قد استنفدت، فتحركت قافلتنا المحمّلة مساعدات إنسانية في اتجاه لوغانسك» التي يعيش سكانها بلا مياه أو كهرباء أو خطوط هاتف منذ نحو ثلاثة أسابيع.
وزادت الخارجية الروسية: «نحمّل كييف كل مسؤولية العواقب المحتملة لأي استفزازات ضد القافلة»، فيما أكد ناليفايتشنكو أن الجيش الأوكراني لن يهاجم القافلة، و»سنحافظ على صلاتنا مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر كي لا نتورط باستفزازات واتهامات بأننا نمنع أو نستخدم القوة لمنع مركبات ما يسمى مساعدات».
وعبرت حوالى 100 من 300 شاحنة الحدود صباحاً وفق بول بيكار، مراقب منظمة الأمن والتعاون الأوروبية الموجود في المكان، إلى مركز الجمارك الأوكرانية في ازفاريني ومنه الأراضي الأوكرانية التي يسيطر عليها الانفصاليون الروس، وبينها 34 شاحنة فقط خضعت لتفتيش ليل الخميس – الجمعة، ما دفع رئيس جهاز الأمن الأوكراني إلى القول إن «المتمردين سيستخدمون هذه الشاحنات لنقل أسلحة، كما ستصل المواد الغذائية التي تنقلها القافلة إلى الانفصاليين وليس المدنيين».
ودانت الخارجية الأوكرانية «الانتهاكات الفاضحة للقانون الدولي ومبدأ عدم انتهاك الحدود»، مبدية خشيتها من «استفزازات متعمدة، خصوصاً أننا لا نعرف مثل الصليب الأحمر ما تنقله هذه الشاحنات، كما لا نعرف الاتفاقات بين الجانب الروسي والمقاتلين، لذا تتحمل موسكو كل المسؤولية عن أمن القافلة».
ولاحقاً، صرح الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو بأن دخول قافلة مساعدات روسية أراضي بلاده «ينتهك القانون الدولي»، ودعا موسكو إلى الالتزام مجدداً بأسس القانون الدولي.
رفات الطائرة الماليزية
على صعيد آخر، وصلت أول 20 جثة ماليزية لضحايا الطائرة الماليزية التي أسقطت بصاروخ أرض – جو روسي فوق دونيتسك في 17 تموز (يوليو) الماضي وعلى متنها 298 شخصاً معظمهم هولنديون، إلى مطار كوالالمبور الدولي، وسط حداد عام حيث نكّست الأعلام فوق المباني ووقف المواطنون في أنحاء البلاد دقيقة صمت مرتدين ملابس سوداء.
وأخرج أفراد من القوات المسلحة النعوش الملفوفة بالعلم الوطني الماليزي من طائرة تابعة للخطوط الجوية الماليزية، ثم نقلت الجثث لإقامة جنازات لها.
وانضم ملك ماليزيا السلطان عبد الحليم ُمعظم شاه ورئيس الوزراء نجيب عبد الرزاق إلى أقارب الضحايا في المطار.
وقال نجيب: «ننعي اليوم خسارة مواطنينا ونبدأ بإعادتهم إلى الوطن»، علماً أن القـــتال الدائر بين الانفصاليين الموالين للروس والقوات الحكومـية أعاقــــت محاولات إجراء تحقيق سريع في القضية، وجهود البحث عن رفات الضحايا.
وكان 43 ماليزياً على متن الطائرة التي اتجهت من أمستردام إلى كوالالمبور، بينهم أعضاء الطاقم الـ 15 ورضيعان. وقالت السلطات إن هوية بعض الضحايا لم تحدد حتى الآن. وتحطمت الطائرة بعد أربعة أشهر فقط على اختفاء طائرة تابعة للخطوط الجوية الماليزية نفذت رحلة من كوالالمبور إلى بكين، وعلى متنها 239 شخصاً لم يعثر على جثثهم.