شرم الشيخ – شواطئ مهجورة بعد حادث الطائرة الروسية

كان منتجع شرم الشيخ عبارة عن قبلة للسياح المتعطشين إلى الراحة والاستجمام، إلى أن سقطت الطائرة الروسية، فأصبحت الشواطئ مهجورة والفنادق خاوية، كما انخفضت فرص العمل وكثر التساؤل عن مستقبل السياحة هناك.

شكل منتجع شرم الشيخ المصري بسيناء عنوانا للفنادق الفخمة والمطاعم الراقية ومراكز التسوق والقرى السياحية الضخمة. حتى الشهر الماضي كانت شرم الشيخ قبلة السياح الغربيين المتشوقين إلى الشمس الساطعة والمياه الدافئة، غير أن سقوط طائرة روسية فوق سيناء في 31 أكتوبر/ تشرين الأول 2015، بعد إقلاعها بقليل من مطار شرم الشيخ غير معالم الحياة بالمدينة الواقعة على البحر الأحمر. كل الناس هناك يتحدثون عن أسوأ تراجع للسياحة في السنوات العشر الأخيرة.

كانت الطائرة عائدة إلى سان بطرسبرغ وعلى متنها 224 شخصا، قتلوا جميعا. وأعلنت مجموعة “ولاية سيناء”، التابعة لتنظيم “الدولة الإسلامية” الإرهابي أنها أسقطت الطائرة، وزعمت المجموعة أنها هربت إلى مكان جلوس ركاب الطائرة قنبلة في شكل عبوة مشروب غازي. مما دعا بروسيا وبريطانيا لألغاء كافة رحلات طيرانها إلى شرم الشيخ، علما أن أكثر السياح في شرم الشيخ يأتون من هذين البلدين تحديدا.

إعلان

بعد تردد طويل عبرت أجهزة استخبارات غربية، وكذلك روسيا، عن اعتقادها بأن الطائرة تعرضت لعملية تفجيرية. ولم يعد يهبط في مطار شرم الشيخ سوى طائرات معدودة. وبسرعة شديدة تغيرت أوضاع العمال في شرم الشيخ، حيث بدأوا في مغادرة المنتجع المحبوب، سواء من بين العاملين في الفنادق أو في مراكز الغطس أو حتى البازارات، ومن بين هؤلاء علي الذي كان يستعد لركوب الحافلة والعودة إلى القاهرة، حيث تسكن أسرته.

يحكي علي بصوت حزين أنه ليس له من خيار آخر سوى مغادرة شرم الشيخ، فعمره 29 عاما ولديه طفلان ولم يبع في الأسبوعين الأخيرين شيئا واحدا من السلع الموجودة بالبازارالذي يعمل به. وبعد عامين من العمل في شرم الشيخ، لم يعد قادرا على تحمل تكاليف إقامته هناك.

شواطئ مهجورة ومستقبل مجهول

شواطئ شرم الشيخ تبدوا مهجورة. ويقول أحد ملاك الفنادق هناك إن عدد المقيمين في فندقه 45 سائحا فقط، رغم أن الفندق صمم لاستيعاب 600 سائح. القوارب تظل راسية في الميناء بعدما كانت تقل في السابق أعداد السائحين إلى أماكن الغطس والطفو المحببة. وعلى الشاطئ حكي لنا رامي يسري (37 عاما)ا أن مركز الغطس، الذي يديره لا يمكنه في ظل هذه الظروف أن يستمر لأكثر من ثلاثة أشهر على أبعد تقدير… ولكي أكون صادقا، لا أعرف ماذا سيحدث بعد ذلك.”

في مثل هذا الوقت يكون عادة الموسم السياحي في شرم الشيخ، لكن بدلا من تحقيق ربح يسجل يسري خسائر، فكان مضطرا للتخلي عن نصف عدد العمال لديه وإرسالهم في إجازة طويلة. ويكلفه ذلك خسارة نحو 600 دولار يوميا. وقال إنه ينتظر و”يأمل في أن يعود السائحون إلى شرم الشيخ.

عبور الأزمة… كيف؟

منذ نهاية حكم حسني مبارك عام 2011، عاشت البلاد فترة من عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي. وبالنسبة للدولة المصرية فإن العملة الأجنبية التي تحصل عليها من السياحة مسألة مصيرية. ولذلك فإن الحكومة تحاول بكل ما أوتيت من قوة مساعدة هذا القطاع الاقتصادي حتى يستعيد توازنه.

خلال مؤتمر لدعم السياحة في شرم الشيخ حضرته شخصيات بارزة، أكد محافظ جنوب سيناء اللواء خالد فوده أنه “سيتم عمل كل ما يمكن من أجل توجيه رسالة إيجابية إلى العالم”، وأضاف: “نعمل بشكل وثيق جدا مع أصدقائنا لتحسين الأمن في المطار.” وتابع أن التدابير الأمنية ستشمل تعاونا أوثق مع الحلفاء، ومن بينها مثلا تدريب أفراد الأمن. وقد بدأت الحكومة حملة علاقات عامة خارج البلاد، حيث وجهت دعوة إلى وفد سعودي لزيارة شرم الشيخ، كما أعلنت عن خطط لتعزيز السياحة الداخلية.

خوف على مستقبل السياحة

وفقا لشركات سياحة مصرية فإن كل مثل هذه الحلول المؤقتة، ينتظر منها أن تحافظ على صناعة السياحة قائمة إلى حين استئناف الرحلات الجوية من الخارج وعودة السياح الأجانب.

كنت السائحة الإيطالية سشيافيتيا تتبسم وهي تنظر الى أفق مياه البحر أمامها. وقالت إن الطائرة التي ركبتها من إيطاليا كانت فارغة تقريبا، لكنها لم تكن خائفة، كما تؤكد. “لماذا يجب علي أن أقلق؟ فالمكان هنا جميل جدا، والناس ودودون والطقس ممتاز”، ثم تضيف أنها تشعر بأمان كبير.

+ -
.