بقلم الشيخ فائد زهر الدين
إخواني وأخواتي،
هناك ظاهرة مقيتة نعاني منها جميعاً في قرانا، ألا وهي زحمة السير ووقوف السيارات، والاصطفافات غير المقبولة من قبل بعض السائقين والسائقات، وذلك أثناء قيامنا بتقديم واجب العزاء والأخذ بالخاطر. وهذا بالطبع ناجم عن ضيق الساحات والشوارع المجاورة لبيت العزاء، وبصورة خاصة الخلوات وبيوت الشعب، وهذا كله يعود لأسباب عديدة أهمها البنى الهيكلية لبيوتنا وشوارعنا التي بنيناها منذ عشرات السنين، أو بنيناها حديثا ولم نتخذ الاجراءات الكافية لما سيحل بنا مستقبلاً، حيث أن عدد السيارات والمركبات سيفوق عدد السكان في يوم من الأيام. وجميعنا نعلم، علم اليقين، أن أحدنا، وللاسف الشديد، يستصعب إعطاء الطريق حقه الكافي، حسب القانون، حتى ولوكان ذلك يضر بمصلحته أولاً. ونحن، في الحقيقة، نحصل على تصاريح البناء من الهيئات المختصة ولكننا لا نبني حسبها. وعلى سبيل المثال: كل صاحب منزل بجوار الشارع العام يبني كراجاً لسيارته، ولكنه بعد ذلك يحوله إلى دكان أو مصلحة معينة، ثم يركن سيارته على الشارع العام، ما يؤدي إلى ضيق الشارع.. وهكذا دواليك… رغم تحذيرات السلطة المحلية من هذا التصرف غير المقبول.
ولكي نخفف من عبء ومتاعب هذه الظاهرة علينا أن نتقيد بأمور عديدة، لربما تساعدنا في أداء الواجبات دونما نزاعات وشجارات فردية.. وقد حصلت بالفعل…
ومن هذه الاجراءات على سبيل المثال:
- كل من يستطيع الوصول إلى مكان العزاء، للأخذ بالخاطر، سيراً على الأقدام فليفعل ذلك، وأجره مضاعف. خاصة أبناء نفس القرية، وذلك لإتاحة الفرصة أمام الضيوف للوصول الى أهدافهم بأمان.
- كثيرا ما يقوم بعض المشايخ، من أصحاب القرار في مجتمعاتنا، بالتنويه بأن من حضر الأجر قد أجّر، ولا حاجة للقدوم إلى واجب العزاء مرات عديدة.
- في الأماكن المعدة للرجال، هناك لافتة مكوب عليها “الرجاء الاخذ بالخاطر مقابلة” ، وفي الحقيقة الجميع يلتزم بها، وقلما نشاهد أحدهم يتقدم للتقبيل والاحراج، وذلك للتخفيف على أهل العزاء، بحيث يكفيهم ما فيهم من هموم واحزان.
والسؤال هنا لماذا لا يُعمل بهذه الطريقة في الأماكن المعدة للنساء؟ ولا حاجة لتقبيل الايادي والوجنات، الأمر الذي يثقل على أهل العزاء وينشر العدوى والرشح والزكام في بعض الاحيان. وقد سمعت من بعضهن عن النفور من هذه الطريقة غير المنطقية، فالنية سابقة العمل، ولا حاجة لإبداء العواطف بطرق تسيء للاخرين.
أيها الإخوة والأخوات،
نحن مجتمع متكاتف. كل منا يشعر بشعور الآخرين ويحترم خصوصياتهم، بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، فحبذا لو تصرفنا بحكمة وتعقل، ووضعنا النقاط على الحروف في كل ما نصبوا اليه، ولا يغيّر الله ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم.
ودمتم.