صامد بوجه الريح يا جولان – الشيخ رامز رباح

بقلم الشيخ رامز رباح

بسم الله الرحمن الرحيم
ها هي سنة ال2020 قد أسدلت ستارها علينا بمآسٍ كثيرة فودعتنا بإغلاق ثالث سيستمر الى السنة الجديدة 2021 ولمدة أسبوعين على الأقل يمنعنا الخروج من بيوتنا لأكثر من ألف متر إلا في حالات الضرورة الماسة ..مرت أيامها الأخيرة مع ازدياد هجمة كورونا ليبدأ الجزء الثالث منه بتنبؤات ستكون أشد ضراوة وأصعب فتكاً وقساوة ..هذه السنة التي كانت مثقلة بأحداث مأساوية أليمة حرمتنا من زيارات المودة والمحبة وكسرت قلوبنا بفراق ورحيل الكثير من الاحبة.. بالمقابل أحداثها الجميلة التي مرت كانت مميزة كثيراً وموفقة ونادرة ..من الجمعة الحمراء في بدايتها ضد مشروع التوربينات القاتل، إلى وقفة الشموخ والإباء في شهرها الأخير لتختمها بزرع الثقة الأكيدة في قلوب الجولانين بتوحيد صفوفهم ضد المشاريع الهدامة رغم الخلافات السطحية تحت راية العزة خصوصاً بعد معركة الكرامة ..هذا الشعب الجولاني العريق الأصيل العقلاني الكريم الذي لا أشك برقيّه وحكمته وفخامته لأنه يتغافل وينام احياناً لكنه يستيقظ في اللحظة المناسبة الحاسمة.. وسيقضي بوحدته وتماسكه وتسامحه وحزمه مع ليونته وعقلانيته على كل المشاريع التي تهدد وجوده وكرامته بدفاعه المشروع عن البقاء والأرض والهوية العربية السورية والكرامة رغم كل الرياح المجنونة العاتية ..وما زالت في اذهاننا أحداث الإغلاق الأولى وتسكير مداخل البلدات من قبل شبابنا لمنع تفشي الوباء وإحضار الوجبات الساخنة من البيوت للمرابطين على المداخل جعلنا نعيش الأجواء الحقيقية الصادقة في الألفة والمحبة والكرم والغيرة التي تتجلى في أصالة هذا المجتمع رغم المدنية لتظهر الطيبة العفوية التي يعيشها الناس بصدق وإخلاص في كل مناسباتهم ..هذه الجماهير الأصيلة الكادحة الحيوية القوية الفطنة المجاهدة التي تعلمت بسرعة كيف تتأقلم مع الصعوبات فتنظر إلى حسنات البلاء ونصف الكأس الملآن في الظروف القاسية.. لن تخيفها 2021 وستنتصر باذن الله تعالى على كل السلالات والمضاعفات التي سيسببها هذا الوباء العالمي بالصبر وبحكمة شيوخها الأجلاء العقلاء وعقلانية وشموخ شبابها المثقفين الشرفاء والإيمان والتفاؤل والنظام والالتزام التام بالتعليمات الصحية الاساسية الضرورية لنخرج بأقل خسائر وعافية وأمن صحي وأمان وسلامة.
رامز رباح مجدل شمس

+ -
.