* الإفراط في تناول المسكنات يرى الكثير من الناس أن الأدوية التي تقتنى من دون وصفة طبيةover – the – counter (OTC) هي أدوية آمنة لأنها لا تتطلب وصفة طبية وقد سمح ببيعها لكل من أراد شراءها. وفي الحقيقة لا يوجد دواء آمن تماما مهما كان نوعه أو شكله أو حجمه إلا وله بعض الآثار الجانبية على الجسم.
هذه الأدوية اللاوصفية (OTC) لا تزال كغيرها عبارة عن مواد كيميائية تؤخذ للتخفيف من مشكلة صحية معينة، وإذا أسيء استعمالها يمكن أن تؤدي إلى مضاعفات قد تصل خطورتها إلى حد الوفاة. وأبسط الأمثلة على هذه الأدوية: مسكنات الآلام وخافضات حرارة الجسم.
يأخذ معظم الناس هذه الأدوية ويعطونها لأبنائهم من دون التفكير مرة أو مرتين قبل ذلك، وقد يصلون بجرعتها إلى الحد الأعلى الذي يتسبب تجاوزه في حدوث التسمم الدوائي، الأمر الذي يستدعي الاتصال بمراكز التحكم في السموم. ويؤدي ذلك في الولايات المتحدة مثلا إلى تسجيل أكثر من 56،000 زيارة لأقسام الطوارئ، 2،600 زيارة للمستشفيات سنويا، وتقدر الوفيات بنحو 458 حالة وفاة بسبب الفشل الكبدي الناتج عن التسمم الدوائي كل عام.
وقد أضافت إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) أخيرا تحذيرات حول تلف الكبد بسبب الجرعات الزائدة من الأدوية وتحديدا في عام 2009. وفي الرابع عشر من شهر يناير (كانون الثاني) من هذا العام، أصدرت الإدارة قرارا يحث المهنيين الصحيين بالتوقف عن إعطاء وصفات طبية للأدوية التي تحتوي على أكثر من 325 مليغراما من مادة «اسيتامينوفين» الخافضة للحرارة مثلا في الجرعة الواحدة. كما يجب أن نضع في الاعتبار أنه يجب عدم تناول أكثر من مستحضر واحد من المسكنات وألا نجمع بين نوعين منها، وذلك للحد من خطر الآثار الجانبية الخطيرة.
وهناك آثار ضارة متعددة تنتج عن تناول الجرعات الزائدة من المسكنات وخافضات الحرارة، نذكر منها ما يلي:
* بالإضافة إلى تلف الكبد، فقد تم ربط تعاطي الجرعات الزائدة من اسيتامينوفين مع آثار جانبية أخرى خطيرة، بما في ذلك فشل الكلى خاصة إذا اقترن أخذه مع الكحول.
* حدوث ردود فعل جلدية خطيرة ومميتة مثل: متلازمة ستيفنز جونسون (SJS)، التحلل البشري المسمي (TENS)، وبثور طفحية جلدية حادة قاتلة (AGEP).
وأضافت إدارة الغذاء والدواء تحذيرا آخر حول ردود الفعل الجلدية المحتملة في العام الماضي. وحيث إنه لا يمكن التنبؤ بمن سيصاب بمثل هذه الآثار الجانبية، فقد أوصت الإدارة بعدم أخذ هذه الأدوية إذا كان هناك تاريخ ماض لحدوث أي رد فعل بالجلد سابقا، وفقا لتقرير هيئة الغذاء والدواء في 14 يناير 2014.
وكانت بعض البحوث التي نشرت في السنوات القليلة الماضية قد أشارت إلى زيادة مخاطر الإصابة بسرطانات الدم، خاصة إذا كان هناك استخدام مفرط لهذه الأدوية كأن تؤخذ أربع مرات على الأقل في الأسبوع لمدة أربع سنوات على الأقل، فيما أشارت أبحاث أخرى أجريت بعد عام 2009 إلى أن أخذ بعض أنواع المسكنات في نفس وقت إعطاء اللقاحات الدورية معا قد يجعل اللقاحات أقل فعالية، وفقا لما نشر في 24 فبراير (شباط) 2014 في المجلة الطبية JAMA.
ملح الطعام يجب أن يكون متوازنا
* من الأخطاء الشائعة أن لا يدرك الواحد منا كمية ملح الطعام التي يحتاجها فعليا والكمية التي يتناولها في يومه، وأن الزائد منه سيكون عامل خطر على صحته.
أولا يجب ألا ننسى أن الجسم يَحتاجُ لبَعْض الصوديومِ حتى يقوم بوظائفه الحيوية بطريقة جيدة وبشكل صحيح. فالصوديوم يُساعدُ على إبْقاء التوازنِ الصحيحِ للسوائلِ في الجسم، ويُساعدُ على إرْسال الحوافز العصبية، ويُؤثرُ على الانكماش وإرخاءِ العضلاتِ.
إن الكليتين تعملان على تنظيم كمية الصوديوم التي يحتاج إليها الجسم، فعندما تكون مستويات الصوديومِ منخفضة، تقوم الكليتان بالاحتفاظ به، وعندما يكون مستواه عاليا، تخرج الكليتان الكمية الفائضة منه في البول.
أما إذا كانت الكليتان لا تَستطيعان التخلص من الصوديوم اللازمِ، فيبدأ الصوديوم بالتجمع في الدم، وذلك بفضل خاصية الصوديوم في جذب وحبس الماء، ومن ثم يزيد حجم الدم، تباعا، مما يجعل القلب يعمل بجهد أكبر لتحريك دم أكثرِ خلال الأوعية الدموية، فيزيد الضغط في الشرايين. ويمكن أَن تؤدي بعض الأمراضِ مثل عجز القلب الاحتقاني، التليف الكبدي وأمراض الكلى المزمنة إلى عدم قابلية تنظيم الصوديوم.
الكثير منا يفاجأون بأن لديهم مستويات غير صحية من الصوديوم، خصوصا عندما تحتوي أنواع الأطعمة على عنصر الصوديوم أكثر من اللازم. ويأتي نحو 11 في المائة من الصوديوم يأتي من الملحِ المضاف أَو صوديوم التوابل التي تضاف إلى الأطعمة منه من الطبخ أَو أثناء الأكل، لكن أكبر كمية من الصوديوم (77 في المائة)، تأتي من تناول أطعمة محضرة أَو مصنعة تحتوي على هذا المعدن. لذا فعلى الرغم من تحديد كمية الملحِ المضاف إلى الغذاء، فإن الغذاء نفسه قد يكون عاليا في محتواه من الصوديومِ.
إن المنظمات الصحية المختلفة، ومنها الأكاديمية الوطنية لمعهد علوم الطب الأميركية، توصي بأن تكون كمية الصوديوم اليومية ما بين 1,5 – 2,4 غرام في اليوم للبالغين الأصحاء وهي أقل بعشر مرات من الكمية الموجودة في المأكولات «المنكهة بحسب الذوق».. كما توصي بضرورة السيطرة على كمية الصوديوم اليومية وذلك بعدة طرق، منها:
* الإكثار من أكل الأطعمة الطازجة والتقليل من الأطعمة المصنعة، والإكثار من الفواكه الطازجة والخضار فهي منخفضة طبيعيا في الصوديوم.
* التخفيف من الملح بقدر الإمكان، وحذفه من الكثير من الوجبات.
* الحد من استعمال توابل الصوديوم المركزة في الصلصات، السلطات، الخردل.
* استعمال أعشاب وتوابل ونكهات أخرى لتحسين الطعم.
* استبدال الملح باستعمال أملاح خفيفة تحتوي خليط من ملحِ المائدة (وهو كلوريد الصوديوم) مع مركبات أخرى، أو باستعمال البدائل التي تحتوي كلوريد البوتاسيوم، إذ إن البوتاسيوم يمكن أن يقلل بعضا من أذى الصوديوم الزائد، أما الفائض منه فيمكن أن يكون ضارا أيضا.
____________________________________________
* استشاري في طب المجتمع مدير مركز المساعدية التخصصي ـ مستشفى الملك فهد بجدة a.khojah@asharqalawsat.com