
أجرى طاقم طبي من الجولان في مستشفى صفد عملية جراحية نادرة استمرت قرابة ثماني ساعات لشاب من السويداء، أُصيب برصاصة استقرّت في رأسه مسبِّبة أضراراً بالغة.
الشاب البالغ من العمر 19 عاماً، تعرّض مع والده لاعتداء من قِبل القوات الحكومية والعصابات خلال الهجوم الذي وقع على السويداء الشهر الماضي، حيث أُطلق عليهما الرصاص بهدف إعدامهما، ما أدّى إلى استشهاد الأب وإصابة الشاب برصاصة في رأسه أفقدته الوعي. وظنّ المعتدون أنه قُتل، لكن جرى إسعافه لاحقاً ليبقى على قيد الحياة. وبسبب استمرار معاناته من الإصابة، نُقِل مؤخراً إلى مستشفى صفد لمتابعة حالته.
الدكتور صقر مسعود، ابن الجولان ورئيس قسم جراحة الأذن في مستشفى صفد، ترأّس الطاقم الطبي الذي تولّى متابعة حالة المصاب. وقد ضمّ الطاقم أيضاً أخصائي الجراحة المجهرية الدكتور أمين أبو جبل، والدكتور رائد فرحات أخصائي جراحة الأذن، والممرضة مايا عويدات من غرفة العمليات، إلى جانب مجموعة من الأطباء والممرّضات.
وفي حديثه إلى موقع “جولاني” قال الدكتور صقر:
“بعد إجراء الفحوصات والتصوير الشعاعي تبيّن أن رصاصة استقرّت في رأس المصاب، وتسببت بتلف الأذن الداخلية وقطع العصب الوجهي، ما أدّى إلى شلل الجهة اليسرى من الوجه. الرصاصة استقرّت أسفل الجمجمة قريباً جداً من الأوعية الدموية الكبرى، لذلك قررنا عدم إخراجها لخطورة الأمر، فتركناها في مكانها”.
أما الدكتور أمين أبو جبل، ابن الجولان أيضاً ورئيس قسم الجراحة المجهرية في مستشفى نهاريا، والذي استُدعي للمشاركة في العملية، فتحدّث لموقع “جولاني” قائلاً:
“لقد تسببت الرصاصة بقطع العصب الوجهي في مكان شديد الخطورة، قريب من الأوعية الدموية الرئيسية في الدماغ. هذه حالة نادرة جداً تتطلّب تدخلاً جراحياً مجهرياً. قمنا بأخذ عصب من رجل المريض ووصلناه بالعصب المتضرر. عملية الشفاء تحتاج إلى وقت طويل، وسننتظر آملين أن يتمكّن المصاب من استعادة الحركة في عضلات الجهة اليسرى من وجهه”.
وأوضح الدكتور صقر، في متابعة لحديثه، أن العملية هي الخطوة الأولى في علاج المريض، فحالته حسّاسة وتحتاج إلى متابعة لفترة طويلة جداً، وفي حال إعادته إلى السويداء وعدم التمكّن من مواصلة علاجه هنا، فسيتم التواصل مع الزملاء هناك ووضعهم في صورة الحالة ليتابعوا علاجه.
