ظاهرة الـ«نينيو» ستكون الأشد منذ عقود

توقعت «المنظمة العالمية للأرصاد الجوية» التابعة للأمم المتحدة اليوم (الثلاثاء) أن يبلغ التيار الإستوائي الدافئ «نينيو» في الأشهر الأربعة المقبلة، حداً هو الأشد منذ العام 1950 في المحيط الهادئ. وتفيد المنظمة بأن حرارة المياه السطحية في المناطق الإستوائية من المحيط الهادئ ستكون أعلى من المعدل في درجتين مئويتين وستشتد وتيرة هذه الظاهرة قبل نهاية العام الحالي. ويتزامن غالباً هذا التيار مع أمطار غزيرة في الخريف والشتاء في الولايات المتحدة، ويخفف من حدة العواصف والأعاصير التي تضرب المحيط الأطلسي والتي تسجل وتيرة مرتفعة العام الحالي. ولم يسجل ارتفاع مماثل في درجات الحرارة في المحيط الهادئ إلا ثلاث مرات في السنوات الخمس والستين الماضية، في مواسم 1972-1973، و1982-1983، و1997-1998.

ظهارة النينيو (ويكيبيديا)

ظاهرة مناخية عالمية، حيث يؤثر تغير الحرارة في أحد المحيطات على الجو بمنطقة أخرى بعيدة. يحدث التردد الجنوبي نتيجة للاختلاف الموسمي للحرارة بين مدينة داروين بأستراليا وجزر تاهيتي. بينما يطلق لفظ إل نينو – لا نينا (بالفرنسية: La Nina) في حالة كون التغييرات للأبرد- على التأثير المتبادل بين التغير الحراري للمحيط قبالة الساحل الغربي بأمريكا اللاتينية وعدة مناطق أخرى بالعالم. في بعض الأحيان عند حدوث تغيرات حرارية كبيرة، تتسع تأثيرات إل نينو والتردد الجنوبي لترتبط ببعضهما البعض.

النينو والنينا ظاهرتان مناخيتان تختلف كل واحده عن الأخرى:النينو : تتصف بانتقال كتل هائلة من المياه الحارة في المحيط الاستوائي من الشرق إلى الغرب.
النينا : فتعمل العكس فهي تنشأ من اندفاع هذه المياه الساخنة نحو الشرق من المحيط الهندي وأسيا واندونيسيا وأستراليا.

جاء مصطلح النينو والذي يعني الطفل بالإسبانية نسبة إلى الطفل المقدس (المسيح)، فهي ظاهرة تحدث وقت عيد الميلاد وتستمر لشهور عدة. وهو مصطلح استعمله الصيادون على سواحل بيرو والإكوادور للدلالة على تيار المحيط الهادي الدافيء وما يجلبه من أمطار غزيرة. وهو ظاهرة طبيعية تسبب اضطراباً في الحياة الطبيعية في المحيط الهادي.

ولقد انتشرت ظاهرة النينو على الكرة الأرضية بين عامي 1997 و1998 وتسببت في الاضطرابات المناخية الهائلة في المناطق الاستوائية وفي القارة الأمريكية الشمالية فانتشرت الحرائق الهائلة في اندونيسيا والبرازيل واستمرت أشهر عديدة كما حدثت كوارث وطوفانات على شواطي أمريكا اللاتينية وشرق القارة الأفريقية. ويعتبر النينو الذي انتهى مفعولة في شهر يونيو بتجميد مفاجئ للمياه السطحية للمحيط الهادي اعنف ظاهرة حدثت في القرن العشرين حين فاق بشدة ظاهرة النينو التي حدثت عامي 82 و 83.

ولقد ضربت ظاهرة النينو اقتصاد البلدان الفقيرة حيث فرضت اثارها السلبية فقرا متزايدا على السكان وتأخر في النمو والتطور في كثير من البلدان في العالم.

ومن جهة أخرى للـ “نينا” أثار مناخية أقل حده من آثار النينو لذلك ستتعرض بعض البلدان لسلسلة من الأمواج الرطبة إضافة إلى حدوث فيضانات وأمطار غزيرة ستلحق اضرار بالغه في هذه البلدان. كما سيحصل جفاف غير معهود على الجزر الاستوائية الوسطى من المحيط الهادي وشرق أفريقيا وأفريقيا الشمالية وسيشمل غضب النينا ايونا الولايات المتحدة الأمريكية حيث ستتعرض لجفاف شديد ورطوبة عالية.

+ -
.