عابد فهد: «24 قيراط» يوحّد العرب

ينشغل الفنان السوري عابد فهد بمسلسل «24 قيراط» الذي يجسد بطولته إلى جانب الفنانة اللبنانية سيرين عبد النور فيما يتولى إخراجه سعيد الماروق، ويعتبر ان المسلسل من الأعمال المهمة على مستوى الدراما العربية وسيضيف إليها الكثير.

وأوضح فهد في حواره مع «الحياة» أن «العمل يتيح الفرصة أمام وحدة العرب من خلال الدراما، بخاصة أن الفن مرآة المجتمع العربي، وهذا المسلسل يجمع نجوماً من مصر وسورية ولبنان، والهدف من إطلاق هذا المشروع عربي قبل أن يكون فنياً. ورأى فهد أن «الدراما باتت الجسد الوحيد الباقي وهي قادرة على التواصل مع الجمهور العربي بمختلف ميوله واتجاهاته»، وتمنى تقديم مزيد من الأعمال الفنية القادرة على إخراج الجمهور من حالة الإحباط السياسي الذي تعيشه المنطقة العربية.

وعن دوره في المسلسل أشار إلى أنه ارتبط بموضوعه الذي يتناول كيفية حمل الإنسان أكثر من وجه في شخصيته، وكيفية تحوله من شخص شرير إلى طفل بريء، بسبب حادثة تتسبب بفقدان ذاكرته، وتجعله يكتشف نفسه من جديد.

وعن تعاونه مجدداً مع سيرين عبدالنور بعد نجاحهما في مسلسل «لعبة الموت»، قال فهد إن سيرين فنانة جميلة وتمتلك موهبة وهو سعيد بالتعاون معها دائماً، وراهن على نجاحهما في العمل الجديد متمنياً أن يكون رد فعل الجمهور إيجابياً نحو المسلسل الذي يضم فريق عمل على «أعلى مستوى، وتتوافر فيه الإمكانات الإنتاجية التي تؤهله للنجاح».

وتطرق فهد إلى مسلسله التلفزيوني الأخير «لو» الذي قدم صورة لمفهوم الخيانة وانعكاساتها في بيئتنا الشرقية، عن قصة لنادين جابر وسيناريو وحوار بلال شحادات والمقتبس من ثلاثة أعمال غربية أحدها فيلم Unfaithful من بطولة ريشارد غير وديان لاين وأوليفييه مارتينيز، موضحاً أن مفهوم الخيانة التي ناقشه العمل واحد في كل العالم وهو مرتبط بالتركيبة النفسية لأي إنسان وتأثير البيئة المحيطة به ولذلك فمسلسل «لو» كان نموذجاً لما هو مطلوب في العلاقة بين الزوج والزوجة من إحساس وتكامل وشراكة وود واحترام وتقدير».

ولمن يرى أن هذه النوعية من المسلسلات الاجتماعية الجديدة، ما هي إلا محاولة لتقليد الدراما التركية، قال فهد إن الدراما التركية، ليست بالقوة التي تجعلنا نقلدها، وأضاف: «هي فقيرة إنتاجياً ولو ضربنا المثل بمسلسل «حريم السلطان» سنجد ديكوراته غير مقنعة، وهو عمل أخذ ضجة لا يستحقها وللعلم مسلسل مثل «سجن النسا» و«ابن حلال» أفضل كثيراً من المسلسلات التركية».

وتمنّى أن تعود شركات الإنتاج للمسلسلات التاريخية المميزة مثل «الظاهر بيبرس» و«الحجاج» وغيرهما، فهي رغم الصعوبات في تسويقها وتكلفتها الإنتاجية الكبيرة، تحظى بحب الجمهور العربي».

واعتبر أن دور «رؤوف» ضابط المخابرات الذي قدمه في مسلسل «الولادة من الخاصرة» نال إعجاب المشاهدين رغم قسوة شخصيته، مؤكداً أن الجمهور يقدّر الفنان، وقال: «حين قرأت الدور عادت ذاكرتي إلى تجسيدي شخصية الحجاج بن يوسف الثقفي بتسلطه وجبروته وقسوته، فرؤوف يملك كل هذه الصفات ولكن بمقاييس الوقت الراهن، وهناك كثير مما يمكن أن يغري الفنان للعب مثل هذا النوع من الأدوار، وهو حالة نادرة، فرؤوف عاش يتيماً وتخلّى عنه أقاربه وكان رد فعله قاسياً تجاه المجتمع الذي عاقبه عشرين عاماً إلى أن جاء اليوم الذي ينتقم فيه. ولو أسقطت هذه الظروف على أية مهنة أخرى لكنا وجدنا تصرفاتها مشابهة. ومن خلال العمل سُلّط الضوء على الجوانب النفسية التي تحكم شخصية صاحب السلطة الذي نشأ في ظروف صعبة جداً ثم بعد ذلك حصل على موقع يؤهله لرد الدين للمجتمع الذي وقف له بالمرصاد في وقت من الأوقات».

وشدّد فهد على أن مشروع تجسيده شخصية الفنان الكبير الراحل نجيب الريحاني في عمل درامي توقّف لعدم توافر النص الجيد الذي يحمسه لتقديم الشخصية، وقال إنه لا يريد تقديم مجرد سيرة ذاتية، ولكن «يهتم كثيراً بالتفاصيل الدقيقة التي تقرّب المشاهد من تركيبة شخصية هذا الفنان العملاق».

+ -
.