عالم البرمجة اللّغويّة العصبيّة N.L.P – منى أبو جبل

لقد منّ الله سبحانه وتعالى على الإنسان وفضّله على سائر المخلوقات بنعمة العقل، هذا العقل الذي من شأنه أن يساعد الإنسان على أن يحيا حياة طيبة إن أحسن استخدامه والتّعامل معه فقد أعطاه القدرة على التّفكير والاختراع والتّعلّم والتّواصل .

بداخل كلّ منّا نور خاصّ به فقط لا يشبهه أحد ، وعلينا اكتشاف هذا النّور الذّي بداخلنا كي نُظهر ونضيء ما بداخلنا ومن بعدها نُضيء على الآخرين.

هناك قانون وهو قانون التّغيير قول الله تعالى ” إنّ الله لا يغيّر بقوم حتّى يغيّروا ما بأنفسهم “
علم البرمجة اللّغويّة العصبيّة عبارة عن فن وعلم الوصول بالإنسان إلى درجة الامتياز البشريّ والتي يستطيع أن يحقّق أهدافه ويرفع دائما من مستوى حياته . . وهذا العالم هو عبارة عن تكنولوجيا النّجاح والتّفوّق واكتشاف ما يمتلكه الفرد من طاقات كامنة في داخله.

فالإنسان يفرح و يحزن، يرغب و يحلم ، يتأمّل ويعاني العديد من الآلآم والاضطرابات الجسديّة والنّفسيّة من القلق والتّوتر النّفسيّ ـ من الخوف والوهم ، والفشل من المستقبل وهناك أيضًا الحالات الشّخصيّة والأُسريّة والمجتمعيّة سياسيّة كانت أم اقتصاديّة.

قلق المستقبل هو أحد أنواع القلق الذي يشكّل خطورة على حياة الفرد والذي يمثّل خوف من المجهول ينجم عن خبرات ماضيّة وحاضرة يعيشها الفرد تجعله يشعر بعدم الآمان وتوقع الخطر ويشعر بعدم الاستقرار، وتسبب لديه هذه الحالة التشاؤم واليأس وهذا يؤدي بدوره إلى اضطراب حقيقي وخطير وقد لا يكون للخطر أيّ وجود فينجم عنه فقدان الشّعور بالآمان والنّظرة التشاؤميّة للمستقبل والحياة.

وقد ينشأ عن أفكار خاطئة لدى الفرد يفسّر الواقع كما يشاء ويفسّر المواقف والأحداث والتّفاعلات بشكل خاطئ مما يدفعه إلى حالة من الخوف والقلق الذي يفقده السّيطرة على مشاعره وعلى أفكاره ويؤثر على الاستقرار النّفسيّ.
تنطلق البرمجة اللّغويّة العصبيّة من نقطة أن الواحد منّنا قد يكون قادرًا على التّحكم في حياته لكنّنا لا نستطيع التّحكم بما يدور في أذهاننا.

علم البرمجة اللّغويّة العصبيّة عالم بحد ذاته مجموعة طرق وأساليب تعتمد على مباديء حسيّة ولغويّة وإدراكيّة هدفها تطوير السّلوك الإنسانيّ نحو التّميّز والإبداع والتّطوّر ومساعدة الأشخاص على تحقيق نجاحات وإنجازات أفضل في حياتهم.

معتقدات بأذهاننا عالقة تمنعنا من التّقدم والنّجاح:
لا أستطيع ان أتقدّم هنالك ما يمنعني ؟
لا يمكنك فعل ذلك هذا صعب عليك !
لماذا أشعر أنّ آمالي وطموحاتي الدّراسيّة لن تتحقّق؟
فشلت بالامتحان لأن المعلم لم يشرح لي المادة أو كان الامتحان صعب ..
لماذا أدار وجهه فلان عنّي عندما رآني ؟
هو أفضل مني لقد وصل إلى ما يريد فقط لديه حظ .
سيطرة شعور الخوف الدّائم من الامتحانات .
آه هذا ما كنت اخشاه فأنا لا أندمج مع النّاس والأفضل لي أن أنسحب لأوفّر على نفسي مزيدًا من الإحراج .
هنا ستجد أنّ عقلك بدأ في البحث عن إجابات لهذه الأسئلة مستحضر بذلك مختلف أنواع الأفكار السّلبيّة والمحبطة التي تخطر لك مما يجعلك أسوأ حالا. تقنيات البرمجة تحتاج إلى تدريب لعدّة مرّات ولكن عليك الإيمان بها كي تتمكّن من إزالة كلّ المخاوف والمعتقدات التي بداخلك .

تقدّم البرمجة اللّغويّة العصبيّة أساليب عمليّة تمكنّك من تغيير طريقة تفكيرك ونظرتك لأحداث الماضي ومباديء الحياة . تجعلك قادرًا على السّيطرة على عقلك وبالتّالي على حياتك تصبّ كلّ تركيزها على كيفية معالجة هذه الاضطرابات . الأفكار والعواطف ليست أشياء نمتلكها إنّما هي أفعال وتصرفات تقوم بها وقد تكون الأسباب وراء القيام بهذه الأفعال معقّدة ونابعة من انتقادات نسمعها من الأهل والمعلّمين والمجتمع والأصدقاء أو معتقدات وآراء تربيت عليها أو أحداث وتجارب مررت بها.

من خلال البرمجة تستطيع التّحكّم في هذه المعتقدات وتأثيرها على أفكارنا وتصرفاتنا باستخدام التّقنيّات الخاصّة بهذا العالم عالم البرمجة تغيير طريقة تفكيرك أو مشاعرك تجاه أحداث مؤلمة في الماضي والتّغلّب على مخاوف مختلفة مررت بها.

وعلم البرمجة يستند إلى التّجربة ويؤدي إلى نتائج محسوسة وملموسة ينظر إلى مسألة النّجاح والتّفوّق على أنّها عمليّة يمكن صياغتها وليست وليدة الحظ أو الصّدفة . إحدى القواعد للبرمجة هي : أنّه ليس هناك حظ وليسن هناك صدفة بل هناك أسباب ومسببات حيث يرى مفكري البرمجة اللّغويّة العصبيّة ريتشارد باندلر- جون جريندر وفرجينيا ساتير وإبراهيم الفقيه على الإنسان أن يكون مثابرًا مجدًّا صبورًا مقنعًا لعمله ومنظمًا لوقته.

علينا معًا أن نسعى جاهدين للعمل لدخول هذا العالم في جميع المؤسسات التربويّة تغيير الأسلوب والنّمط الاعتيادي في التّعليم والتّدريس طلاب ومعلمين وأهل وصياغة العلاقات بينهم ، والصّحة النّفسيّة في المراكز والمؤسسات الطّبيّة كالعيادات والمستشفيات ودار العجزة والتي تحسّن وتعدّل من نفسية المريض للأفضل دائمًا ، وبالمؤسسات الثّقافية لتعلّم تنميّة مهارة التّحدث والكلام ونشرها ودخولها بكل مجالات الحياة والتّدريب الشخصي والمهني في كل المجالات و لرفع المستوى بجميع المجالات ، في التّعبير عن النّفس والأفكار والمشاعر والتّصوّرات الذّهنيّة للعالم الخارجي والدّاخليّ وتطوير الذّات وبرمجة العقول لتحقيق الأهداف والطّموحات وتعزيز الجوانب الشّخصيّة وتعزيز الثّقة بالنّفس وتنميّة التّواصل اللّفظي وغير اللّفظي فيما بينهم وتحسين العلاقات بين الأفراد الأهل والأولاد .
بين المعلمين والطّلاب بين المدراء والمعلمين لرفع الكفاءة العمليّة والتّعليميّة .

تذكّر قد لا تستطيع التّحكّم في العالم من حولك لكنّك قادر بكل تأكيد على التّحكم في ردة فعلك تجاه ما يظهره لك هذا العالم.

هذا العلم لا ينطلق من مجرد نصائح بضرورة بذل الجهد أو الاستمرار بالعمل إنّما يوفّر المفاتيح التي يستطيع بها المرء أن يتحكّم في بيئته الدّاخليّة ليستخرج الطّاقة البشريّة الكامنة السّاعيّة لتحقيق النّجاح والسّعادة والتّفوّق حيث يقوم بتغيير التّفكير والتأثير على الآخرين من خلال إصلاح التّفكير وتهذيب السّلوك وتحفيز الهمة وتعديل القرارات واستخدام العقل بطريقة إيجابيّة تمكّن الفرد من تحقيق أهدافه.

تعليقات

  1. كلمات رائعة وعبارات رنانة فيما لو ترجمت على أرض الواقع، ولكن با اخت منى أين نحن من هذا التوجه الراقي ( للأسف الشديد ) أين نحن من اصلاح التفكير وتهذيب السلوك وتعديل القرار نحو الأفضل وغيره وغيره . أرجو أن تلقى هذه العبارات اذان صاغية للتغيير الايجابي .

التعليقات مغلقة.

+ -
.