عشائر الأنبار تطارد مع الجيش عناصر «القاعدة»

تزداد الصورة ضبابية في الأنبار التي تشهد اشتباكات متواصلة منذ يومين، وتتداخل فيها خنادق المسلحين التابعين لعشائر سنية والقوى الأمنية المحلية والجيش من جهة، ومقاتلي «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) من جهة أخرى.

وفيما أكدت مصادر محلية أن العشائر تمكنت بعد يوم واحد من انتشار مسلحي «القاعدة» في مدن الأنبار، من استعادة مراكز الشرطة التي سيطر عليها المسلحون، بالتعاون مع الشرطة وقوات الأمن، رأت مصادر أخرى أن انقسامات حدثت وسط العشائر ومجموعات مسلحة سابقة، اثر انضمام بعض مسلحي العشائر إلى عناصر «القاعدة» الذين قدموا من الصحراء خلال الأيام الماضية، والتحقت بهم خلايا نائمة داخل المدن.

وفيما قال الشيخ أحمد أبو ريشة، وهو احد زعماء التظاهرات وقائد تنظيم «الصحوة» لـ «الحياة» إن «العشائر تقاتل تنظيم القاعدة وتطهر مراكز الشرطة، بدعم من القوى الأمنية المحلية»، أكد الشيخ علي الحاتم في تصريحات تلفزيونية امس أن «المجلس العسكري لثوار الأنبار لا يضم عناصر من القاعدة وإنما يضم ممثلين لعشائر المدينة فقط».

وتشير الإحصاءات الأولية إلى أن ستة قتلى وعشرات الجرحى سقطوا خلال الساعات الـ 48 الماضية، خلال الاشتباكات وعمليات القصف في مدينة الفلوجة.

وتؤكد معلومات عشائرية داخل محافظة الأنبار دخول مجموعات مسلحة تابعة لـ «داعش» منذ صباح أول امس، وهي التي هاجمت المؤسسات الرسمية والشرطة المحلية، وتضيف أن بعض شباب العشائر المتحمسين وزعماء ثانويين ومتشددين انضموا إلى تلك المجموعات.

وتضيف المصادر أن «زعماء العشائر الرئيسيين ومجموعات من المقاتلين المرتبطين بهم، ونحو 20 ألف عنصر من الشرطة ومرجعية تنظيم الصحوات، استعادوا زمام المبادرة واستعادوا السيطرة على الأحياء التي سقطت في أيدي داعش والمنضمين إليها حديثاً».

ولفتت المصادر إلى أن مجموعات مسلحة كانت فاعلة في الأنبار، خصوصاً في الفلوجة، سرحت بعد عام 2009 أو انخرطت في مجموعات سياسية أو مؤسسات حكومية، عقدت اجتماعات مع زعماء العشائر للاختيار بين القتال إلى جانب «القاعدة» أو القوات الحكومية.

والحيرة التي انتشرت في الأنبار يبررها تاريخ من المواجهة مع تنظيم «القاعدة» الذي سيطر على مدنها بين عامي 2005 و 2007 انتهى بثورة العشائر ضد التنظيم وطرد عناصره، بعد تشكيل «قوات الصحوة».

ويخشى زعماء العشائر ورجال الدين في الأنبار عودة «القاعدة» إلى فرض نفوذها على المحافظة، لكنهم يخشون أيضاً نتائج المواجهة التي فتحوها منذ اكثر من عام مع الحكومة العراقية.

وفي مقابل عدم ثقة العشائر بالسلطة في بغداد، وخشيتها من حملات اعتقال جديدة تطاول أبناءها بعد نهاية العمليات واستتاب الأمن لصالح السلطة، بالإضافة إلى تجيير رئيس الوزراء نوري المالكي المعركة برمتها لرصيده الانتخابي، فإن خيار المواجهة مع بغداد سيتيح لتنظيم «القاعدة» التغلغل سريعاً لفرض نفوذه وتصفية مخالفيه وأعدائه السابقين، وأبرزهم شيوخ العشائر الرئيسية . ويبدو آراء الغالبية في الأنبار تتجه إلى مواجهة «القاعدة» مع عدم التنازل عن الاحتجاجات ضد الحكومة.

وعلمت «الحياة» أن اتصالات رفيعة المستوى حصلت خلال الساعات الأخيرة لحض المالكي على تقديم تطمينات كافية إلى العشائر وتحقيق مطالبها، ومنع انخراط المزيد من شبابها الغاضبين في صفوف «القاعدة».

وبالإضافة إلى تسوية ملفات مثل اجتثاث البعث وقوانين الإرهاب والمعتقلين، فإن الأنبار التي تضم الثقل الأكبر من السنة، تطالب بوضع خاص على صعيد الإدارة الأمنية والسياسية، وعلى صعيد التمثيل السياسي.

وكانت قوات الشرطة العراقية أعلنت امس اعتقال زعيم مليشيا «جيش المختار» واثق البطاط في بغداد، واعتبرت العملية رسالة حكومية إلى السنة الذين يتهمونها برعاية المليشيات.

+ -
.