علماء يكتشفون مادة تقي من هجمات الكيمياوي

اكتشف علماء أميركيون مركّباً كيميائياً يمكن له أن يقي من الأسلحة الكيمياوية، وخصوصاً غاز الأعصاب “السارين”، بحيث إنه يفكك السارين ويبطل مفعوله القاتل، وهو ما يمكن استعماله في الأقنعة والملابس الواقية من الهجمات الكيمياوية.

ويعتقد الباحثون أن اكتشافهم يمتلك أهمية كبيرة، إذ إن هذا المركب الكيميائي المسمى “بولي أوكسونيوبات”، والمعروف سابقاً للعلماء دون أن تختبر فاعليته في مواجهة الأسلحة الكيمياوية، يمكن أن يساهم بعد الاكتشاف الجديد في تطوير ملابس واقية تؤمن حماية غير مسبوقة للعسكريين والمدنيين في حالات الحرب.

وبحسب الدراسة المنشورة في مجلة European Journal of Inorganic Chemistryـ الثلاثاء، فإن هناك مركبات كيميائية معروفة سابقاً يمكن لها أن تبطل مفعول السارين، إلا أنها عضوية وغير ثابتة، ويمكن لها أن تتفكك بمجرد التعرض لضوء الشمس وهو ما يمنع استعمالها في الملابس الواقية، كما أن هناك مركبات أخرى ليست عضوية وأكثر ثباتاً لكنها ليست قابلة للتثبيت على السطوح.

وبالمقابل، فإن المركّب الكيميائي الجديد لا يتفكك ضمن الظروف المناخية الطبيعية، ويمكن له أن يتمازج مع السطوح، وهو ما يجعل استخدامه في تصنيع الملابس الواقية خياراً متوفراً وسهلاً.

وعلقت “مي نيمان” مؤلفة الدراسة على هذه النتائج بقولها: “في عملنا القادم، سنقوم بمزج هذه المركب الكيميائي مع السطوح والأقمشة ونختبر فاعليتها”.

وأضافت في الإصدار الصحافي للدراسة والذي تلقت “العربية.نت” نسخة منه: “بهذا الشكل يمكن لنا أن نحسن من أنواع أقنعة الغاز وغيرها من وسائل الوقاية، كما أننا سنختبر فاعلية هذه الأقنعة في الظروف المناخية القاسية كالحر الشديد أو البرد القارص”.

وقد اكتشفت مركبات الـ”بولي أوكسونيوبات” في منتصف القرن السابق، إلا أنها المرة الأولى التي يجرب فيها العلماء فعاليتها ضد الأسلحة الكيميائية، وكانوا سابقاً قد اكتشفوا قدرتها في امتصاص غاز ثاني أوكسيد الكربون وهو ما قد يمهد لاستعمالها في مجالات متعددة.

وجرت هذه الدراسة بوساطة مراكز أبحاث مختلفة بالمشاركة مع باحثين من الجيش الأمريكي، وذلك بدعم من وزارة الدفاع الأميركية.

+ -
.