عملية تصغير المعدة.. متى وما هي نتائجها؟

c4

يعتبر الوزن الزائد مرضاً من أمراض العصر الشائعة، وقد يبلغ درجة يصبح فيها التدخل الجراحي ضرورة لا بد منها، حيث أصبحنا نسمع في السنوات الأخيرة كثيراً عن عملية تصغير المعدة، وهو ما يطرح الكثير من التساؤلات لدى الناس عن هذه العملية، ما هي حيثياتها، متى يجب القيام بها، ما هي مخاطرها وما هي نسبة نحاها والاستفادة حقاً منها.

للإجابة عن هذه الأسئلة التقينا أخصائي الجراحة العامة، الدكتور وجدي الصفدي، وكان لنا معه الحوار التالي:

– ما هي عملية تصغير المعدة؟

تصغير المعدة هو مصطلح فضفاض، إذ أن هناك عدة عمليات الهدف منها تخفيض الوزن عند الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة، وذلك عن طريق عمليات لتصغير حجم المعدة أو تخفيض امتصاص الغذاء من قبل الجسم، وهناك ثلاث طرق تعتبر الأكثر شيوعاً وهي:

c1

 

1. عملية قص ما يقارب الـ 70% من المعدة وإزالته، وهي العملية الأكثر شيوعاً اليوم.

c2

2. عملية التفاف على المعدة ووصل الجزء العلوي منها مباشرة بالأمعاء. هذه العملية تجرى للأشخاص الذين يعانون من سمنة مفرطة جداً، وأولئك المدمنين على الحلوى والسكر.

 

c3

 

3. عملية وضع حلقة حول الجزء العلوي من المعدة وهو ما يصغر عملياً الحجرة المتاحة للأكل، ولكن هذه العملية أصبحت مؤخراً أقل انتشاراً لأسباب متعلقة بمضاعفات صحية ناتجة عن وجود الحلقة كجسم غريب داخل البطن.

– متى نقوم بعملية تصغير المعدة؟

عملية تصغير المعدة تجرى للأشخاص الذين أصبحت السمنة لديهم حالة مرضية تعرضهم لمخاطر صحية، منها: السكري، ضغط الدم، أمراض القلب، الجلطات الدماغية، ومخاطر أخرى.. عدا عن التأثير السلبي على جودة الحياة اليومية وقدرة الشخص على ممارسة عمله، ويكون خيار إجراء العملية لأسباب طبية بحتة وليست تجميلية كما يعتقد البعض. لذلك فإن قرار إجراء العملية يتم من قبل الطبيب حسب معطيات دقيقة يدخل فيها وزن الشخص وطوله والأمراض التي يعاني منها.

– ما هي مخاطر إجراء العملية؟

هناك مخاطر اعتيادية مثل أي عملية جراحية، وهي مخاطر متعلقة بالتخدير، ومخاطر متعلقة بالجراحة نفسها، ومرحلة ما بعد الجراحة. الإحصاءات العلمية تشير إلى نسبة نجاح عالية، ونسبة خطر تقدر بـ 1%.

– هل العملية مؤلمة؟

هي مثلها مثل أي عمل جراحي، من الطبيعي أن تكون آلام بعد الجراحة، ويتم السيطرة عليها عن طريق المسكنات. من الناحية التقنية تجرى هذه العملية عن طريق جراحة تنظيرية، وهذا يعني أننا لا نقوم بعملية شق للبطن، وإنما عن طريق مجموعة ثقوب صغيرة في جدار البطن.

– ما هي نسبة نجاح العملية لجهة استفادة الشخص منها وفقدانه للوزن الزائد؟

أحد العوامل الأساسية لفقدان الوزن ونجاح العملية هو مقدار التعاون من قبل المريض والتزامه بتعليمات ما بعد العملية. بصورة عامة الأشخاص الذين يجرون العملية يفقدون نسبة عالية من وزنهم الزائد، ولكن ذلك يتفاوت من شخص لآخر حسب التزامه بالتعليمات وممارسته للرياضة أو أي نشاط جسدي، أما إذا عاد هؤلاء الأشخاص لنمط حياة غير صحي، فمن الطبيعي أن يرتفع وزنهم من جديد، ولكن مع هذا يبقى وزنهم اقل من الوزن السابق قبل إجراء العملية.

– من هم الأشخاص الذين تنصحهم بإجراء العملية؟

قبل كل شيء تتم عملية تقييم لوزن الشخص بناء على معادلة رياضية دقيقة لحساب مؤشر الـ BMI (مؤشر الـ BMI يساوي وزن الجسم مقسوماً على مربع الطول بالمتر)، فإذا زاد المؤشر عن 40 فإننا نعتبر أن هذا الشخص ملائم لإجراء العملية الجراحية. وفي حالات مرضية معينة يسمح بإجراء العملية حتى عندما يزيد المؤشر عن 35. بعد ذلك نقوم بإجراء مجموعة فحوصات طبية لتقييم وضعه الصحي وما إذا كان يسمح له بإجراء عمل جراحي.

وفي الختام نقول أن «درهم وقاية خير من قنطار علاج».. أي أنه علينا الانتباه إلى كمية ونوعية الغذاء الذي نتناوله، وإلى نمط الحياة الذي نعشيه، فقليل من الجهد والانتباه يحافظ على صحتنا ويبقي وزننا في المستوى الملائم ولن نحتاج إلى القيام بمثل هذه العمليات.

+ -
.