
بدأ أوائل اللاجئين الذين فروا إلى تركيا هرباً من المعارك من أجل السيطرة على تل أبيض السورية على الحدود بين البلدين، بالعودة اليوم (الأربعاء) إلى مدينتهم.
وتجمع صباحاً حوالى 200 رجل وامرأة وطفل يحملون أمتعتهم القليلة وسط الحر أمام معبر «أقجه قلعة» الحدودي جنوب تركيا الذي أعادت قوى الأمن التركية فتحه.
وسيطر المقاتلون الأكراد فجر أمس في شكل كامل على مدينة تل أبيض السورية على الحدود مع تركيا، مدعومين بغارات جوية نفذها الائتلاف الدولي بقيادة أميركية لمكافحة المتطرفين ومجموعات معارضة سورية، بعد طرد آخر مقاتلي تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) منها.
وأدت المعارك التي استمرت أياماً عدة إلى توافد أكثر من 23 ألف لاجئ إلى تركيا بين الثالث و15 حزيران (يونيو) الجاري، بحسب أرقام المفوضية العليا للاجئين في الأمم المتحدة.
غير أن هذا الانتصار الجديد للأكراد، بعد معارك كوباني في كانون الثاني (يناير) الماضي، أثار قلق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي أعرب الأحد الماضي عن مخاوفه إزاء «إنشاء بنية تهدد حدودنا».
ووصل الأمر حد اتهام الناطق باسم الحكومة بولنت ارينتش، أمس الأول، مقاتلي «وحدات حماية الشعب الكردي» بتنفيذ سياسة «تطهير عرقي» في شمال سورية.
وتملك «وحدات حماية الشعب الكردي» علاقات مع حزب «العمال» الكردستاني الذي يشن منذ العام 1984 تمرداً مسلحاً في تركيا وتعتبره سلطات أنقره مجموعة «إرهابية».
وعمّق سقوط مدينة تل أبيض قرب الحدود السورية التركية في قبضة مقاتلي «وحدات حماية الشعب الكردي»، الفجوةَ بين واشنطن والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وعزز إمكان ربط الإدارات الكردية الثلاث في «غرب كردستان»، وزاد من قلق أنقرة من قيام كيان مماثل في شمال العراق. لكن هذا السقوط طرح أسئلة عن أسباب انسحاب «داعش» من تل أبيض من دون قتال فيما يتقدم في مناطق أخرى بينها تدمر وسط سورية.
سبعة قتلى في قصف على أحياء حلب شمال سورية
أعلن “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، اليوم، مقتل سبعة أشخاص بينهم أربعة أطفال في قصف استهدف أحياء تحت سيطرة القوات الحكومية في مدينة حلب، شمال سورية.
وأفاد “المرصد” بمقتل سبعة مواطنين، بينهم أربعة أطفال، ليل أمس نتيجة “سقوط قذائف جديدة عدة على مناطق في أحياء السبيل والخالدية والأعظمية وشارعي النيل وتشرين ومنطقة الشيحان الخاضعة لسيطرة القوات الحكومية في مدينة حلب”.
ويأتي سقوط القذائف غداة قصف مماثل استهدف الأحياء ذاتها وأخرى مجاورة، مصدره مواقع فصائل المعارضة في أحياء حلب الشرقية، ما أدى إلى مقتل 36 شخصاً على الأقل بينهم 14 طفلاً وإصابة أكثر من 190 شخصاً بجروح، وفق حصيلة جديدة للمرصد اليوم.
وقال “المرصد” إن أمس الأول يعد اليوم الأكثر دموية الذي شهدته أحياء تحت سيطرة القوات الحكومية منذ اندلاع النزاع قبل أكثر من أربع سنوات.
ودان الموفد الدولي الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا أمس “الهجوم الخطير جداً على المدنيين” في حلب. وقال إن “هذا الهجوم لا يبرر بأي حال من الأحوال أي عملية انتقام قد تقوم بها الحكومة السورية على المناطق الآهلة باستعمالها البراميل المتفجرة”.
ودعت وزارة الخارجية السورية مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة إلى إدانة المجزرة و”اتخاذ التدابير الجذرية الرادعة في حق التنظيمات الإرهابية والدول الداعمة”.
وتشهد مدينة حلب مواجهات عنيفة منذ عام 2012 بين قوات النظام والمعارضة اللتين تتقاسمان السيطرة على أحيائها.
وتقصف القوات الحكومية بانتظام مناطق تحت سيطرة قوات المعارضة في مدينة حلب، لا سيما بالبراميل المتفجرة التي تلقى من طائرات مروحية والتي حصدت آلاف القتلى.
ويقصف مقاتلو المعارضة أيضاً الأحياء الغربية من المدينة الخاضعة لسيطرة القوات الحكومية بقذائف صاروخية غالباً ما توقع ضحايا بين المدنيين.
وفي ريف درعا، جنوب البلاد، ارتفعت حصيلة الغارات الجوية التي شنها الطيران الحربي التابع للنظام على بلدة الغارية الشرقية إلى 18 قتيلاً بينهم 14 طفلاً، وفق المرصد.
وأوضح المرصد أمس أن القصف استهدف مدرسة لتحفيظ القرآن في القرية وتسبب بمقتل 16 شخصاً بينهم 13 طفلاً.