قبل أيام اتصلت بي ابنتي للاطمئنان، وخلال الحديث سألتني عما أفعل، فقلت لها أننا نفكك وجاق الحطب، فالشتاء قد ولى ولم يعد له حاجة.
قالت لي: يا أبي اليوم الجمعة يوم عطلة استرح ولتقم بهذا العمل في يوم آخر.
قلت لها لا أستطيع، فقد سبق وتهربت من الأمر أكثر من مرة، وقد وعدت أمك أن أقوم بهذا الأمر بعد “عيد عبود”، وأمس كان عيد عبود لذا لم يعد لدي حجة للتأجيل.
وهنا سألتني بلهجة استغراب: وما هو عيد عبود هذا؟
قلت لها: عيد عبود يصادف في التاسع من أيار، وبحسب ما كنت أسمعه من أهلي، فإن عيد عبود هو الموعد الذي يعلنون فيه انتهاء فصل الشتاء فعلياً ويفكك الجميع الصوبيات والوجاقات. فبعد هذا التاريخ يصبح الطقس دافئاً ولن تعود هناك حاجة لإشعال النار للتدفئة.
وبالرغم من أن مصطلح “عيد عبود” مألوف لي ولمعظم أبناء جيلي، إلا أنني لم أفكر يوماً ما هو هذا العيد أو من أين جاء هذا المصطلح، الأمر الذي دفعني للبحث في “غوغل”، لأجد مادة مكتوبة منسوبة إلى الكاتب والمؤرخ نبيل يوسف، يقول فيها أنها رواية قديمة يتناقلها الأهالي جيلاً بعد جيل، حتى أضحت شبه أسطورة. ولكنه يسميه “أحد عبود” وليس “عيد عبود” ويقول أنه يصادف في الأحد الأول من أيار وليس في التاسع منه.
تقول الرواية بحسب المؤرخ نبيل يوسف: كان رعاة الماعز يقضون أيام الشتاء مع قطعانهم في المشاتي في المناطق المنخفضة، ومع انتصاف الربيع تقريباً يعودون إلى قراهم في الجبال.
غالباً ما كانت رحلة العودة الى القرى الجبلية تبدأ مع انتصاف شهر أيار والبعض يبقى في المشتى حتى بداية شهر حزيران الا قلة كانت تبكر بالصعود.
ذات يوم قرر أحد الرعاة ويدعى عبود العودة باكرا بقطيعه، وعلى رغم نصائح رفاقه الرعاة بالتمهل خوف أن تدهمه العاصفة انطلق مع قطيعه صباح الأحد الأول من شهر أيار، وما كاد ينتصف النهار حتى فاجأته العاصفة على الطريق وقضت على معظم قطيعه، فعاد الى المشتى مع ما تبقى من القطيع، ومن يومها ولغاية اليوم ما عاد أي راع يصعد الى الجبال الا بعد مرور الأحد الأول من شهر أيار الذي أصبح يعرف بـ “أحد عبود”.
هذه رواية ما زال يتناقلها الكبار، وإن كان الجيل الشاب ما عاد يهتم بقصص كهذه.
“أحد عبود” أو “عيد عبود” من تراثنا الذي أصبح على حدود النسيان.
كنت اسمع من جدتي تقول الشغل لورا عيد عبود ….بعد عيد عبود لااظن الشتاء يعود ….
جميل جدا… جزيل الشكر على ما قدمت سلمت يداك
بعيد عبود ما اظن الشتا يعود
شكرا لك على هذه القصه وارجو ان تكثر من هذه القصص الجميله والتراثيه.
معلومة حلوي شكرا الك