افتتح ظهر اليوم في غاليري أم الفحم للفنون معرض “غير معرّف” للفنانة الجولانية الشابة لبنى عويدات، بالتزامن مع افتتاح أربعة معارض أخرى للفنانين: وليد أبو شقرة، دورون غزيت، محمود قيس و حنان أرملي حداد، وذلك وسط اهتمام وحضور كبيرين من قبل المجتمع الفني من كلا الوسطين العربي واليهودي. وسيستمر المعرض حتى 15/02/2020.
لبنى عويدات فنانة جولانية شابة تخرجت مؤخراً بتفوق من كلية الفنون في معهد “شنكار” في تل أبيب، وصنّف مشروع تخرجها كأفضل مشروع على دفعتها، وحصلت على جائزة “مارغريت وسيلفان آدمز” للخريج المتفوق.
وعن معرض الفنانة لبنى قالت الفنانة نوريت شمير، التي أشرفت على استضافة المعرض:
داخل حوض خشببي كبير، على خلفية بلاستيكية سوداء، تدور تفاحات حمراء مائلة للصفرة في حركة دائرية عبثيّة، تنتشر في الفضاء ألواح خشبية ثُقِبَت إلى أن استسلمت وفقدت صلابتها، وثنيت لتنتج عنها أشكال متموجة، لينة وملتوية. توضع تفاحات أخرى على ثقوب الألواح الخشبية، تختبئ بين طياتها أو تُعَلّق من السقف بخيوط شفّافة كما لو كانت لآلئ موضوعة على قطعة قماش مطرّزة.
يتمحور مشروع لبنى المعروض حالياً في صالة العرض للفنون في أم الفحم حول الخشب والتفاح – وهي مواد مليئة بالمعاني في السياق الاجتماعي والسياسي المحلي – وتوظفها كنقطة انطلاق لبحثً إنشائيّ وترابطيّ.
من خلال الدمج بين مختلف مستويات معالجة المادة العضويّة – ابتداءً من المعالجة الحساسة للخشب، المليئة بفروق دقيقة تذكرنا بعناصر معمارية، وصولاً إلى توظيف التفاحات الحمراء “البسيطة” التي قطفت للتو – تخلق لغة شاعرية التي تفرض على المشاهد أجواءً تأملية التي تميّز محاولة تحليل القصائد.
الأجساد المجرّدة تتحرك على الحدود بين المألوف والمنسلخ، بذلك، فهي تحتجّ على الشعور بالهيمنة القائمة ظاهرياً في الواقع وفي تفاصيله، وتدلّ على احتمالية الهشاشة وعدم الثبات المجسدين بالمادة نفسها. إلى جانبها، تعيدنا صناديق الكرتون البسيطة والمليئة بتفاح الهضبة إلى أجواء الكدّ والجسديّة، كما لو كانت صناديق بضائع حقيقة، تتحرك عويدات بحرية بين المواد الصافية والمعالجة، بعيداً عن تجربة المادة الخام، وبين فلاحة الأرض الصعبة والشاقة التي ميّزت أجيالاً من المزارعين في المنطقة.
من خلال الدمج المستحيل بين المفاهيمي وشبه الغامض وبين صفاء ثمرة الأرض الخام، يتبلور الشعور بالانشقاق الذي يميّز قصة عويدات بشكل خاص والمجتمع الدرزي في هضبة الجولان بشكل عام. “غير معرّف” هي المكانة الإجرائية التي أعطيت لسكان هضبة الجولان الذين رفضوا الحصول على الجنسية الإسرائيلية بعد احتلال المكان في 1967 – وهو حلّ بيروقراطي “مؤقت” الذي فرض عليهم، ولا يزال يحصرهم حتى الآن كمجتمع يواجه أزمة هوية.
الحيّز النحتى الذي تخلقه عويدات لا يمكّن المشاهد من نسيان هذا السياق، ولكنه يدعوه أيضاً لتجاوزه، للتعامل مع التاريخ كصورة مجرّدة وقريب من الواقع، وفي الوقت نفسه، إعادة فتح حيّز جديد من التداعيات والتأويلات.
كل الاحترام والتقدير..يعجز اللسان عن التعبير..تقييم هذا العمل ضمن كلمات ..لهو ظلم لقيمته الحقيقية..
بالتوفيق لبون نفتخر بامثالك ابدعتي بالتعبير عن حالة مجتمعنا بصورة تفوق الخيال.