غـالـب إبـراهـيــم .. نـقـاءٌ أكـبـر مـن الـمَـوت…

بقلم حامد الحلبي

وَدّعـنـا اليوم (19 نيسان 2021 ) جثمان الأستاذ (غالب ابراهيم / أبو منذر)، وداعاً مزدوجاً: في مدينة ( جرمانا )، حيث يسكن و حيث وُوري الثرى، و في مسقط رأسه في (مجدل شمس) في الجولان المحتل، حيث أقيم له موقفٌ تأبيني شارك فيه أهله وذووه و أهالي الجولان العرب السوريين… وهو الإبن البارّ للجولان المحتل، و الذي حُرِم من زيارته و العيش فيه (مع بقية نازحي الجولان) منذ الإحتلال الإسرائيلي له، أي مدة 54 عاماً، و كان الجولان و أهـلُـه و ترابـُه يعيشون مع أنفاسه و وُجدانه…

نعم .. لقد ودّعناهُ جسداً، و لكن مناقبه النبيلة باقية في الناس الذين عرفوه أو سمعوا عنه .. فقد عاش الفقيد الكبير مُكرّسا ً حياته للصدق و النقاء والحق في القول والعمل، و في تعزيز كل ما يرفع كرامة الإنسان و شرَفَه … لقد أمسك بجمرة الحق طيلة حياته، و قبض عليها بكفّه و أصابعه و لم يتركها أبدأ… كان حكيماً في تفكيره و فعله، و شجاعاً و جريئا في الحق، وعادلا في أحكامه و آرائه، و مثقفا عميقاً، وضع ثقافته لخدمة التنوير والعقلانية و احترام عقول الناس وآرائهم … ووَطَنياً كبيرا مُخلصاً واسع الأفق…

عَـمِـلَ مُفتشا في (الهيئة العامة للرقابة و التفتيش)، فكان مثال النزاهة و النقاء و الجُرأة و الإخلاص و العدالة في عمله، و في رفض كل المغريات، و كان لا يخاف في الحق لَومـَة لائم…

نال ثقة الناس و احترامهم بمصداقيته النادرة المثال، و برجاحة عقله…

لقد فقدنا صديقاً حميماً، و أخاً حبيباً، و مُحدّثا مـُتمـيّزا، و رمزاً من رموز النقاء… وهو –بفقده و بمناقبه– يشكل خسارة عامة للمجتمع…
العواض عنه : مناقبـُه الرفيعة الباقية، و أسرتُه الكريمة و ذووه و جميعُ مُـحبـّيه ، و كلُّ مَن يحمل القيم و الأخلاق الرفيعة ..

رحمك الله أيّها ( الراحل/ الباقي ) .
و الجميع يتقبل التعازي به …

+ -
.