فشل لقاء أوباما – بوتين وأردوغان لـ «منطقة آمنة»

أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن هناك «بعض التقارب في المواقف» بين موسكو وواشنطن حول سورية، على رغم أن لقاء غير رسمي مع نظيره الأميركي باراك أوباما لم يؤدِّ إلى اتفاق، في حين أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه اقترح على بوتين وأوباما فرض «منطقة حظر جوي» شمال سورية قرب حدود تركيا. في غضون ذلك، تبنّى «داعش» تفجيرات في مناطق سيطرة النظام والأكراد أسفرت عن مقتل وجرح عشرات.

وكانت الآمال معلّقة على محادثات هانغتشو في الصين حيث عقدت قمة مجموعة العشرين، لتحقيق اختراق بالنسبة إلى النزاع السوري، بعدما أعلنت الولايات المتحدة أنها قريبة من التوصُّل إلى اتفاق مع روسيا. لكن الديبلوماسية المكثّفة انتهت إلى فشل. وقال مسؤول بارز في وزارة الخارجية الأميركية إن المحادثات بين وزيري الخارجية الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف، على هامش قمة العشرين، انتهت من دون التوصل إلى اتفاق تعاون حول سورية. وكان الوزيران التقيا لـ «ساعات طويلة» أمس على هامش القمة ولكن من دون التمكُّن من تسوية خلافاتهما على «نقاط حساسة» في الاتفاق السوري. ثم عَقَد أوباما وبوتين لقاء استمر 90 دقيقة من دون التوصل إلى اتفاق لوقف المعارك، وفق الكرملين. وأعلن أوباما أن محادثاته مع بوتين كانت «مثمرة بالنسبة إلى ما سيكون عليه الوقف الفعلي للأعمال القتالية»، فيما ذكر الرئيس الروسي، أنه يعتقد بأن الاتفاق مع الأميركيين في شأن سورية ما زال ممكناً، مرجّحاً حصوله «خلال أيام». ورفض الخوض في التفاصيل، مكتفياً بالحديث عن تعاون بين الروس والأميركيين في مجال «محاربة الإرهاب».

وأوضح ناطق باسم البيت الأبيض، أن الرئيسين «بحثا في جهود التوصل الى اتفاق حول سورية لخفض العنف وتأمين وصول المساعدات الإنسانية وتركيز (الحملة) على القاعدة – جبهة النصرة – وتنظيم داعش». وتابع: «يجب أن نضمن أن أي اتفاق يمكن التوصل إليه ينبغي أن يتحقق في شكل ملحّ وأن يكون فعّالاً».

إلى ذلك، برز موقف لافت للرئيس التركي على هامش قمة مجموعة العشرين في الصين، إذ قال: «نعمل لإعلان حظر جوي في هذه المنطقة»، في إشارة إلى المنطقة الحدودية «الآمنة» التي تأمل تركيا بإقامتها وتكون خالية من «داعش» و «وحدات حماية الشعب» الكردية. وتابع: «هذا هو اقتراحي للسيدين أوباما وبوتين». أما الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند فحذّر في مؤتمر صحافي في اختتام قمة هانغتشو من أن «هناك أخطاراً كبيرة من احتمال حصول كارثة إنسانية في حلب، وأيضاً من احتمال تدويل النزاع». وتطرّق إلى تورّط دول في النزاع، مشيراً إلى وجود روسيا و «إيران أيضاً في شكل أو آخر وتركيا». وأضاف: «نرى تماماً أن الحل يجب ان يكون سياسياً».

ميدانياً، تبنّى «داعش» تفجيرات قُتل خلالها 48 شخصاً في مناطق سورية، غالبيتها تحت سيطرة قوات النظام، وفق ما أفادت وكالة «أعماق» المرتبطة بالتنظيم. وأضافت أن عناصر التنظيم نفّذوا هجمات في دمشق وطرطوس (الساحلية) وحمص (وسط)، فضلاً عن مدينة الحسكة في شمال شرقي سورية. وسُجِّلت الحصيلة الأكبر وهي 35 قتيلاً و43 جريحاً بعد تفجيرين قرب أحد مداخل طرطوس الساحلية.

ونقلت وكالة «رويترز» عن مصدر عسكري سوري إن «الجيش يريد أن يكمل ويوسّع دائرة السيطرة حول مدينة حلب في شكل عام ويتم الهجوم على كل النقاط التي يوجد فيها إرهابيون في غرب حلب وجنوبها لأن هذه المنطقة هي أولوية عند الجيش باعتبار أن إدلب (التي تحدّ هذه المنطقة) هي الخزّان وهي المورد (للمسلحين)». وأضاف أن الجيش والقوات الحليفة يعملون لتوسيع سيطرتهم في منطقة الكليات العسكرية جنوب حلب.

+ -
.