قصف القوات الإسرائيلية امس مواقع للجيش السوري وأنصاره في القنيطرة في الجولان اثر وقوع صواريخ على شمال اسرائيل اطلقت من الجانب السوري مساء أول من امس، في تصعيد للتوتر هو الأشد منذ حرب تشرين الأول (اكتوبر) العام 1973. واعتبر مراقبون التصعيد بمثابة اختبار قواعد جديدة للاشتباك بين اسرائيل من جهة والجيش السوري ومناصريه من جهة اخرى. واستمرت المعارك بين القوات الحكومية و «حزب الله» من جهة وعناصر المعارضة في اطراف دمشق من جهة اخرى.
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» انه ارتفع إلى 7 عدد عناصر القوات الحكومية والمسلحين الموالين الذين قضوا نتيجة الضربات الإسرائيلية التي استهدفت خلال أقل من 24 ساعة مواقع عدة في ريف القنيطرة وريف دمشق الجنوبي الغربي، مضيفاً ان الضحايا هم ضابط وعنصر من الجيش و5 عناصر من قوات الدفاع الوطني الموالية.
وتصاعد التوتر الحالي بين اسرائيل وسورية ولبنان مع سقوط اربعة صواريخ على الشطر المحتل من هضبة الجولان السورية ومنطقة الجليل المحاذية، من دون ان تسفر عن اي اصابات. وهذه المرة الأولى منذ فترة طويلة، منذ حرب تشرين في العام 1973، التي تسقط فيها صواريخ اطلقت من سورية في الجليل الأعلى. ولم يتبنّ اي طرف اطلاق الصواريخ من الجهة السورية، الا انه بنظر اسرائيل لا شك في ان ايران توسع نفوذها في هضبة الجولان ايضاً بعد جنوب لبنان عن طريق «حزب الله» و «حركة الجهاد الإسلامي» الفلسطينية.
وردت اسرائيل على الصواريخ عبر سلاح المدفعية والغارات الجوية مساء الخميس ضد مواقع للجيش السوري وأنصاره في الجولان. ووفق الجيش الإسرائيلي تم استهداف 14 موقعاً. وأسفرت احدى الغارات عن سقوط ضحايا، اذ نقلت الوكالة السورية الرسمية (سانا) عن مصدر عسكري سوري القول: «قام الطيران الإسرائيلي المعادي في الساعة الحادية عشرة والنصف مساء (الخميس) باستهداف احد المواقع العسكرية في اتجاه القنيطرة»، مشيراً الى «ارتقاء شهيد وإصابة سبعة عناصر نتيجة العدوان».
ووفق مصدر عسكري اسرائيلي، فإن الغارة التي وقعت على بعد 15 كيلومتراً عن الخط الفاصل في هضبة الجولان «استهدفت وقتلت المجموعة المسؤولة عن اطلاق صواريخ» الخميس من الجانب السوري سقطت في الجليل وفي الشطر المحتل من هضبة الجولان السورية. وأشار المصدر الى مقتل اربعة او خمسة «عناصر من حركة الجهاد الإسلامي في سورية». وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية عمانوئيل نحشون في بيان: «لدينا معلومات ذات صدقية تشير الى ان هجوم (الخميس) شنته حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية كما تم تسهيله وقيادته من قبل الإيراني سفيد أزدي، قائد الوحدة الفلسطينية في فيلق القدس» في الحرس الثوري الإيراني.
ونفت «الجهاد الإسلامي» في بيان مسؤوليتها، وقال مسؤول المكتب الإعلامي للحركة داوود شهاب ان «هذه محاولة مفضوحة وغير بريئة من قبل الاحتلال لصرف الأنظار والتعمية على قضية محمد علان»، الأسير الفلسطيني الذي انهى الخميس اضراباً عن الطعام طال شهرين احتجاجاً على اعتقاله الإداري.
وضربت اسرائيل في السنتين الأخيرتين مرات عدة مواقع للجيش السوري. وفي 18 كانون الثاني (يناير) الماضي، قتلت غارة اسرائيلية ستة عناصر من «حزب الله» بينهم نجل القيادي عماد مغنية اضافة الى ضابط في الحرس الثوري الإيراني. ورد «حزب الله» بعد أيام بهجوم محدود في منطقة مزارع شبعا في هجوم اسفر عن مقتل جنديين اسرائيليين. وفي 28 كانون الثاني اعلن الجيش الإسرائيلي شن غارات على مواقع للجيش السوري بعد اطلاق صواريخ من الجولان، فيما افاد «المرصد» في 29 تموز (يوليو) الماضي بأن الطيران الإسرائيلي «قتل عنصرين من حزب الله وثلاثة مقاتلين موالين للنظام في محافظة القنيطرة بالجولان».
ويسيطر عناصر من المعارضة السورية على محافظة القنيطرة التي يقع الجزء الأكبر منها في هضبة الجولان، لكن القوات الحكومية لا تزال تسيطر على مجموعة محدودة من القرى والبلدات.
الى ذلك، قال «المرصد السوري» إن اشتباكات عنيفة دارت بين القوات الحكومية والمسلحين الموالين من جهة والفصائل الإسلامية والمقاتلة وجبهة النصرة من جهة أخرى، في محيط إدارة المركبات قرب مدينة حرستا في الغوطة الشرقية، إضافة إلى استمرار المعارك «بين حزب الله اللبناني والفرقة الرابعة (في الحرس الجمهوري السوري) وجيش التحرير الفلسطيني وقوات الدفاع الوطني من جهة، والفصائل الإسلامية ومسلحين محليين من جهة أخرى في مدينة الزبداني، وسط تقدم لحزب الله اللبناني والفرقة الرابعة في المدينة، بينما قصفت القوات الحكومية بعد منتصف ليل أمس مناطق في أطراف بلدة المقيليبة في ريف دمشق الغربي.