بسم الله الرحمن الرحيم
(( يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي ))
وأقول :
جولانُ : هل ينعي القصيدَ رثاءُ ؟
أمْ مُقْلةٌ ذرَفَتْ وفيها عزاءُ ؟
أم قامةُ الشعراءِ فيها وداعةٌ
وتواضعٌ يوحي بهِ الإملاءُ ؟
للشّعرِ عندي مكانةٌ وولاءُ
والعلمُ بحرٌ زاخرٌ معطاءُ
والعمرُ حلمٌ ينتهي برسالةٍ
خُتِمت إذا نادت بها العلياءُ
يبقى الجميلُ إذا زرعتَ بذورَهُ
خصبَ المحيّا يحصدُ الشرفاءُ
يا شاعرَ الجولانِ ، هاكَ قصيدتي
منسوجةً منّي إليكَ وفاءُ
فلكمْ وقفْتَ على المنابرِ ترتقي
وحروفُ شعرِك بلسمٌ ودواءُ
داويتَ من ألمِ الجراحِ ، وموقفٌ
عذب الكلامِ ، تنفّسٌ وشفاءُ
غنيّتَ جولانَ الأشمّ محبةً
فتبرّجت في حسنِهِ الورقاءُ
ولكمْ رسمت الياسمينَ ترابه
راحت تغازلُ غصنَهُ الخضراءُ
وتقمّصت منهُ بهاءَ جمالهِ
وتزيَّنتْ من دُرّهِ الحسناءُ
ونسجْتَ من فصحى البيانِ تميمةً
عقداً تدلّى ، وجنتاهُ ضياءُ
قد كنتَ للجولانِ عنه سفيرهُ
بمحافلٍ يرتادُها البلغاءُ
قد كنت للضّادِ الغيورَ مدافعاً
فَسَنا بشعرِك باؤهُ والياءُ
درّستَ فينا كنتَ نعمَ مُعلّمٍ
صفحاتُهُ قيمُ الهدى وإباءُ
أعطيتَ من إثراءِ فكرِك غلةً
فسبائكُ الإبداعِ فيها نقاءُ
ولكم جمعت من القوافي رحيقها
نَضَحَتْ عبيراً عطرُها الأنداءُ
حرمونُ فاضت وجنتاه بدمعةٍ
لِفُراقِ من فخرَت به الفيحاءُ
وإليكَ من أنسامِهِ وشموخِهِ
ترنو إليكَ عمامةٌ بيضاءُ
قد كنت من أدّى الأمانةَ مخلصاً
واليوم قد حكمَ الحياةَ قضاءُ
ترثيك قافيةُ البلاغةِ مُقلةً
وحفاوةً يتلو لك الإهداءُ
ورحلتَ في سَفَرِ الزمانِ مودِّعاً
إرثاً تركتَ لتفخرَ الأبناءُ
ولِتَعلمَ الأجيالُ أنّك فارسٌ
لبِسَ العباءةَ فاشتهتهُ سماءُ
ولكلِّ صُبحٍ شمسُهُ ونهارُهُ
ليحلّ من بعد الغروبِ مَساء
عظّمَ اللهُ أجركم ، إنّا لله وإنّا إليهِ راجعون .
تواضعاً
نصر موسى
قرية الغجر – الجولان
– كلمة وفاء –
بسم الله الرحمن الرحيم
يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عـبادي وادخلي جنتي
صدق الله العلي العـظيم
بالأمس رحل عنا شاعر الجولان ومعلم الأجيال المرحوم الأستاذ سليمان سماره رحمه الله .
نعم لم يكن معلم فحسب .
لم يكن استاذنا الفاضل المرحوم آنذاك معلم فحسب , بل كان ابا ومربيا رحيما بأبنائه الطلاب , يرعاهم حق الرعاية ويعمل ويجد ويجتهد ويواصل الجهد لرفعتهم وتميزهم , لقد تبنى استاذنا الفاضل شعار وزارة التربية والتعليم وعمل على تحقيقه بما اوتي من علم ومن قوة . فقد نجح بفلسفته التعليمية من تحقيق هذا الشعار قولا وعملا , نعم لم يكن استاذنا الفاضل معلم فحسب , بل كان موجها اجتماعيا ومرشدا نفسيا وناشطا ثقافيا , تمكن بفلسفته التعليمية من وضع خطة استراتيجية ارتقت بالتعليم الى حالة من القدسية , بحيث لا يجوز مساسها ولا تشويهها لا من الداخل ولا من الخارج , فكانت رسالة التعليم في عهده آنذاك لها شرف ولها كرامة ولها حرمة , اوجب الحفاظ عليها والذود عنها , نعم كان معلم آنذاك حازما ولم يكن مفرطا, بل كان حريصا لأن يكون التعليم في اعلى مستوياته ,
كان صعوده للمنبر كالصقر وكان صوته في القاء الشعر كزمجرة الاسد , كان يقول ويحسن القول , كلامه حكمة وموعظة , مليء بالمثاليات والايجابيات , غزير كالمطر , مثمر كالزرع , طيب كالعطر , جميل كالورد , حلو كالشهد , كان يضع النقاط على الحروف , يعالج الكسور والجراح والنزيف الذي تشكو منه الامة , كان يصدع بقول الحق بكل جرأة .
نساءل الله تعالى ان يتغمده برحمة الواسعة و يسكنه فصيح جناته و يمّن على ذويه بالصبر و الجزاء.
رحم الله المربي الفاضل الاستاذ سليمان سماره واسكنه فسيح جنانه
وسلم الله ملافظك الاخ نصرموسى
سليمان ابراهيم
لا فضّ فوك أيها الشاعر الغيور.ما أجمل العبارة البليغة الموزونة على عروض الشعر العربيّ! قلّ أمثالك والعربية اليوم تحشرج وتتقزم بيد من خانوها وجحدوا فضلها واستخفوا بنحوها وصرفها، ولا يحلو لهم إلا تقديس اللغات الأجنبية.واحرّ قلباه!