يعقد قادة الاتحاد الأوروبي قمة عاجلة الخميس في بروكسل لمناقشة سبل الرد بشكل قوي على نشر روسيا قوات عسكرية في منطقة القرم الأوكرانية.
وتضغط بعض الدول، خاصة من شرق أوروبا، من أجل فرض عقوبات قاسية، بينما تشدد دول أخرى، تتقدمها ألمانيا، على التركيز على دور الوساطة لحل الأزمة.
وتأتي القمة الأوروبية بعد يوم من انتهاء محادثات رفيعة المستوى مع روسيا في العاصمة الفرنسية باريس بدون تحقيق تقدم ملحوظ.
ومن المتوقع أن يحضر رئيس الوزراء الأوكراني المؤقت آرسينيي ياتسينيوك القمة الأوروبية.
ويقول مراسل بي بي سي في بروكسل كريس موريس إنه من المرجح أن تفضي إلى فرض عقوبات رمزية على روسيا مثل إيقاف المحادثات بشأن التأشيرات أو تحرير التجارة، مضيفًا أنه من غير المتوقع اتخاذ إجراءات أكثر صرامة مثل منع مسؤولين روس من السفر أو تجميد ممتلكاتهم.
وحسب موريس، فإن الهدف من القمة هو توفير دعم قوي لأوكرانيا والاستمرار في المحادثات مع روسيا.
وتسيطر قوات موالية لروسيا على القرم، كما استمرت المواجهات مساء الأربعاء جنوبي المنطقة حيث ماتزال القوات الأوكرانية محاصرة في قواعدها.
“عقوبات قاسية”
ويقول محرر بي بي سي للشؤون السياسية نيك روبنسون إن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون يأمل أن يتحالف مع السويد وبولندا ودول أخرى في شرق أوروبا لإقناع باقي الزعماء الأوروبيين بضرورة أن يدفع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ثمن احتلال القرم.
وحسب روبنسون، فإنه من المتوقع أن لا تدفع هذه الدول فقط باتجاه إيقاف الاتفاقات الروسية الأوروبية بشأن حرية التنقل والطاقة، بل وبالتهديد الصريح، دون تنفيذ فعلي، بعقوبات محددة الأهداف.
ولكن دولا أخرى، تقودها المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، تفضل الوساطة لتسوية الأزمة المتصاعدة.
ويقول روبنسون إن مايتردد هو أن ميركل قلقة من احتمال أن تؤدي الخطوات القاسية، ضد موسكو، إلى تقويض المحاولات الرامية للشروع في حوار بين روسيا وأوكرانيا، وصرف الانتباه عن الحاجة لدعم الحكومة الجديدة في كييف سياسيًا واقتصاديًا.
تحذير أمريكي
من ناحيته وصف وزير الخارجية الأمريكي جون كيري المحادثات مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في باريس بأنها “صعبة”، ولكنه وعد بالاستمرار فيها.
وأكد التزام أمريكا بالعمل مع موسكو لتخفيف حدة الأزمة في أوكرانيا.
ولكنه شدد في الوقت نفسه على أن انتهاك روسيا لسيادة أوكرانيا “لن يمر دون رد فعل”.
وقد حضر المحادثات في باريس أيضًا وزراء خارجية بريطانيا، وألمانيا، وفرنسا، ولكن لافروف رفض مقابلة نظيره الأوكراني أندري ديشيتسيا الذي لا تعترف موسكو بحكومته.
وقد عين ديشيتسيا في الحكومة الانتقالية الأوكرانية التي شُكلت بعد هرب الرئيس المعزول فيكتور يانوكوفيتش إلى روسيا.
وتعتبر موسكو هذه الحكومة غير شرعية وتقول إن يانوكوفيتش هو الرئيس الشرعي للبلاد.