
مترجم عن مقالة بعنوان “מחשב שמקשיב, רואה ופועל לבד: כך תיראה ווינדוס 12” على موقع Y-net
نظام التشغيل القادم من مايكروسوفت سيجمع بين قدرات الذكاء الاصطناعي لجعل الحاسوب «مدركاً لبيئته». فبدلاً من أن يكون أداة منفصلة، سيكون الذكاء الاصطناعي مدمجاً في صميم النظام ويعمل بشكل استباقي إلى جانب المستخدم. لكن إلى جانب الوعود الكبيرة، تبرز أيضاً أسئلة جادة حول الخصوصية والتحكم في البيانات الشخصية.
يبدو أن ملامح «ويندوز 12» — المتوقع طرحها خلال العام أو العامين القادمين وفق التقديرات — بدأت تتضح، مع مؤشرات على ثورة حقيقية في تجربة استخدام نظام التشغيل من مايكروسوفت.
الذكاء الاصطناعي، كما هو متوقع، في طريقه لإعادة صياغة تجربة الاستخدام من أساسها، وتحويل الحوسبة إلى «حوسبة بيئية» (Ambient Computing)، أي إدراك الحاسوب للبيئة المحيطة التي يعمل فيها، وعدم اعتماده فقط على المدخلات القادمة من لوحة المفاتيح أو الفأرة أو الكاميرا. وبمعنى آخر، سيتمكن الحاسوب من «النظر» إلى الشاشة وفهم سياق ما يحدث عليها.
صعود الحوسبة البيئية
الفكرة ليست جديدة تماماً؛ فقد قدمت غوغل مفهوم الحوسبة البيئية عام 2019، حيث يكون الحاسوب جزءاً متكاملاً من بيئة حياة المستخدم وعمله. وبالمثل، في نسخة ويندوز المقبلة، لن يكون الذكاء الاصطناعي تطبيقاً مستقلاً يحتاج إلى تشغيل، بل سيكون جزءاً من نسيج النظام نفسه. وسيكون بمقدور ويندوز أن «يفهم» ما تفعله في أي لحظة — سواء كنت تكتب مستنداً، تعدّل صورة، أو تجري مكالمة فيديو — ليقترح المساعدة المناسبة تلقائياً.
أحد التغييرات الجوهرية سيكون الانتقال إلى تفاعل «متعدد الوسائط» (Multimodal Interaction)، حيث يمكن إدخال الأوامر بوسائط مختلفة، مع تركيز خاص على الإدخال الصوتي. الهدف هو أن يتمكن المستخدمون من التحدث إلى حواسيبهم بلغة طبيعية أثناء الكتابة أو الرسم أو التواصل مع الآخرين، والحاسوب سيفهم نواياهم.
مايكروسوفت تسعى لجعل التحدث بلغة طبيعية أداة إدخال أساسية إلى جانب لوحة المفاتيح والفأرة، بحيث تصبح أمام المستخدم ثلاث وسائل رئيسية: الكتابة، اللمس/الفأرة، والصوت. ورغم أن استخدام الصوت لن يكون إلزامياً، إلا أنه من المتوقع أن يجعل سير العمل أكثر سلاسة وطبيعية. على سبيل المثال، قد تتمكن من «توبيخ» جهازك إذا ارتكب خطأ (حتى لو كنت أنت السبب في ذلك).
لكن التغيير لن يقتصر على أسلوب الاستخدام، بل سيمتد أيضاً إلى مظهر ويندوز نفسه. فوفقاً للتقارير، واجهة المستخدم كما نعرفها اليوم قد تبدو مختلفة تماماً خلال خمس سنوات، بفضل دخول «وكلاء الذكاء الاصطناعي» إلى المشهد. أي أن الذكاء الاصطناعي لن يكتفي بالاستجابة لطلباتك، بل سيتصرف بمبادرة منه لمساعدتك في عملك اليومي.
مزيج من المعالجة المحلية والسحابية
لتحقيق هذه الرؤية، سيجمع النظام بين المعالجة المحلية على الجهاز نفسه وقوة المعالجة السحابية عبر خوادم مايكروسوفت، بهدف توفير تجربة سلسة للمستخدم. ومن الجدير بالذكر أن مايكروسوفت ليست وحدها في هذا السباق، إذ تعمل آبل أيضاً — حسب التقارير — على ميزات مشابهة لأنظمة تشغيلها، مع تركيز على التحكم الصوتي والملاحة المتقدمة.
لكن إلى جانب هذه القفزة التقنية، يبرز قلق مشروع حول خصوصية المستخدمين. فنظام تشغيل «يستمع» و«يراقب» الشاشة باستمرار لفهم السياق، سيحتاج للوصول إلى كم هائل من المعلومات الشخصية والحساسة. وكون المعالجة ستتم جزئياً على الجهاز وجزئياً عبر السحابة، فإن هذا يزيد من المخاوف.
من المتوقع أن تواجه مايكروسوفت اعتراضات من المستخدمين والهيئات التنظيمية، التي ستطالب بمزيد من الشفافية والرقابة الصارمة على جمع البيانات واستخدامها. وبالنظر إلى سجل مايكروسوفت المثير للجدل في حماية الخصوصية عند طرح ميزات جديدة — مثل ميزة Recall في Copilot+، أو سجل البحث في ويندوز 10 و11 — سيكون من الضروري ضمان أن يتيح ويندوز الجديد للمستخدمين التحكم الكامل في ما يودون مشاركته، أو عدم مشاركته إطلاقاً.