كوبا تنفض غبار العزلة السياحية

في السنوات الـ10 الأخيرة نجحت كوبا في رفع الإقبال السياحي عليها بـ3 أضعاف، كنتيجة طبيعية لزيادة الاستثمار في البنية التحتية السياحية. وكانت البداية خجولة في التسعينات حيث خصصت كوبا عدة منتجعات سياحية معزولة عن التعداد العام. وكان الاختلاط بين السياح وبين أهل كوبا ممنوعا بالقانون. ولكن هذا الحظر تغير تدريجيا بعد الاعتراف بقيمة السياحة للاقتصاد الكوبي. وبلغ الإقبال السياحي على كوبا رقم 2.7 مليون زائر عام 2011 حققت منهم كوبا دخلا سياحيا زاد على الـ3 مليارات دولار.

https://www.youtube.com/watch?v=Cs_12W9ipYs

وفتحت كوبا كافة مدنها للسياحة العالمية مع الاحتفاظ بعملة موازية وفرض التأشيرات على الزوار مع رسوم مغادرة. ولكنها مع ذلك تظل بلدا سياحيا جديدا يستحق الزيارة.

وتعد كوبا الآن ثالث أكبر وجهة سياحية في منطقة البحر الكاريبي بعد جمهورية الدومنيكان وبورتو ريكو. ويأتي معظم سياح كوبا من كندا ودول الاتحاد الأوروبي، وما زال الأميركيون ممنوعون من زيارة كوبا بسبب الحظر الاقتصادي المفروض عليها. وتعد السياحة الطبية من الجوانب التي تشجع الإقبال السياحي على كوبا لأنها تشتهر بخدمات طبية من الطراز الأول.

من العوامل المشجعة أيضا على زيارة كوبا مناخها المعتدل طول شهور العام، حيث تقع كوبا جغرافيا تحت مدار السرطان ويعتبر مناخها مداريا دافئا بدرجات حرارة تتراوح بين 21 درجة مئوية في شهر يناير (كانون الثاني) و27 درجة مئوية في شهر يوليو (تموز) .

* تاريخ حافل

* يعيش في كوبا شعب مختلط الأجناس نظرا لتاريخها الحافل بغزوات إسبانية وأميركية منذ أن اكتشف كولمبوس كوبا عام 1492 وضمها إلى التاج الإسباني. ويعيش في كوبا 64 في المائة من البيض و9.3 من السود والبقية من أجناس مختلطة. ولا يوجد في كوبا هنود أو آسيويون.

وتعد كوبا أكبر جزيرة في البحر الكاريبي بين جزر الكيمان والبهاما ولا تبعد أكثر من 145 كيلومترا عن ولاية فلوريدا الأميركية. وفي المناطق السياحية الرئيسية مثل فاراديرو وهولغوين يمكن للسياح الإقامة في فنادق تتراوح درجتها ما بين 3 و5 نجوم. أما في المناطق النائية فيمكن السكن في منازل شعبية كوبية حصل أصحابها على تراخيص حكومية لإسكان السياح فيها. وتحسنت البنية التحتية في كوبا في السنوات الأخيرة خصوصا في المناطق السياحية وانخفض معدل انقطاع الكهرباء الذي ساد في كوبا في التسعينات بعد انتهاء الدعم السوفياتي للبلاد.

وفي السنوات الأخيرة سمحت السلطات الأميركية للمواطنين الأميركيين الذين لهم أقارب في كوبا بالزيارة. كما سمحت الحكومة الكوبية تحت إدارة راؤول كاسترو للكوبيين بالسفر إلى الخارج لفترات يمكن أن تمتد إلى لعامين.

* تأشيرة الدخول

* ويتعين على المسافرين إلى كوبا من معظم الجنسيات الحصول على تأشيرة دخول يمكن الحصول عليها من المطار لدى الوصول وتتكلف ما بين 30 و40 دولارا وفقا لدولة الزائر. وعلى رغم إمكانية الحصول عليها لدى الوصول فإن معظم شركات الطيران التي تنظم رحلات إلى كوبا تشترط الحصول على هذه التأشيرة قبل ركوب الطائرة.

وتصلح تأشيرة الدخول لفترة 30 يوما يمكن تجديدها بفترة مماثلة من مكاتب الهجرة في كوبا لقاء 40 دولارا أخرى. والاستثناء الوحيد من هذه القواعد متاح لمن يحمل جواز سفر كندي حيث يمكنه الحصول على تأشيرة لمدة 90 يوما تجدد لفترة مماثلة. ويجب على المسافر أن يتأكد أن جواز سفره ساري المفعول لمدة 6 أشهر على الأقل من تاريخ مغادرة كوبا.

أما المواطنون الذين يعملون في بلدان غير بلدان ولادتهم فعليهم تقديم وثائق تثبت أن لهم حق الإقامة في هذه الدول سواء كان ذلك عبر وثائق سفر أو تعاقدات عمل. وتتضح أهمية هذه الوثائق عند الخروج من كوبا إلى الدول التي يقيم فيها الزائر. وكعادة الدول البيروقراطية، كلما تعددت الوثائق كان ذلك أفضل.

ومن بريطانيا يمكن الحصول على تأشيرة كوبا للمواطنين والمقيمين من القنصلية الكوبية أو بالبريد. كما يمكن استخدام شركات خاصة على الإنترنت وإن كانت تلك أغلى ثمنا في تدبير إجراءات الحصول على التأشيرة. ولا يحتاج مواطنو روسيا والصين إلى تأشيرات. ويدفع المسافر إلى خارج كوبا تأشيرة خروج قيمتها 40 دولارا تقريبا، ويتعين الاحتفاظ بما يعادل هذا المبلغ لحين مغادرة كوبا.

أفضل أوقات الزيارة إلى كوبا هي بين ديسمبر (كانون الأول) وأبريل (نيسان) حيث يتجنب المسافر موسم الأعاصير والعواصف في المنطقة وحرارة الصيف في كوبا. وترتفع أسعار السفر إلى كوبا خلال هذه الفترة لأنها ذروة الموسم.

* نشاطات

* هناك الكثير من الأنشطة مثل التنزه على شاطئ البحر في هافانا خلال الأمسيات، أو التجول في شوارع المدينة والتعرف على ثقافتها. ومقابل 60 دولارا يمكن للسائح زيارة ملهى تروبيكانا الذي تديره الدولة بعد أن كان مملوكا من المافيا. ويدخل الزائر إلى أجواء كوبا التاريخية بأزياء كلاسيكية وموسيقى تقليدية كما يمكنه تدخين السيجار الكوبي في الداخل. ولا يدخل الكوبيون إلى هذا الملهى نظرا لارتفاع قيمة التذاكر، ولذلك فإن معظم الحاضرين هم من السياح.

وبخلاف هذا يمكن مشاهدة الكثير من الأنشطة مثل الرقص والموسيقى التقليدية التي تقام في معظم أحياء هافانا. ولا بد من الذهاب إلى الشواطئ والتمتع بالبحر، ولكن مع الحرص من الاختلاط بمن يحاول التحدث إلى الأجانب في هذه المواقع السياحية، فمعظمهم من المحتالين.

ويمكن زيارة الريف الكوبي والتحدث إلى الفلاحين والتجول في الأسواق الشعبية، وهي نوعان: الأول تديره الحكومة لتوفير المواد الأساسية للمواطنين بأسعار رمزية عبر بطاقات التموين ويقتصر نشاط البيع على أهل كوبا وحدهم، والأخرى أسواق عامة يبيع فيها الفلاحون منتجاتهم للجميع وهي أغلى ثمنا من الأسواق الحكومية.

* سياحة طبية

* من أنشط أوجه السياحة إلى كوبا السياحة الطبية التي يأتي من أجلها نحو 20 ألف زائر سنويا من أميركا الشمالية والجنوبية والدول الكاريبية. واكتسبت كوبا الكثير من الشهرة في هذا النوع من السياحة نظرا لجودة الخدمات الطبية وانخفاض تكلفتها بنسبة تصل إلى 80 في المائة عن الأسعار الأميركية. ويأتي طالبو العلاج إلى كوبا من أجل جراحات استبدال مفاصل الورك وجراحات العيون وعمليات التجميل وعلاج الإدمان.

ولمن لا يريد الاختلاط بالمجتمع الكوبي وثقافته يمكن الاكتفاء بالبقاء في المنتجعات السياحية، ولكن السائح قد يشعر أنه في مناخ مصطنع غير واقعي لأنه في الواقع كذلك. وفي كوبا لا بد من تناول عصائر الفاكهة الطازجة المتاحة للبيع طوال فترات العام.

* العملة

* هناك نوعان من العملة في كوبا: البيزو المحلي والبيزو القابل للتداول والأخير هو العملة السياحية التي يستعملها السياح في دفع رسوم الفنادق وسيارات الأجرة والمشتروات السياحية. ويعادل البيزو السياحي في قيمته الدولار الأميركي ويمكن استبدال العملة في البنوك ومكاتب الصرافة والفنادق. وغير مسموح للسياح بحمل أكثر من 200 بيزو سياحي و100 بيزو محلي أثناء السفر. ويعادل البيزو السياحي 25 بيزو محلي. ويستخدم البيزو المحلي في التعامل في الأرياف ومع الباعة الجائلين ولشراء المنتجات المحلية من خضراوات وفواكه وسيجار. والبيزو المحلي مفيد في التعاملات الصغيرة ويجب التحويل إليه بحساب كلما دعت الحاجة لذلك.

وفي كوبا يتعين استخدام الدولار الكندي واليورو والإسترليني عند شراء العملة المحلية حيث الدولار الأميركي يجتذب ضريبة إضافية قدرها 10 في المائة.

+ -
.