أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري، اليوم، إن الرئيس السوري بشار الأسد “يملك اليد الطولي” في الصراع العسكري المستمر منذ ثلاث سنوات في سورية.
وتابع كيري خلال جلسة استماع في اللجنة الفرعية المختصة بالعمليات والشؤون الخارجية والمنبثقة عن لجنة المخصصات المالية في مجلس الشيوخ، أن “موقف الأسد تحسن عما كان عليه من قبل، لكن هذا الوضع يتغير كدولاب الهواء، والأزمة لن تحل عسكريا”.
وأشار كيري إلى “الضغوط” التي تتعرض لها دولتا الأردن ولبنان نتيجة تدفق أعداد كبيرة من اللاجئين، وقال: “الأردن أحد حلفائنا في المنطقة، يضم أكثر من 900 ألف لاجئ سوري، وربما أكثر من مليون، ويذهب هؤلاء اللاجئون إلى المجتمع الأردني بحثا عن وظائف، ويدفعون ايجارا كبيرا جدا نظير السكن، ما يجعل منافسة الأردنيين لهم صعبة”.
وأضاف: “يقبل السوريون العمل بأجور أقل لحاجتهم للمال، ما يجعلهم يؤثرون على سوق العمل والنسيج السياسي للبلاد واستقرارها”.
وفي لبنان، بحسب كيري، “تأثرت البلاد بالأزمة السورية، حيث يتناثر قرابة الـ900 ألف لاجئ سوري في أنحاء البلاد، وليس لهم أي مخيمات رسمية”.
من جهة أخرى اتهم المبعوث الدولي- العربي الأخضر الإبراهيمي النظامَ باللجوء إلى «مناورات تسويفية» لتأخير مفاوضات السلام مع المعارضة السورية. وقال الإبراهيمي بعد جلسة لمجلس الأمن أمس، إن «هناك عدداً من الأنشطة التي تدل على تحضير» الحكومة السورية لإجراء الانتخابات الرئاسية «لكن ليس هناك إعلان رسمي بذلك حتى الآن». ورداً على سؤال عما إن كان أبلغ المجلس أن الانتخابات الرئاسية ستؤدي إلى انهيار مفاوضات جنيف، أجاب: «ما قلته لمجلس الأمن، أن الانتخابات في حال إجرائها لن تشارك المعارضة كلها فيها». وأشار إلى أن المفاوضات حول مسألتي العنف والإرهاب وتشكيل هيئة الحكم الانتقالية يجب أن تتم بشكل متواز. (للمزيد)
وعما إن كان طلب من روسيا العمل على إرجاء الانتخابات الرئاسية السورية، قال: «تحدثت هنا إلى مجلس الأمن بكل أعضائه، وروسيا واحدة منهم، وما فعلته هو أنني أردت جذب انتباه مجلس الأمن لما يجري، ويعود إلى المجلس أن يحدد ما يفعل». وأشار إلى أن مجلس الأمن يبحث إمكان إصدار بيان في ضوء مناقشاته حول سورية.
وعلمت «الحياة» أن الإبراهيمي سيغادر نيويورك إلى إيران، التي يصلها غداً السبت بعد مشاركته في جلسة للجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم الجمعة. وعطلت روسيا مشروع بيان اقترحته فرنسا ينص على «دعم مجلس الأمن الكامل لمقاربة الإبراهيمي المتمثلة بإجراء مفاوضات متوازية حول مسألتي «العنف والإرهاب» و «تشكيل هيئة الحكم الانتقالية»». وطرحت روسيا مشروع بيان مضاداً لا يتضمن هذه الفقرة ويكتفي بتأكيد دعم المجلس للإبراهيمي واستئناف المفاوضات في جنيف.
ونقل ديبلوماسيون عن الإبراهيمي في جلسة المجلس، أن «إجراء الانتخابات الرئاسية في سورية سينهي العملية الانتقالية. ومن الواضح أن الحكومة تعد لإجراء الانتخابات»، وأبدى «شكوكاً في أن انتخاب بشار الأسد لفترة رئاسية أخرى سينهي معاناة الشعب السوري». وتحدث الإبراهيمي لنحو ٢٠ دقيقة في المجلس، واستعرض «معاناة السوريين الإنسانية والظروف التي يعانيها اللاجئون في الدول المجاورة»، وقال -وفق ديبلوماسيين شاركوا في الجلسة- إن «الحكومة السورية أصرت على مناقشة مسألة الإرهاب أولاً قبل الانتقال إلى بحث تشكيل هيئة الحكم الانتقالية، في وقت قبلت المعارضة بمناقشة المسألتين بالتوازي». وأضاف أن «محادثات جنيف لا تتقدم، والحكومة السورية أوجدت انطباعاً قوياً بأنها تستخدم تكتيكات تأخيرية»، وقال إن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون «ملتزم دعم مفاوضات جنيف، لكن على الأطراف السوريين أن يكونوا في وضع تفاوضي أفضل».
وكانت روسيا رفضت فقرة في مشروع البيان الفرنسي تشير الى «دعم إجراء انتخابات في سورية تنظم في إطار مسار محادثات جنيف»، وفقرةً نصت على «ضرورة تطبيق قرار مجلس الأمن ٢١٣٩ بالكامل»، وهو القرار المتعلق بتسهيل دخول المساعدات الإنسانية عبر الحدود ورفع الحصار عن المناطق المحاصرة.
وجاء في مشروع البيان المضاد الذي اقترحته روسيا، أن المجلس «يؤكد الدعم الكامل للممثل الخاص الى سورية ويقدر جهوده»، إضافة إلى «دعم استئناف محادثات جنيف على أساس الانخراط الفعلي من كل الأطراف لتطبيق بيان جنيف١».
وعلى غرار النص المقترح من فرنسا، أشار المقترح الروسي إلى أن مجلس الأمن «يدعم بالكامل أجندة النقاط الأربع التي أعدها الإبراهيمي والمتفق عليها بين طرفي المفاوضات، أي الحكومة والمعارضة، لاستئناف المفاوضات» وهي: العنف والإرهاب وهيئة الحكم الانتقالية، والمؤسسات الوطنية، والمصالحة الوطنية والحوار الوطني، كما نص على أن مجلس الأمن «يجدد طلبه بأن يعمل كل الأطراف نحو التطبيق الشامل لبيان جنيف١، بما يؤدي الى انتقال سياسي يلبي تطلعات الشعب السوري ويمكّنه من تحديد مستقبله باستقلالية وديموقراطية».
وعلمت «الحياة» أن رئيس «الائتلاف الوطني السوري» المعارض أحمد الجربا وجّه رسالة الى رئيسة مجلس الأمن سفيرة لوكسمبورغ سيلفي لوكاس، قال فيها إن «مفاوضات جنيف ستفقد سبب عقدها في حال واصل الأسد خطته لإجراء انتخابات رئاسية وترشيح نفسه لها».
وأضاف: «إن حدث ذلك فإنه يعني أن لا رغبة للنظام أو أنه ليس جدياً في شأن الاتفاق على الانتقال السياسي المنصوص عليه في بيان جنيف١». وشدد الجربا على أن إجراء الانتخابات عملاً بخطة الأسد «سيؤدي الى انهيار كل العملية السياسية وستدخل سورية في عنف دموي من دون نهاية».