كيفية التعامل مع الأبناء في ظل الحجر الصحي

المستشار التربوي ابراهيم الولي *

حضرة أولياء الأمور الأفاضل
مع انتشار فيروس الكورونا نتعايش في هذه الفترة مع واقع غير مألوف ولم نعهده في السابق، هذا الحدث من الممكن لأن يوقظ مشاعر وأحاسيس عديدة ومختلطة ومختلفة من بينها قلق، خوف، حيرة، نقص في حس الأمان والقلق من القادم والمجهول.
-الاولاد والبالغين على حد سواء يعيشون الواقع المركّب ويتأثرون من التجربة والرسائل الذين يقومون بسماعها مع انتشار الفيروس في محيطهم وايضاً من تخيلاتهم وتصوراتهم. بالإضافة الى ذلك أولادنا منكشفون بزخم كبير على معلومات من مصادر مختلفة والتي على الأغلب غير ملائمة لجيلهم الأمر الذي يشكل صعوبة على مقدرتهم ان يروا الاشياء بصوره متزنة، من هذا المنطلق قد يكونوا عرضة للقلق والمخاوف وللشعور بالعجز امام هذه المشاعر من هذا المنطلق سوف يتم التطرق هنا لعدة توصيات للمساعدة في التكيف بشكل ايجابي وفعّال خلال فترة الحجر الصحي.
1.حوار فعال وبناء بشكل مفتوح عن الوضع الحالي ان يتم الحوار بشكل هادئ ومتزن وان لا يتضمن حقائق مغلوطة ومشوهة، حوار ملائم لمستوى جيل الابناء.

  1. تغاضي المحادثات غير الضرورية أمام الأولاد، الأهالي في بعض الأحيان يتحدثون عن مواضيع ومضامين صعبة ومأساوية أمام الأولاد (من منطلق أن الأبن لا يفهم ما يتحدثون به) هنا من المهم التأكيد على أن الفهم الجزئي والانكشاف لمواضيع غير ملائمة للجيل من الممكن أن تحدث ضرر وأذية لدى الأبناء.
    الأبناء يتلقون رسائل غير كلامية هذه المعلومات الجزئية من الممكن أن تخلق وترسم صورة تبعث على الخوف أكثر من الواقع ذاته، هنا يجب التأكيد أن المحادثات الخاصة بالبالغين يجب أن تكون مع البالغين.
  2. التحديد من أوقات المشاهدة للأخبار عبر التلفاز او مواقع التواصل الاجتماعي.
    حتى مع سماعنا لأخبار ذات مصداقية عالية في المعلومات الا أن الأفراط في المشاهدة يبعث حالة من عدم الاستقرار والسكينة وتحدث حالة من القلق والضغط النفسي.
    4 المحافظة قدر الإمكان على برنامج يومي، إن العمل على المحافظة على برنامج يومي في ظل الحجر الصحي لكافة أفراد الأسرة يقوي حس الأمان والثبات والاستمرارية.
  3. المبادرة في القيام بفعاليات ونشاطات متنوعة ومختلفة وتوزيع المهام والمسؤوليات على أفراد الأسرة حتى ولو كانت صغيرة نسبياً تعزز الشعور بالمقدرة وتبعث على الأمل والاستمرارية. (مهام مثل تحضير الطعام، ترتيب المنزل، إعداد الطعام …)
    6.العمل على تعزيز الروابط والعلاقات الاجتماعية لما لذلك من أثر قوي داعم ومساند في التكيف والتأقلم مع فترة الحجر الصحي التي يسودها أجواء من التباعد والعزلة الاجتماعية لذا من المفضل تشجيع ودعم الأبناء على التواصل مع أصدقائهم وذلك عبر الهاتف أو مواقع التواصل الاجتماعي.
    هنا لا بد من ذكر أن أبحاث عديدة تؤكد أن الشخص المبادر والفعّال والمشّارك لديه خطورة أقل بكثير من الانغماس في مشاعر القلق والمخاوف والشعور بالعجز.
  4. لفت انتباه الأولاد وإشغال تركيزهم لاتجاهات أخرى مثل الألعاب، مشاهدة فيلم أو مسلسل، إعداد طعام معاً (القيام بالفعاليات مع كل أفراد الأسرة يُشعر الأولاد في البهجة والفرح).
  5. استخدام حس الدعابة والفكاهة خلال فترة الحجر يؤثر بشكل كبير في تبسيط الأشياء والمحافظة على الهدوء أكثر وزيادة شعور الفرح وتجنيد طاقات للدعم والتكيف بشكل أفضل.
    في النهاية من المهم الانتباه والتيقظ الى الأبن الذي يبدي مؤشرات لضائقة وذلك من خلال تغيير ملحوظ في سلوكياته، كالانزواء والتقليل من فعاليته بالنشاطات، نقص في الشهية، الحديث عن مخاوف تسبب له الأرق وتمنعه من النوم وسلوكيات أخرى نرى فيها أنماط لمن نألفها ونعّهدها لديه من قبل لذا من المهم الاصغاء له وإعطاءه المساحة لمشاركة مشاعره مع عدم تجاهل هذه المشاعر أو نفيها، اقترحوا عليه أشياء وفعاليات من الممكن أن تشغله وتلهيه عن مخاوفه.
    في كل حالة التي قد تشعرون فيها لاستشارة وتشاور من الممكن أن نتواصل مع المربي/ة أو مع طاقم والاستشارة التربوية في المدرسة.
    ختاماً لا بد من الإشارة على أنه في مواقفنا الحياتية والحالات التي نواجه بها تهديد ما على الصحة العامة والتعامل مع المجهول من المهم جداً لنا كأهل أن نثق في حدسنا وإعطاء ثقة في مقدرتنا على التكيف بشكل فعّال وإيجابي كراشدين.
    مع أطيب المنى بوافر من الصحة العافية للجميع
    إبراهيم جميل الولي – المستشار التربوي في إعدادية مجدل شمس
    :المصدر – قسم الخدمات النفسية والاستشارية שפ”י – وزارة التربية – قسم التكيف مع مواقف طارئة وضاغطة

تعليقات

  1. ألف شكر لللأخ المحترم المستشاؤ ابؤاهيم الولي على هذه التوجيهات ىالارشادات القيمة والتي ان دلت على شيء فانها تدل على تفهم عميق وخبرة واسعة في مجالات العلوم النفسية والاجتماعية والتي نحن بأمس الحاجة لها في هذه الأيام الصعبة .

التعليقات مغلقة.

+ -
.