مادة إعلانية
يلاحظ في السنوات الأخيرة ارتفاع كبير في عدد الطلاب الذين يسافرون إلى دول مثل ألمانيا وإيطاليا لتعلم الطب، طب الأسنان، الطب البيطري، الهندسة المعمارية، ومواضيع كثيرة أخرى. أسباب هذا التوجه كثيرة ومختلفة، وتنبع بالإضافة إلى أسباب أخرى من قرار وزارة الصحة عدم قبول شهادة الطب من معظم دول أوروبا الشرقية، وأيضاً من كون عدد غير قليل من جامعات ألمانيا وإيطاليا يصنف ضمن أفضل 200 جامعة في العالم، وبالمقابل تصنف غالبية جامعات دول أوروبا الشرقية في مراكز أدنى كثيراً. يضاف إلى ذلك عامل مهم وهو كون التعليم في ألمانيا وإيطاليا مجّاني، وأرخص حتى من قسط التعليم في إسرائيل، وطبعاً تكاليف المعيشة الرخيصة نسبياً في هذه الدول، ومسارات التعليم الكثيرة التي تقدمها الجامعات في هذه الدول، وشروط القبول المريحة نسبياً في قسم من المؤسسات التعليمية، وجودة ومستوى الحياة، وتجربة العيش والتعلم في دولة من دول أوروبا الغربية – كل هذا يساهم أيضاً في هذا التوجه.
أحد الدول التي أصبحت مرغوبة أكثر وأكثر في الآونة الأخيرة، من قبل الذين يسافرون للتعلم في الخارج، هي ألمانيا – وهي دولة تعرض تشكيلة غنية من مجالات التعليم باللغة الألمانية، وكذلك بالانكليزية، وبالمجّان.
ما هي الشروط الأساسية التي يجب توفرها بالطالب لكي يقبل ويسافر للتعليم في ألمانيا، وما هي الطرق التي ينصح بها لمواجهة التحديات التي تواجه الطالب خلال عملية التسجيل للمؤسسات التعليمية الألمانية؟
التعليم في ألمانيا: – عدد هائل من الجامعات وقسط تعليمي يساوي 0 يورو للسنة
يعد السفر للدراسة الجامعية في ألمانيا جاذباً من نواحٍ عدة: أحد الأفضليات الأولى الواضحة في هذا السياق هي تكاليف التعليم والمعيشة – في قسم كبير من المؤسسات التعليمية الأكاديمية في هذه الدولة التعليم هو مجّاني، حتى ولو لم تكونو مواطنين ألمان. هذا المعطى لوحده يجعل من التعليم في ألمانيا جاذباً للكثيرين، حيث البدائل تتضمن قسطاً تعليمياً بعشرات آلاف الشواقل في السنة في اوروبا الشرقية، وحتى 200 ألف شيكل للسنة في الولايات المتحدة، بريطانيا والدول المشابهة لها.
بالنظر إلى كون تكاليف التعليم والمعيشة في ألمانيا هي حتى أرخص نسبياً منها في إسرائيل، فإن ذلك يجعل الأمر مُجْدٍ بصورة لا لبس فيه.
وبغض النظر عن تكاليف التعليم والمعيشة الرخيصة نسبياً، فإن عدد المدارس، الجامعات وباقي المؤسسات التعليمية الاكاديمية في ألمانيا هو كبير جداً، إذ تنشط في هذه الدولة اليوم أكثر من 400 جامعة عمومية وخاصة، تقدم للطلاب مسارات تعليم في كل مجال يخطر على البال، ومن أفضل المستويات التعليمية عالمياً.
معرفة اللغة الألمانية شرط أساسي وضروري للقبول للتعليم في ألمانيا
هناك طبعاً عدة شروط أساسية مختلفة للقبول للتعليم في ألمانيا، وهي تتغير حسب المؤسسة التعليمية والاختصاص المطلوب وغيرها. أحد الشروط الأساسية المشترك لكل المؤسسات التعليمية الأكاديمية هو معرفة اللغة الألمانية بصورة جيدة. في أغلب الاختصاصات لا يمكن البدء في التعليم دون النجاح في امتحان اللغة الألمانية.
هناك عدد من المؤسسات التي تقيم امتحانات لغة تقبل نتائجها لدى مؤسسات التعليم في ألمانيا مثل “TestDaf”، “TELC”، “DSH” وغيرها.
توجد 5 مستويات مختلفة لتعلم اللغة الألمانية:
المستوى A1 – وهو المستوى الأدنى والأساسي الذي يعطي الطالب الاساسيات والمصطلحات المستخدمة في الحياة اليومية.
المستوى A2 – معرفة الألمانية بصورة أساسية.
المستوى B1 – مستوى “ما قبل الوسط” الذي يضم، بين أشياء أخرى، معرفة حوالي 2400 كلمة في اللغة الألمانية.
المستوى B2 – المستوى المتوسط. هذا المستوى يوازي معرفة اللغة الألمانية بطلاقة، وهو المستوى المطلوب لكي يتمكن الطالب من التواصل باللغة الألمانية دون صعوبة.
المستوى C1 – مستوى متقدم. وهو مستوى يعادل مستوى الأشخاص القادرين على تنفيذ مهام مركبة لها علاقة بالعمل او التعليم. الأشخاص الذين يعرفون الألمانية بهذا المستوى هم عملياً يتكلمون اللغة بطلاقة وبمستوى جيد.
المستوى C2 – أعلى مستوى في تعلم اللغة الألمانية (وهو غير مطلوب من الطلاب الذين يتعلمون في ألمانيا).
على الأغلب فإن المؤسسات التعليمية الأكاديمية في ألمانيا تطلب من الطالب النجاح في امتحان اللغة بمستوى يتراوح بين B2 و C1، وهذا يتعلق بالمؤسسة التعليمية التي يرغب الطالب في الانتساب لها.
كيف نتعامل مع هذا التحدي؟
من ناحية فإن التحدي بالتأكيد ليس سهلاً للذين لا يعرفون حتى كلمة واحدة في اللغة الألمانية، ولكن من ناحية أخرى هناك عدد هائل من الطلاب من مختلف دول العالم تمكنوا من التعامل مع هذا التحدي بنجاح، وذلك من خلال تعلم اللغة بطرق متقدمة.
يعمل في إسرائيل في الأساس جسم مركزي يساعد الطلاب المعنيين على التعامل مع هذا التحدي ويقدم خدماته مجّاناً – “קמפוס לימודים” – وهي شركة قديمة تعمل منذ 37 عاماً، وتقدم خدماتها مجّاناً، خصوصاً للمعنيين بالتعليم في ألمانيا والراغبين في النجاح في امتحان اللغة.
تعلمك الألمانية في ألمانيا – تحضير للشهادة
تعمل في ألمانيا مدارس كثيرة لتعليم اللغة الألمانية، تحضر الطلاب الأجانب بشكل موجّه وتعدهم للامتحان. يمكن العثور على هذه المدارس في كل مدينة في ألمانيا وهي تقسم لثلاث فئات أساسية:
- مدارس خاصة ممولة من قبل الحكومة: قسط التعليم في هذه المدارس يتراوح بين 50 إلى 95 يورو في الأسبوع. تمول هذه المدارس من قبل الحكومة الألمانية من أجل مساعدة اللاجئين الكثر الذين قدموا إلى ألمانيا في السنوات الأخيرة من دول التي تعاني من النكبات، مثل سوريا، دول شمال أفريقيا، ودول أخرى تعاني من الاضطرابات.
- مدارس خاصة ورخيصة التكلفة: يعمل في ألمانيا عدد غير قليل من المدارس الخاصة ورخيصة التكلفة نسبياً لتعلم الألمانية. وهنا لا بد من الإشارة إلى أن السعر ليس بالضرورة مؤشر على جودة التعليم في هذه المدرسة أو تلك. ومثال على ذلك مدرسة “ألفا أكتيف” (Alfa Activ) في مدينة هايدلبيرغ، والتي تسمى “سندريلا المدارس الألمانية”، وتحسب كواحدة من أفضل وأشهر مدارس تعليم اللغة الألمانية في ألمانيا. وهي إحدى أرخص المدارس من ناحية تكلفة تعلم اللغة، التي تبلغ 95 يورو في الأسبوع. للراغبين – فيلم فيديو عن المدرسة.
- مدارس خاصة عالية التكاليف: في هذه المدارس تكلفة التعليم تتراوح بين 110 – 150 يورو للأسبوع، وهذا يتعلق بموقع المدرسة.
هنا لا بد من الإشارة إلى أنه عند اختيار المدرسة يجب التأكد من أنه معترف بها لامتحان القبول للمؤسسات التعليمية الأكاديمية. لا تسجلوا في هذه المدارس إذا لم يكن معترف بها.
ما هو الموقت المناسب للبدء؟
من أجل تعلم اللغة الألمانية من الصفر وحتى المستوى المطلوب للقبول للتعليم الجامعي، يجب الأخذ بالحسبان أن ذلك يحتاج فترة سنة على الأقل. عملية التسجيل للجامعة تتضمن عدة مراحل، وهذه العملية تتم من خلال نظام حكومي محوسب (Uni assist)، وهناك موعدان أساسيان لبدء التعليم: فصل الشتاء (أكتوبر\تشرين أول) وفصل الربيع (أبريل\نيسان). عملية التسجيل لفصل الشتاء تبدأ من شهر مارس\آذار وحتى شهر تموز\يوليو، ويجب على الطلاب تقديم أوراق تثبت النجاح في امتحان اللغة، لذلك من الضروري الأخذ بالحسبان فترة سنة قبل موعد التسجيل، والبدء في تعلم اللغة مدة سنة ونصف قبل بدء التعليم الجامعي.
شروط قبول إضافية
مع أن النجاح بامتحان اللغة الألمانية، الذي ينصح بالتقدم له بعد تعلم اللغة في مدارس مخصصة لذلك مثل Alfa Activ،يعتبر التحدي الأكبر، إلا أن هناك شروط إضافية للقبول للجامعات تتعلق بالتعليم ما قبل الجامعي، وبالتحديد شهادة البكالوريا. الجامعات الألمانية تطلب من الراغبين في تعلم الاختصاصات العلمية والطب أن يكون الطالب حاصلاً على شهادة بكالوريا تامة، وتتضمن 3 وحدات تعليمية في الرياضيات، ومادة علمية آخرى بمستوى بين 3-5 وحدات، وعلى الأقل 4 وحدات تعليمية باللغة الانكليزية، وعلى الأغلب يؤخذ بالحسبان معدل العلامات أيضاً. وعلى الأقل يطلب مستوى 4-5 وحدات تعليمية في قسم من الاختصاصات ذات الصلة، مثل الرياضيات للقبول للعلوم والاختصاصات العلمية بصورة عامة.
الخلاصة: هناك الكثير مما يستطيع عالم التعليم الجامعي في ألمانيا أن يقدمه للطالب، والكثيرون يسافرون سنوياً للتعلم في هذه الدولة الأوروبية. أحد الشروط الأساسية التي تشكل تحدياً في القبول للجامعات الألمانية هو النجاح بامتحان اللغة، ولهذه الغاية هناك مدارس متخصصة. الاستعداد المسبق الذي يعتمد مخططاً يتضمن جدولاً زمنياً مناسباً يمكن أن يحول الحلم إلى واقع.
هذه المقالة أعدت من قبل “كامبوس ليموديم“.
أنا أعرف الحرم الجامعي ولها منظمة كبيرة