عكف فريق من العلماء على محاولة فهم أسباب اتخاذ القمر شكلاً غير كروي تماماً، ونشروا دراستهم الأربعاء في مجلة «نيتشر» العلمية.
فالقمر ليس كروي الشكل تماماً، بل كروي مسطح قليلاً، ومنتفخ قليلاً من الجهة المقابلة للأرض، بخلاف الجزء الذي يبقى على الدوام مختفياً عن الأرض.
والقمر جرم صخري يدور حول الأرض ضمن المجموعة الشمسية التي تشكلت قبل 4.5 بليون سنة. لكن القمر لم يتكون مع تشكل المجموعة، بل نشأ بعد ذلك جراء اصطدام جرم كبير بكوكب الأرض الذي كان حديث التكوين، وفق الرأي العلمي السائد اليوم.
وفسّر العلماء هذا التشوّه في شكل القمر بتأثير جاذبية الأرض عليه بحيث كان قريباً جداً منه في بداية تشكّله. وفي تلك الحـــقبة كــــان القمر عبارة عن كتلة من الصخور الملتهبة الناجمة عن ارتطام جرم بكوكب الأرض، فانجذب جزؤه المقابل للأرض وانتفخ، ثم برد وتصلب على هذا النحو.
وهذه الجاذبية أيضاً هي التي جعلت جزءاً واحداً من القمر يقابل الأرض دائماً، ما يفسر أن سكان الأرض لا يشاهدون سوى الجزء نفسه منه دائماً.
وحلّل العلماء خرائط القمر مع إغفال الفوهات الكبيرة على سطحه، لأنها ظهرت بعد تشكل القمر بمدة، جراء ارتطام أجرام متفاوتة الأحجام به. وقالوا إنهم استوحوا خلاصاتهم من نتائج الدراسات على الجرم «أوروبا» أحد أقمار كوكب المشتري، وهو قمر يحتوي تحت سطحه المتجمد على محيط من المياه السائلة.
فهذا المحيط من المياه يتأثر بجاذبية المشتري، فيخضع للمد والجزر مؤثراً على شكل سطح «أوروبا».
وشبه العلماء قمر المشتري بقمر الأرض في بدايات تشكله حين كان عبارة عن محيط من الصخور السائلة الملتهبة تحت سطح صخري بدأ يتجمد.
وأوضحوا أن فهم الأسباب التي جعلت القمر يأخذ هذا الشكل يساعد في فهم عدد كبير من الظواهر الجيولوجية عليه، منها أن البراكين التي أصبحت خامدة اليوم، موجودة في الجزء المقابل للأرض فقط، أي الجزء الذي كانت فيه الحمم تنجذب إلى السطح بفعل جاذبية الأرض، فتخرج من تشققات السطح.
ويعتقد العلماء أيضاً أن فهم طريقة تطور القمر، وهو أقرب جرم إلى كوكب الأرض، يسهّل فهم القواعد التي حكمت تشكل أجرام أخرى في مجموعتنا الشمسية.
ويقع القمر على مسافة 384 ألف كيلومتر من الأرض، ويواصل ابتعاده منها بواقع 3.8 سنتيمترات سنوياً.
https://www.youtube.com/watch?v=JS7NYKqhrFo