ماذا حدث في 8 آذار 1987؟

غالية فرحات

في الثامن من آذار عام 1987 استشهدت الجولانية غالية فرحات من قرية بقعاثا برصاص جنود الاحتلال الإسرائيلي.

في صبيحة الثامن من آذار 1987 تجمع أهالي بقعاثا، ومعهم العديد من مواطني الجولان من قرى مجدل شمس ومسعدة وعين قنية، للمشاركة بتدشين خط لمياه الشرب كان من المفروض مده من قبل الحكومة السورية إلى قرية بقعاثا. وقد تزامن ذلك مع احتفالات ثورة الثامن من آذار في الوطن.

السلطات الإسرائيلية أصدرت أمراً بمنع التجمهر في القرية، لكن المواطنين لم ينصاعوا لهذا الأمر، فقامت السلطات بمحاولة اعتقال عدد منهم، لكن الأهالي منعوها من ذلك بالقوة.

قوات الجيش وحرس الحدود والشرطة حاولت اقتحام القرية، بعد أن تلقت تعزيزات إضافية لتنفيذ عملية الاعتقال، فأمطرت القرية ومراكز تجمع الأهالي بوابل من القنابل المسيلة للدموع، ثم قامت بمهاجمة المواطنين بالهراوات، لكن الأهالي تصدوا لها بشجاعة منقطعة النظير وأجبروها على مغادرة القرية لترابط عند مداخلها.

الأهالي قاموا يتحطيم بعض سيارات الشرطة وحرس الحدود التي تركها المنسحبون خلفهم، عندها عاود الجيش الإسرائيلي مهاجمة الأهالي، مستخدماً هذه المرة الرصاص الحي، فأصابت إحدى الرصاصات السيدة غالية فرحات، البالغة من العمر 53 عاماً.

ونتيجة حصار الجيش الإسرائيلي تعذر نقل المصابة إلى المستشفى، فبقيت تنزف لساعات قبل أن يتم نقلها إلى مستشفى رامبام في حيفا، حيث فارقت الحياة في اليوم التالي.

وبرغم الحصار والحواجز العسكرية التي أقامتها سلطات الاحتلال، إلا أن الآلاف من الجولانيين تمكنوا من الوصول إلى بقعاثا لتشييع جثمان الشهيدة إلى مثواه الأخير. المئات من الأشقاء من عرب 48 وصلوا كذلك للمشاركة في تشييع جثمان الشهيدة، تقدمهتم معظم القيادات الوطنية، وعلى رأسهم المناضل توفيق زياد الذي خاطب الجموع قائلاً: “إنك غالية.. لكن الوطن أغلى…”.

لف جثمان الشهيدة غالية فرحات بالعلم الوطني وشارك في تشييعه الآلاف من الأهالي في واحد من أكبر الأعراس الوطنية التي شهدها الجولان تحت الاحتلال.

على إثر ذلك شنت سلطات الاحتلال الإسرائيلي في الأيام التالية حملة تنكيل واعتقال واسعة في صفوف المواطنين، طالت العشرات منهم من جميع قرى الجولان.

+ -
.