بدأ مجلس الشعب مناقشة مشروع قانون للانتخابات الرئاسية، تضمن شروطاً أكثر تشدداً من الدستور الحالي، ما يقطع الطريق تماماً على المعارضين وخصوصاً المقيمين في الخارج على المشاركة.
وينص الدستور الحالي، الذي أقر في بداية 2012، على انتخاب رئيس جديد قبل ما بين 60 و90 يوماً من انتهاء ولاية الرئيس بشار الاسد في 17 تموز (يوليو) المقبل. واذا كانت المادة 88 من الدستور قضت بعدم امكان انتخاب الرئيس اكثر من ولايتين، فإن المادة 155 توضح ان هذا الاجراء لن يطبق الا ابتداء من الانتخابات الرئاسية المقبلة اي انه سيحق للرئيس الأسد نظرياً تسلم الرئاسة لولايتين اضافيتين من 14 سنة اخرى.
وأفادت وكالة الانباء الرسمية (سانا) ان مجلس الشعب «وافق في جلسة تراسها رئيسه محمد جهاد اللحام على الانتقال لإقرار مشروع قانون الانتخابات العامة مادة مادة بعد عرضه للمداولة العامة ومناقشته المستفيضة من قبل لجنتي الداخلية والإدارة المحلية والشؤون الدستورية والتشريعية»، مشيرة الى ان مناقشة القانون تأتي لأن قانون الانتخابات العام صدر في 2011 قبل اقرار الدستور الحالي في 2012، واقتصار قانون الانتخابات على انتخابات مجلس الشعب والمجالس المحلية.
وتضمن مشروع القانون «احكاماً تفصيلية» في ما يتعلق بمواصفات رئيس الجمهورية، حيث جرت اضافة فقرات الى المواصفات الواردة في الدستور. وتضمنت المواصفات الراهنة ان يكون المرشح «متماً الاربعين عاماً من عمره ومتمتعاً بالجنسية العربية السورية بالولادة من أبوين متمتعين بالجنسية العربية السورية بالولادة ومتمتعاً بحقوقه المدنية والسياسية وغير محكوم بجرم شائن ولو رد اليه اعتباره، مقابل الا يكون متزوجاً من غير سورية، مع اشتراط ان يكون مقيماً في سورية «مدة لا تقل عن عشر سنوات اقامة دائمة متصلة عند تقديم طلب الترشيح».
غير ان مسودة قانون الانتخابات تضمنت مواصفات اضافية مثل ان يكون المرشح متماً الأربعين من عمره «في بداية العام الذي يجري فيه الانتخاب» و «غير محكوم بجناية أو جنحة شائنة أو مخلة بالثقة العامة ولو رد إليه اعتباره»، مع اضافة شرطين هما ألا يحمل المرشح «أي جنسية أخرى غير جنسية سورية وألا يكون محروماً من ممارسة حق الانتخاب».
تعني هذه المواد عملياً عدم امكانية اعضاء «الائتلاف الوطني السوري» المعارض ومعارضين آخرين مثل مسؤول المهجر في «هيئة التنسيق الوطني للتغيير الديموقراطي» هيثم مناع ونائب رئيس الوزراء السابق للشؤون الاقتصادية قدري جميل، باعتبار ان الجميع اما مقيم خارج البلاد او انه لم يقم آخر عشر سنوات في سورية في شكل متواصل او انه يحمل جنسية اخرى غير السورية، اضافة الى ان «محكمة الارهاب» أصدرت احكاماً او انها طلبت تجميد ارصدة مالية لآخرين.
كما تضمنت آليات الانتخابات شروطاً، بينها ان «يعلم طالب الترشيح رغبته في ترشيح نفسه إلى انتخابات رئيس الجمهورية لمجلس الشعب كي يتسنى له الحصول على تأييد الأعضاء لترشيحه» مع وجوب حصول المرشح على «تأييد خطي من 35 عضواً على الأقل من أعضاء مجلس الشعب، ولا يجوز لأي من هؤلاء الأعضاء أن يؤيد أكثر من مرشح واحد لرئاسة الجمهورية».
ويملك حزب «البعث» الحاكم غالبية في مجلس الشعب الذي يضم 250 عضواً. ويعتقد ان شرط توافر موافقة خطية من 35 عضواً يسمح لممثلي احزاب «الجبهة الوطنية التقدمية» التي تضم احزاباً مرخصة.
وكانت مصادر ابلغت «الحياة» ان اتصالات جرت مع ممثل «الحزب السوري القومي الاجتماعي» في «الجبهة التقدمية» للترشح في الانتخابات الرئاسية.
ويستبعد ان يحصل المنسق العام لـ «هيئة التنسيق» حسن عبدالعظيم على موافقة خطية من 35 عضواً في مجلس الشعب، ما لم يصدر قرار سياسي من قيادة «البعث» الذي يملك امتياز تسمية مرشحه ومرشح المعارضة. وكان الاسد زار قبل اسبوعين قيادة فرع «البعث» في دمشق، ضمن حملته للترشح.
وتعززت اخيراً احتمالات اجراء الانتخابات بين ايار (مايو) وحزيران (يونيو) المقبلين في ضوء فشل مفاوضات «جنيف 2» وتزايد الاهتمام العالمي بالازمة الاوكرانية، علما ان وزير الخارجية الاميركي جون كيري كان اقترح على نظيره الروسي سيرغي لافروف مرتين تأجيل موعد الانتخابات الرئاسية لاعطاء فرصة لمفاوضات جنيف.
ولوحظ ان الايام الاخيرة شهدت خروج تظاهرات، بطلب من السلطات، في احياء موالية في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام تطالب الاسد بالترشح، في وقت حض مسؤولون كبار رجال الاعمال على دعم الترشح.
وخلف بشار الاسد والده الرئيس حافظ الاسد بعد وفاة الاخير عام 2000. وخلال الاستفتاءين اللذين اوصلاه الى الرئاسة حصل على 97.29 في المئة عام 2000 وعلى 97.62 في المئة عام 2007.
ومنذ بدء الأحداث في سورية، قبل ثلاث سنوات قتل اكثر من 140 الف شخص فيما ترك نحو 2.5 مليون البلاد هرباً من النزاع التي اجبرت 6.5 مليون آخرين على النزوح داخل الاراضي السورية.
إلى ذلك، نقلت «سانا» عن الأسد قوله خلال استقباله وفداً برلمانياً روسياً أمس إن «دور روسيا أساسي وحيوي في عالم اليوم، لأنها أعادت التوازن إلى العلاقات الدولية بعد سنوات طويلة من هيمنة القطب الواحد» في إشارة إلى الولايات المتحدة.
وأفادت الوكالة الرسمية بأن أعضاء الوفد قدموا للأسد في نهاية اللقاء «شهادة عضوية في أكاديمية بطرس الأعظم للعلوم وقلدوه ميدالية الأكاديمية تقديراً لدفاعه عن المصالح الوطنية لشعبه (…) ودوره في تمتين العلاقات السورية – الروسية».
مجلس نواب بيتعين بتوجيه من من الاجهزه الامنيه عيب وعار على موقع محترم ينزل اخبار عنه