
بات حوالي 18 ألف شخص في مخيم اليرموك جنوب دمشق بين فكي تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش) والقوات الحكومية السورية، جراء الاشتباكات العنيفة في المخيم المحاصر وتعرضه لقصف عنيف، في وقت توغل مقاتلو المعارضة في قاعدة عسكرية في ريف ادلب في شمال غربي البلاد.
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الانسان» ان عناصر «داعش» باتوا أمس يسيطرون على اكثر من 90 في المئة من مساحة المخيم، فيما حذر رئيس «هيئة اللاجئين الفلسطينيين» في الحكومة الموقتة المعارضة أيمن أبو هاش من «وضع كارثي» بعدما بات المخيم بمدنييه ومقاتليه عالقاً بين فكي كماشة تنظيم الدولة الاسلامية من جهة والحصار الذي تفرضه القوات الحكومية من جهة اخرى.
وبات «داعش» للمرة الاولى قريباً بهذا الشكل من دمشق. وفيما انضمت «جبهة النصرة» للقتال الى جانب التنظيم ضد «اكناف بيت المقدس» المقربة من «حماس»، وصلت تعزيزات الى المعارضة لوقف تقدم «داعش». وكثفت القوات الحكومية اجراءاتها الامنية في محيط المخيم في محاولة لمنع تمدد مقاتلي التنظيم الى العاصمة. كما شنت حملة قصف عنيفة شاركت فيها المقاتلات الحربية.
وتحاصر القوات الحكومية المخيم منذ اكثر من عام، ما تسبب بنقص فادح في المواد الغذائية والادوية اسفر عن وفاة مئتي شخص. وتراجع عدد سكانه من نحو 160 ألفاً قبل اندلاع النزاع الى نحو 18 ألفاً. وقال ابو هاشم ان مقاتلي المعارضة «المتحصنين في مساحة صغيرة من المخيم يحاولون التصدي للاقتحام قدر الامكان». واسفرت الاشتباكات عن مقتل ستة مدنيين و12 مقاتلاً، قضى اثنان منهما ذبحاً على ايدي «داعش»، الذي بثت حسابات قريبة منه على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً تظهر جثتين مفصولتي الراس.
في شمال غربي البلاد، يواجه أهالي مدينة ادلب صعوبة في استعادة حياتهم الطبيعية بعد اسبوع من سيطرة «فيلق الفتح» الذي يضم «أحرار الشام» و «جبهة النصرة» وحلفائهما على المدينة. وقال «المرصد» ان «عدداً من سكان المدينة يخشون العودة اليها بسبب القصف والانباء عن تخطيط القوات الحكومية لهجوم محتمل من أجل استعادة المدينة» .