مرة ثانية: 38 عامًا على قرار الضم

عن صفحة السيد مجيد القضماني على الفيسبوك

بعيدًا عن أي بُعد له علاقة بـ “الوطنية” التي “تثير الغثيان” لدى بعضكم، بعيدًا عن أي شي غير شيء واحد فقط وهو الموقف الإنساني السوي.. الموقف الأخلاقي بأبسط درجاته: لنفترض أن هذا الجزء المحتل من الجولان ليس أرضًا سورية، وإنما، على سبيل المثال، أرض سيرلانكية.. سنغالية.. جنوب أفريقية.. ليس مهمًا، المهم أنك تعرف أن له أهلُه.. وأن لهم في جوفه وتحت الركام والردم بيوت ومزارع وبلدات وقرى بالمئات وفي كل شبر منه لهم ذكرياتهم وأفراحهم وأتراحهم.. وتعرف أنهم كانوا هنا قبل 50 عامًا وليس 2000 عام كما في أسطورة لا شيء فيها من الحقيقة، وأن الحقيقي والساطع سطوع الشمس، أن أصحاب هذه الأرض الحقيقيين كانوا هنا “يوم أمس”، وأن آثارهم لا زالت تأبى أن تندثر، وأنها تجاهد لأجل أن تبقى تذكّر بهم رغم كل “الإزالة والحذف” وكل هذا “المحيّ المُتعمد” لروايتهم ومأساتهم منذ سقوط الجولان في حزيران 1967..!

الجولان لهم أيضًا… للمهجرين النازحين.. الجولان ليس فقط لنا نحن في هذه الـ “خمس قرى” التي لا تشغل أكثر من 1% فقط من مجمل مساحته المحتلة..! و”موقفنا” الرافض لشرعنة الاحتلال هو الموقف الوحيد الجدير بان يوصف بأنه “موقف أخلاقي”..، وما عداه “وقاحة متعالية” تستحق الإزدراء فقط..!

المعايير الإنسانية “السوّية” التي يفترض أن يتحرك في إطارها أي إنسان حر، لا يمكن لها بأي حال من الأحوال وتحت أي ذريعة كانت، أن “تبرر” لأي احتلال كان في أي مكان بالعالم، ولا يهم أن كانت قيودُه من ذهب أو حديد “مصدي”..، والجولان أرض سورية محتلة والذين تهجروا منها أو نزحوا، غير مهم هنا، عددهم الآن حوالي المليون يعيشون في دمشق وضواحيها وغيرها من المناطق في سوريا، وعلى أنقاض قراهم وبلداتهم أقيمت مستوطنات واستقدم مهاجرون من كافة أصقاع المعمورة..!

لهم الجولان ايضًا وليس فقط لنا..! ثم لو أن مجتمعنا انحاز إلى ” ما يهمني هو معدتي”.. “لا يعنيني غير جيبي”.. “لا يحركني غير مصلحتي”..، لكنّا من زمااااان “جنودًا وضباطًا” في جيشهم ونُقتل لأجلهم، ولكنّا رغم ذلك “صنف ب” ..، بينما الآن نحن “الأحرار الأوفياء”..، ولنا الفخر بأن مجتمعنا نجح في الدمج بين مستويين: أن لا تُهان هويتنا السورية، وفي ذات الوقت، لا تثقل على حقنا وواجبنا بـ “العيش الكريم”..، وهو يتحقق بجهد وتعب الناس وليس “مكرمة” من الاحتلال أو غيره..!

تعليقات

التعليقات مغلقة.

+ -
.