قال رئيس الهيئة المصرية العامة للبترول طارق الملا أمس إن بلاده ستحصل على مساعدات بترولية شهرية من السعودية تتراوح قيمتها بين 650 و 700 مليون دولار حتى آب (أغسطس) المقبل. وأضاف في اتصال هاتفي أجرته معه وكالة «رويترز» ان «مصر تحصل على مساعدات بترولية من السعودية بقيمة تتراوح ما بين 650 و700 مليون دولار شهرياً منذ نيسان (أبريل) وحتى آب المقبل».
وتحظى مصر بدعم قوي من السعودية والإمارات والكويت التي قدمت لها مساعدات بأكثر من 12 بليون دولار عقب عزل الرئيس محمد مرسي في تموز (يوليو) 2013. وكان مصدر في وزارة البترول أبلغ «رويترز» الاسبوع الماضي أن المساعدات البترولية من دول الخليج لبلاده بلغت قيمتها 2.5 بليون دولار منذ 1 كانون الثاني (يناير) وحتى نهاية نيسان قدمت خلالها اﻻمارات مساعدات بالبلايين من دوﻻر منذ بداية العام والسعودية 500 مليون دولار.
وقال الملا ان «مساعدات السعودية البترولية لمصر ستبلغ أكثر من ثلاثة بلايين دولار من أبريل وحتى نهاية آب». والدول الخليجية الثلاث لها مصالح سياسية قوية في الحيلولة دون حدوث انهيار اقتصادي في مصر قد يسمح بعودة جماعة الإخوان المسلمين التي تعتبرها تلك الدول الخليجية عدواً لدوداً لها.
وتواجه مصر أسوأ أزمات الطاقة منذ سنوات وتسعى للحصول على إمدادات وقود كافية لاستهلاك الصيف لتجنب اندلاع غضب شعبي جراء انقطاع الكهرباء في بلد يبلغ استخدام مكيفات الهواء فيه ذروته بين أيار (مايو) وآب.
إلى ذلك، قال وزير التموين المصري خالد حنفي إن نظام توزيع الخبز من طريق بطاقات التموين الذكية والذي بدأ تطبيقه في إحدى المدن المصرية خفض استهلاك القمح بنسبة 30 في المئة مخففاً بذلك ضغوط الدعم على موازنة الحكومة واحتياط العملة الأجنبية.
وأضاف حنفي للتلفزيون الحكومي المصري أن الاحصاءات التي جمِّعت من المرحلة الأولى من البرنامج الجديد لدعم الخبز في مدينة بورسعيد أظهرت تراجعاً ملحوظاً في الاستهلاك. وقال ان «القمح الموفر في بورسعيد، مثلاً، يفوق وفق الاحصاءات قليلاً 30 في المئة، يعني كمية المستهلك قلت بنسبة 30 في المئة، وهذا يعني ان استيراد القمح سيقل بهذه النسبة، وسيقل الطلب على العملة الاجنبية بالنسبة ذاتها. سنحقق أكثر من هدف في الوقت ذاته».
وبدأ برنامج تجريبي في بورسعيد العام الماضي قبل عزل الرئيس السابق محمد مرسي من الحكم. وبدأت الحكومة التي تولت السلطة في ما بعد، المرحلة الأولى من برنامجها قبل بضعة أسابيع في المدينة ذاتها في محاولة لإيجاد حل لنظام دعم الخبز في مصر والذي يكلف نحو خمسة بلايين دولار سنوياً ويشوبه الفساد والاهدار.
ومكن البرنامج الحكومة من متابعة استهلاك الفرد للخبر من طريق البطاقات الالكترونية المستخدمة بالفعل في سلع مدعومة آخرى مثل الرز والسكر. وقال حنفي في تصريحات نشرتها وكالة «أنباء الشرق الأوسط» الحكومية المصرية إن البرنامج حقق «نجاحاً مبهراً».
وكان حنفي قال لـ «رويترز» في آذار (مارس) إن برنامج البطاقات الذكية سيطبق في كل أنحاء مصر في غضون ثلاثة أشهر. وبموجب هذا البرنامج يمكن لحملة البطاقات الذكية الحصول على خمسة أرغفة لكل فرد في العائلة يومياً وهو عدد يأمل المسؤولون بامكان تقليصه. ويسمح «نظام النقاط» للمواطنين الذين يستهلكون أقل من حصتهم بانفاق ما يدخرونه لشراء مواد غذائية آخرى.
وتوقع حنفي أن يضخ هذا العنصر من البرنامج 500 مليون جنيه مصري (70.97 مليون دولار) في السوق المصرية وتوفير 80 ألف فرصة عمل. وفي ظل النظام القديم لم يكن هناك حد لكمية الخبز المدعوم الذي يمكن للشخص الحصول عليها.