لاقى العرض المسرحي “شرق أوسط جديد”، الذي قدمه مسرح عيون الجولاني في العاصمة البلجيكية بروكسل الأسبوع الماضي، نجاحا كبيرا، وفاجأ الجمهور بقوة تعبيره وتنبؤه للأحداث التي نشهدها حاليا في الوطن العربي.
وكان مسرح عيون قد تلقى دعوة للمشاركة في مهرجات “عين على فلسطين”، الذي يقام سنويا على مسرح “KVS” في بروكسل، وتشارك به فرق مسرحية من العالم العربي، فقدم عرضين لمسرحية “شرق أوسط جديد”، التي انتجها مسرح عيون – الجولان للتنمية- قبل عامين، وفازت العام الماضي بجائزة أفضل عمل مسرحي في مهرجان”مسرحيد” – عكا.
“شرق أوسط جديد” من تأليف الكاتب الجولاني معتز أبو صالح، إخراج الفلسطيني بشار مرقص، تمثيل أمال قيس \ أبو صالح وهنري أندراوس، فيما كتب الموسيقى وعزفها بصورة حية على المسرح يزن ابراهيم وتيريز سليمان، وصمم الديكور والملابس مجدلة خوري.
المسرحية عبارة عن مشهد لجندي مقنع يقوم بدفن امرأة وهي على قيد الحياة، على خلفية الصراع العبثي الدائر حاليا في بعض أقطار الوطن العربي.
وفي حديث مع مخرج العمل بشار مرقص، تطرق إلى أهمية عرض المسرحية في بلجيكا فقال:
“إن أهمية عرض المسرحية في الخارج تكمن في أن الدعوة من قبل المنظمين ترتكز على أهمية العمل المسرحي وليس على الناحية الفنية فقط. المميز أيضاً أنك تقدم العرض أمام جمهور لم يرَ أسلوبك في العمل من قبل، وقد اعتاد على نمط مختلف من المسرح عما نقدمه هنا، وبالذات في مسرحية “شرق أوسط جديد” التي تحاكي الوضع الراهن في منطقتنا، وهو موضوع يشغل العالم بأسره.
كانت تجربة مثيرة، وكان الاهتمام كبيراً بالعمل، وردود الفعل قوية جداً، إن كان ذلك من قبل فنانين أو من الجمهور العادي، وهذا أعطى طاقة ومعنويات عالية للمثلين والمشاركين في العمل.
أهمية هذه المشاركة بأن الجمهور هناك يشاهد العمل بعيون تختلف عن الجمهور المحلي، فهو يأتي لحضور العمل المسرحي لكي يحتك من خلاله مع الثقافة واللغة والسياسة، فهو يعرف عن منطقتنا من خلال الصحافة ووسائل الإعلام فقط، وشكلت مشاهدتهم للعمل صدمة، وكان تأثرهم واضحا جداً، فأبدوا تضامنا مع شعوب المنطقة.
آمل أن تفتح هذه المشاركة الباب لمزيد من المشاركات حول العالم، فهذا العمل يستحق أن يشاهده الناس، وهذه العروض مهمة لاستمرار عمل المسرح وتطوره”.
أما الممثلة آمال قيس فقالت عن هذه المشاركة:
“كانت المشاركة في هذا المهرجان مهمة جداً لمسرح عيون بصورة عامة ولي كممثلة بصورة خاصة، إذ تشكل بالنسبة لنا ظهوراً مهماً أمام جمهور من مختلف دول العالم، وهي بحق قفزة نوعية بالنسبة لعملنا في مسرح عيون.
وبالرغم من صعوبة أداء المشهد وانخراطي بصورة تامة في الحالة الدرامية، إلا انني شعرت باندماج الجمهور في العمل، وأحسست بانحباس أنفاسه في كل مرة كان يصعب علي التنفس فيها، وهذا بالفعل ما أكده العديد من الحضور الذين تحدثوا معي بعد انتهاء العرض. لقد أحدث العمل بلبلة في مشاعر الجمهور بين التعاطف مع الضحية من جهة، ومع الجلاد الذي نظروا إليه أيضا كضحية الواقع العبثي من جهة أخرى”.
وتعليقا على نتائج هذه المشاركة، قال مدير مسرح عيون الكاتب معز أبو صالح، أنها فتحت آفاقا جديدية للمشاركة مستقبلا في مهرجانات فنية في اوروبا:
“أود أن أشير أولا إلى أن مشاركتنا كانت بالتعاون مع مسرح “أنسامبل خشبي” الفلسطيني، الذي يشارك قسم من أعضائه في مسرحية شرق أوسط جديد.
على خلفية ردود الفعل على عرض بروكسل يمكن القول أنه كان هناك اهتمام كبير بالمسرحية نفسها، وأيضا بمسرح عيون كحالة مسرحية في الجولان المحتل، وهذا يعنيني شخصيا، بأن نوسع الفكرة عن الجولان المحتل لتتعدى النظرة إلى الجولان عن كونه منطقة محتلة وحسب، وإبراز جوانب أخرى قد لا يراها ولا يسمع عنها العالم.
بعد العرض تواصل معنا بعض منظمي المهرجانات في اوروبا وبحثوا إمكانية مشاركات مستقبلية في هذه المهرجانات”.
نشير إلى أن مسرحية “شرق أوسط جديد” تتابع عروضها بنجاح منذ سنتين، وتلقى إقبالا من قبل الجمهور في جميع المسارح التي قدمت عليها في الجولان و فلسطين، وفازت العام الماضي بجائزة أفضل عمل مسرحي في مهرجان مسرحيد السنوي في عكا.