أفادت الأنباء الواردة من سوريا بأن مقاتلي المعارضة أكملوا خروجهم من المدينة القديمة في حمص في إطار الاتفاق مع الحكومة السورية.
وباستخدام المصطلح الذي تستخدمه السلطات السورية في وصف مقاتلي المعارضة، أورد التلفزيون الرسمي أن المدينة القديمة في حمص أصبحت خالية من “الجماعات الإرهابية المسلحة”.
واستقل مئات من المقاتلين والمدنيين العالقين في الصراع حافلات إلى بلدات تسيطر عليها المعارضة في شمال سوريا حيث ينضمون إلى نحو ألف شخص خرجوا من حمص الأربعاء.
ويعد هذا بمثابة نهاية ثلاثة أعوام من المقاومة في ثالث أكبر مدينة سورية، والتي كان يطلق عليها “عاصمة الثورة” ضد نظام حكم الرئيس بشار الأسد.
وسيطرت المعارضة على معظم حمص في عام 2011، لكن خلال العامين الماضيين تمكنت القوات الحكومية على نحو تدريجي من استعادة السيطرة عليها، عبر إخضاع المدينة للحصار والقصف المستمر.
“مدينة آمنة”
واستعادت القوات الحكومية السيطرة الكاملة على قلب حمص بعد مغادرة آخر الحافلات التي تقل المقاتلين وأقاربهم.
وفي وقت سابق، قال محافظ حمص، طلال البرازي، إن أكثر من 1500 مقاتل وأقاربهم غادروا منذ الأربعاء.
وأشار البرازي إلى أنه سيتم إعلان حمص “مدينة آمنة” بمجرد اكتمال عملية الإجلاء التي تشرف عليها الأمم المتحدة، مضيفا أن عملية إعادة الإعمار ستبدأ على الفور.
ومن المستبعد أن تدخل قوات الجيش إلى المدينة القديمة قبل الجمعة، عندما سيتم مسحها بحثا عن متفجرات.
وفي وقت سابق، بث تلفزيون (المنار) التابع لجماعة حزب الله اللبنانية صورا لمجموعة من مقاتلي المعارضة يمرون بجوار أفراد أمن ويستقلون حافلات خضراء.
ووردت صور مماثلة مع بداية عملية الإجلاء الأربعاء، حيث خرج 980 شخصا من المدينة.
وتعهد المقاتلون – الذين سمح لكل واحد منهم باصطحاب حقيبة واحدة فقط وبندقية واحدة – بمواصلة العمل المسلح والعودة يوما ما إلى حمص.
وفي نهاية اليوم الأول من عملية الإجلاء، قال منسق الأمم المتحدة المقيم، يعقوب الحلّو، لبي بي سي إنه يأمل أن تصبح المدينة خالية من العنف.
كما أعرب عن أمله في أن يصبح بمقدور الناس العودة إلى منازلهم، لكنه حذر من التسرع بالعودة، قائلا إن المنطقة “مليئة بمعدات لم تنفجر، منها ألغام وعبوات ناسفة.”
وأوضح المسؤول الأممي أن المدينة القديمة “دمرت بشكل كامل وغير معقول” وأنها “غير صالحة للسكن” حاليا، مشيرا إلى أن إعادة بناء وترميم المنازل والبنية التحتية سيكون “مهمة ضخمة”.
وفي إطار اتفاق الإجلاء، سيطلق المسلحون سراح 70 أسيرا في حلب واللاذقية، ويخففون حصارهم لبلدتي نبل والزهراء في حلب، اللتين تسكنهما أغلبية مؤيدة للرئيس بشار الأسد وتخضعان لحصار المعارضة.
وقال محافظ حمص، طلال البرازي، لبي بي سي إن الأسرى كلهم سوريون باستثناء امرأة إيرانية متزوجة من رجل سوري. وأضاف أن ثمة جهودا متواصلة للإفراج عن المزيد من الأسرى.
وجاء التوصل للاتفاق بعد شهور من المفاوضات بين مسؤولين سوريين وممثلين عن المقاتلين. وأشارت تقارير إلى أن السفير الإيراني لدى سوريا توسط في المفاوضات.
ولا يزال حي الوعر، شمال غربي حمص، خاضعا لسيطرة المعارضة. لكن البرازي قال إنه يتوقع التوصل إلى صفقة إجلاء مماثلة خلال الأسابيع المقبلة.
ويسود اعتقاد بأن أكثر من 150 ألف شخص قتلوا منذ اندلاع الانتفاضة ضد الرئيس بشار الأسد في مارس/ آذار 2011. كما نزح تسعة ملايين آخرون عن منازلهم.
وبالرغم من الصراع، تعتزم الحكومة السورية إجراء انتخابات رئاسية يوم 3 يونيو/ حزيران. ورفضت المعارضة الاقتراع ووصفته بالـ “مهزلة”.