مسلحو المعارضة ينسحبون من سهل الزبداني

قصف مقاتلو المعارضة السورية أربع قرى موالية للنظام في ريفَيْ حلب وإدلب شمال البلاد بحوالى 500 قذيفة، بهدف الضغط على النظام و «حزب الله» لوقف قصف الزبداني بعد شن 600 غارة عليها، في وقت انسحب مقاتلو المعارضة من سهل الزبداني للدفاع عن المدينة الواقعة شمال غربي دمشق وقرب حدود لبنان. وتعهدت «حركة أحرار الشام الإسلامية»، إحدى أكبر الفصائل المسلحة، بـ «حماية الأقليات»، فيما شددت تركيا إجراءات الأمن على حدودها مع سورية بعد التفجير الانتحاري مقابل عين العرب (كوباني) أول من أمس.

إعلان

وأعلنت «غرفة عمليات فتح حلب» عن استهداف ثكنات الجيش الحكومي والميليشيات الموالية في معسكري نبل والزهراء، رداً على هجوم القوات الحكومية وحزب الله على مدينة الزبداني. وأكد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» قصف الفصائل المعارضة مناطق في نبل والزهراء وسقوط 160 قذيفة على القريتين أمس، وقال إن «جيش الفتح» أطلق 300 قذيفة على بلدتي الفوعة وكفريا في ريف إدلب، بالتزامن مع اشتباكات لأكثر من 8 ساعات متواصلة في محيط البلدتين. وأشار «المرصد» ونشطاء معارضون، إلى أن أهالي سكان القرى الأربع خرجوا بتظاهرات في منطقة السيدة زينب في ريف دمشق الجنوبي وقطعوا الطريق إلى مطار دمشق الدولي، مطالبين «حزب الله» بإرسالهم للدفاع عن أهلهم في حال لم يتمكن عناصر الحزب والقوات الحكومية من الدفاع عنها.

وقتل 18 شخصاً وأصيب عشرات بجروح في سقوط صاروخ أرض- أرض على حي المغاير في وسط مدينة حلب، وفق «المرصد»، الذي أشار إلى انهيار أكثر من ثلاثين مسكناً، مضيفاً أن عشرات الأشخاص عالقون تحت الأنقاض، والدمار هائل.

وبعدما قال «المرصد» إن 600 غارة شنتها القوات الحكومية على الزبداني، أشار إلى أن مقاتلي المعارضة انسحبوا من سهل الزبداني للدفاع عن المدينة حيث جرت أمس اشتباكات عنيفة بين القوات الحكومية و «حزب الله» من جهة، والمقاتلين المحليين من جهة أخرى، وسط أنباء عن تقدم المقاتلين وتدمير آليات تابعة للحزب والقوات الحكومية. وقالت شبكة «الدرر الشامية» المعارضة أمس، إن مسلحي المعارضة أحرزوا فجر الثلثاء تقدماً عسكرياً أمام القوات الحكومية وعناصر «حزب الله» وسيطروا على حاجزين ونقاط متقدمة عدة ودمروا دبابة. واعتبر «الجيش الحر» والحكومة الموقتة التابعة لـ «الائتلاف الوطني السوري» المعارض في بيان، أن هجوم النظام و «حزب الله» على الزبداني «غزو إيراني».

وواصلت «حركة أحرار الشام» حملتها لكسب الرأي العام الغربي أمس، وبعد مقالته في صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية، كتب لبيب نحاس مسؤول العلاقات الخارجية في الحركة، مقالاً في «ديلي تلغراف» البريطانية شدد فيه على أن «أحرار الشام تريد أن ترى نهاية لحكم الأسد وهزيمة شاملة (لتنظيم الدولة الإسلامية) وحكومة مستقرة وتمثيلية في دمشق». وأضاف: «نود أن نرى نظاماً سياسياً يحترم الهوية والتطلعات السياسية المشروعة للأغلبية في سورية، وفي الوقت ذاته يحمي الأقليات ويمكّنها من لعب دور حقيقي وإيجابي في مستقبل البلاد».

إلى ذلك، وعدت الحكومة التركية بتعزيز الإجراءات الأمنية غداة هجوم انتحاري قتل فيه 32 مدنياً ونسب إلى «داعش» في مدينة سوروتش قرب الحدود مع سورية. وقال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو: «تم تحديد هوية مشتبه فيه ويتم التحقق من صِلاته المحتملة مع الخارج أو داخل تركيا. الاحتمال الأكبر هو أن يكون الأمر هجوماً انتحارياً على علاقة بداعش». ووعد بـ «مواصلة تعزيز الأمن. وسنبحث في خطة عمل تشمل إجراءات أمنية جديدة على حدودنا»، مؤكداً: «سنبذل كل الجهود ضد المسؤولين (عن الهجوم) أياً كانت هوياتهم».

سياسياً، نقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) عن وزير الخارجية محمد جواد ظريف خلال لقائه المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا، تأكيده «ضرورة الحل السياسي» في سورية، وأن «دعم الإرهاب هو السبب الرئيسي وراء استمرار الأزمة والتطرف»، فيما قال دي ميستورا الذي يصل غداً إلى دمشق أنه يسعی إلی «حل سياسي جديد للأزمة السورية لنتمكن من تسويتها بالطرق السلمية والديموقراطية».

+ -
.