مسلحو “داعش” يستولون على بلدة تلعفر بمحافظة نينوى

استولى المسلحون السنة على مدينة تلعفر في محافظة نينوى، حسبما قال مسؤولون وسكان بالمدينة.

وكان بشار الكيكي نائب محافظ نينووى قد اكد لبي بي سي انباء سقوط المدينة في ايدي الميليشيات التابعة لتنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام المعروف بداعش.

وفي وقت لاحق، افادت قناة “العراقية” شبه الرسمية بوصول تعزيزات عسكرية منقولة جوا الى تلعفر لاسناد القوات الحكومية الموجودة هناك.

ليست هذه المرة الاولى التي يجري الامريكيون والايرانيون اتصالات دبلوماسية لبحث المواضع ذات الصلة بالموقف الامني في منطقة الشرق الاوسط، فقد اجرى الجانبان اتصالات من هذا النمط في اعقاب هجمات سبتمبر 2011.

كانت ايران آنذاك معادية لنظام حكم حركة طالبان في افغانستان وحليفها “تنظيم” القاعدة. ولكن ما الذي سيبحثه الجانبان هذه المرة ؟

من المعروف ان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي من حلفاء ايران المقربين. وبالنسبة لواشنطن، يعتبر المالكي اقل الخيارات سوءا لحكم العراق، رغم خيبة املها في المنحى الطائفي الذي يسير فيه.

وقد تأمل الادارة الامريكية في اقناع ايران بالضغط على المالكي لاجباره على مد يده لطوائف العراق الاخرى – السنة على وجه التحديد.

ولكن ميزان القوى بين واشنطن وطهران قد تغير بشكل جذري منذ الاطاحة بنظام صدام حسين. آنذاك، كانت القوة الامريكية في اوجها، اما اليوم فربما من الصحيح القول إن طهران تمسك بمعظم الاوراق بيديها.

من جهة ثانية اعرب وزير الخارجية الامريكي جون كيري عن استعداده للتعاون مع ايران بشأن العراق محذرا من انه لا يستبعد خيار شن غارات بطائات دون طيار لوقف تقدم المسلحين.

اما ايران فقد نفت في وقت سابق انباء تفيد بامكانية دخولها في مباحثات مباشرة مع واشنطن لمواجهة المخاطر المتزايدة التي تشكلها المليشيات السنية في العراق.

واستولى المسلحون على مدن رئيسية مثل الموصل وتكريت الاسبوع الماضي، ولكن تم استعادة بعض البلدات.

ويبحث الرئيس الامريكي باراك اوباما الخيارات المطروحة بشأن الاجرءات التي يمكن اتخاذها بالعراق.

وقال الرئيس الايراني حسن روحاني سيبحث التعاون اذا قررت الولايات المتحدة اتخاذ اجراء بشأن العراق

وفي تطور آخر ووفقا لما قالته وكالة رويترز للانباء نقلا عن قناة سي ان ان فإن السفينة الأمريكية ميسا فيردي دخلت مياه الخليج وعلى متنها 550 من مشاة البحرية اليوم لدعم أي نشاط أمريكي محتمل لمساعدة الحكومة العراقية التي يقودها الشيعة في محاربة المسلحين السنة التابعين لداعش.

وبذلك تنضم السفينة إلى حاملة الطائرات جورج إتش. دبليو. بوش التي أمرتها وزارة الدفاع الأمريكية يوم السبت بالتحرك نحو الخليج.

وكان الرئيس أوباما قد قال إنه يدرس القيام باجراء عسكري لكنه لم يذهب إلى حد القول بارسال قوات أمريكية إلى العراق.

على صعيد آخر، قال العميد سعد معن الناطق باسم عمليات بغداد ان مطار بغداد آمن وحركة الطائرات طبيعية، وأضاف معن خلال مؤتمر صحفي أن الحديث عن تعرض المطار لهجمات من قبل مسلحين عار عن الصحة، على حد قوله.

كما دعا الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أندرس فو راسموسن الى الإفراج الفوري عن تسعة واربعين من أفراد طاقم دبلوماسي وأمني تركي يحتجزهم مسلحو داعش في مدينة الموصل العراقية منذ الأربعاء الماضي بعدما سيطروا على المدينة.

وعلى صعيد متصل، قرر وزراء الخارجية العرب عقد إجتماع تشاوري في مدينة جدة بالسعودية على هامش المؤتمر الوزاري لمنظمة التعاون الإسلامي لبحث سبل دعم العراق في الاحداث الأخيرة.

وأدانت الجامعة العربية في بيان اصدرته بعد اجتماع عقد في القاهرة أمس على مستوى المندوبين الدائمين جميع الأعمال الإرهابية التي تستهدف العراق التي يقوم بها تنظيم داعش وما تؤدي إليه من جرائم وانتهاكات للعراقيين على حد تعبير البيان.

وقال الامين العام المساعد لجامعة الدول العربية أحمد بن حلي إن مايجري في العراق يهدد امن المنطقة.

مدينة متعددة الطوائف

وتلعفر مدينة ذات اغلبية شيعية وتركمانية، وينظر إليها كمدينة عازلة عن المناطق التي يسيطر عليها المسلحون في العراق وسوريا.

وقال أحد سكان تلعفر، اتصلت به وكالة اسوسييتد برس هاتفيا، إن شاحنات تحمل بنادق آلية وتحمل علم الجهاديين تقوم بدوريات في الشوارع، بينما سمع دوي الرصاص.

وقال هدير العابدي بينما كان يستعد لمغادرة المدينة مع اسرته “السكان يشعرون بالفزع وغادر الكثير منهم بالفعل الى مناطق تسيطر عليها القوات الكردية”.

وتقول الحكومة العراقية إنها “استعادت المبادرة” أمام هجوم المسلحين السنة.

وتقول قنوات تلفزيونية محلية إن طائرات هليكوبتر تابعة للحكومة شنت غارة ليلية على قاعدة عسكرية في الموصل استولى عليها المسلحون الاسبوع الماضي.

وتوجد تقارير عن توجه قوات الجيش الى سامراء، شمالي بغداد، استعدادا لهجوم مضاد على تكريت.

ادانة

ومن جانب آخر، ادانت الولايات المتحدة الصورة “المفزعة” التي نشرها المسلحون السنة على الانترنت التي توضح المسلحين وهم يقومون بعمليات إعدام جماعية لعدد كبير من العسكريين بعدما اجتاحوا عدة محافظات في شمال البلاد.

وقال الجيش العراقي إن الصور حقيقية، ولكن لم يتم التيقن من صحتها بصورة مستقلة.

وقال جيم ميور مراسل بي بي سي شمالي العراق إنه إذا ثبتت صحة الصور، فإنها اكبر مذبحة في العراق منذ الغزو الامريكي عام 2003.

“لا تدخل”

و أعلنت الولايات المتحدة زيادة الإجراءات الأمنية في سفارتها في بغداد، ونقل بعض موظفيها إلى مناطق آمنة.

ونقلت تقارير أن أكثر من 130 من أفراد الحرس الثوري الإيراني موجودون حاليا في العراق لتوفير التدريب والنصح للقوات العراقية.

من جانب آخر، اصر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ على ان بلاده لن تتدخل عسكريا في العراق لمحاربة مسلحي الدولة الاسلامية في العراق والشام.

وقال لبي بي سي ردا على سؤال حول ما اذا كانت بريطانيا على استعداد للمشاركة في توجيه ضربات جوية للمسلحين إنه “لا يمكن ان يكون اكثر وضوحا بأن هذا لن يحصل.”

وقال هيغ إن السلطات العراقية هي وحدها المسؤولة عن السيطرة على الموقف ومن ثم محاولة اجراء مصالحة بين الاطراف المختلفة.

واضاف وزير الحارجية بأن “الولايات المتحدة تتوفر على قدرات ومعدات اكثر مما تتوفر عليه بريطانيا” فيما يتعلق باحتمال التدخل في العراق.

وقال هيغ لاذاعة بي بي سي الرابعة بأن الموقف في العراق مثير للقلق، وان الحكومة العراقية تتحمل “مسؤولية جسيمة” في السيطرة على الوضع.

+ -
.